تصوير أحمد أسعد، المنصة، 23 يناير 2025
حمدين صباحي المرشح الرئاسي السابق

حمدين صباحي: مصر لن تسمح بتعديل الدستور وهذه رسائلي للسيسي

زيارة "الأسد" كانت لنشد على يد سوريا الداعمة للمقاومة الممانعة

منشور الاثنين 10 فبراير 2025

وُلدت أحلام حمدين صباحي الكبيرة في مدينته بلطيم، حيث وُلد، وصحبته على مدار السنوات الطويلة؛ هذه الأحلام التي تشكلت على إيقاع أغاني عبد الحليم حافظ، وكلمات صلاح جاهين، وخطب جمال عبد الناصر.

حلمَ صباحي بتحرير فلسطين، وبوحدة الأمة العربية، وبوطن يليق بأحلام الفقراء والبسطاء، وخاض أولى معاركه السياسية مع السادات حين كان طالبًا جامعيًا؛ يتذكر في حواره مع المنصة أحلامَه التي ما زالت تراوده "لن أفرط فيها، همتي على تحقيقها تضاءلتْ لكن عندي أمل في الله والشعب وأجيال جديدة تنهض بالسعي نحو الحلم النبيل الذي نراه يتحقق في فلسطين ومصر وأمتنا العربية".

في مراجعاته التي نشرتها المنصة عن نصيبه من الخطأ بعد ثورة يناير، كتَب مؤسس حزب الكرامة، البرلماني والمرشح الرئاسي السابق عن 5 خطايا سياسية.. في هذا الحوار نُسائِله حول تفاصيلها، ونتحقق من دوافعه، ونمضي معه من الماضي إلى الحاضر لنكشف عن تصوراته للمستقبل.

عقدة التوافق وحسابات الذات

خالد علي، عبد المنعم أبو الفتوح، وحمدين صباحي

توقف صباحي في مراجعاته أمام خطيئة عدم التوافق على مرشح واحد للثورة، لكنه لم يأتِ على ذكر اسم محمد البرادعي الذي كان بين أسماء المرشحين المحتملين للرئاسة.

يروي صباحي كواليس المشاورات آنذاك؛ "انعقدت جلسة حضرها البرادعي وعمرو موسى وصلاح أبو إسماعيل وسليم العوا وعبد المنعم أبو الفتوح والعبد الفقير إلى الله بدعوة من شباب جادين كانوا في قلب الثورة وكانوا حريصين على هذا التوافق، وكان فيه مشتركات مبشرة في هذه الجلسة".

لكنه يلفت إلى أن هذه الجلسات لم تستمر "الذين دعوا إليها ربما قدَّروا أن الشركاء فيها لم تتوافر لهم عناصر كافية للاتفاق"، مشددًا على أن خروج البرادعي من السباق كان قراره الشخصي لأنه "لم يكن قرار القعدة دي أو اتجاهها".

لم تكن هذه المحاولة الوحيدة للتوافق على مرشح رئاسي، يلفت صباحي إلى محاولات أخرى لـ لجنة المائة التي انتهت إلى أن الأوفر حظًا من بين المرشحين المحسوبين على الثورة هو صباحي، والمرشح الرئاسي السابق عبد المنعم أبو الفتوح، "اجتهدوا في الوصول لتقدير موقف، اللي فرصه أكتر وحظوظه التصويتية أعلى هيختاروه هو ومن يليه كرئيس ونائب رئيس، ويبقى فيه تذكرة واحدة باسم الثورة فيها رئيس ونائب رئيس"، لكن رغم موافقته على الفكرة تعثر الاتفاق "هذه اللجنة لم تبلغني أبدًا بما وصلت إليه".

أدت الأنانية والرغبات الذاتية لتعثر التوافق على مرشح رئاسي

لا يستبعد صباحي سيطرة الأنانية والرغبات الذاتية للمرشحين وتأثيرها على مواقفهم ورفضهم تقديم تنازلات في تلك اللحظة، "لا يمكن عزل الذات عن الموضوع في فهم أي مواقف ولا سياق تاريخي"، لكنه يراجع نفسه مجددًا "لو استقبلت من أمري ما استدبرت كنت سأتنازل"، مبررًا ذلك بقوله "لو قُدر لنا أن نتفق عليه لكان لمصر تاريخ آخر وما كناش اضطرينا إلى الرمضاء والنار في الإعادة ما بين الجماعة القديمة والنظام القديم".

الجيش يزيح المدنيين

مهدت خطيئة عدم التوافق في الانتخابات الرئاسية، لتراجع الدور السياسي للمدنيين في مقابل صعود المكون العسكري والأمني بالأخص بعد 3 يوليو، رغم وجود محمد البرادعي نائبًا لرئيس الجمهورية، وتشكيل حكومة شارك فيها أعضاء بجبهة الإنقاذ.

يشير صباحي إلى استخدام الإخوان للعنف قبل 30 يونيو في عدد من المحطات، منها الاتحادية، ثم التلويح به بعد اعتصامهم في ميداني رابعة والنهضة، "منصة الاعتصام لم تتوان عن تقديم رسائل التخويف"، والربط بين توقف العنف الذي شهدته سيناء وعودة مرسي للقصر الرئاسي.

"الخوف تقريبًا هيمن على البلد في هذه المرحلة، الخوف على البلد، أو الخوف من البلد"، يستطرد صباحي "السلطة لم تتوان كمان في تضخيم هذه الرسائل ونشرها والمبالغة فيها".

يلفت المرشح الرئاسي السابق إلى تأثير الخوف على صناعة القرار واتجاهات الناس حينها "في أوضاع الخوف.. هيبقى اللي معاه بندقية يقدر يحميك من اللي معاه وجهة نظر"، فتصاعد دور "المكون الأمني في سلطة 3 يوليو وأزاح المكون المدني وانفرد بالقرار تدريجيًا حتى انفرد به تمامًا".

رابعة مجزرة والصمت عليها خوفًا على غرق المركب

يفسِّر صباحي الصمت الشعبي وتراجع دور جبهة الإنقاذ بعد 30 يونيو بوقوع الناس في معضلة الخوف، فالأولوية للأمان وحفظ الحياة "لو داخل عليك واحد بشومة عايز واحد ببندقية يقابله، الشعب راح لأبو بندقية".

ويندم صباحي على صمته في رابعة، والتقليل من حجم ما وصفه في مراجعاته بـالمجزرة، ويبرر موقفه "كنا عاوزين زي ما بنقول كده ببساطة عاوزين مركب البلد ما تغرقش".

المركب الذي خشي صباحي من غرقه تراجع فيه دور السياسة، وهو ما يحمل القوى المدنية جزءًا من المسؤولية عنه "انسحاب الدكتور البرادعي دون تشاور مع جبهة الإنقاذ التي يمثلها من موقعه في السلطة وهو موقف ضميري، لكن سياسيًا يحتاج تقييم".

يحتاج انسحاب البرادعي بعد هذه السنوات، حسب صباحي، نقاشًا، ليس لإدانة شخص من عدمه، بقدر محاولة التعلم من إدارة الصراع داخل السلطة الواحدة "مع أهمية أن يستجيب الإنسان لصوته الداخلي لكن أن يتشاور مع شركائه الأصليين بالذات لو وجوده في السلطة رهن بأنهم من طرحوه فيها ربما كانت واجبة لنحفظ لمصر إمكانية التقدم بثمن أقل مما دفعته"، يوجه صباحي رسالته للبرادعي بابتسامة، متمنيًا له أن يكون ضميره مستريحًا الآن.

انتفاضة يناير ومخاوف الانفجار

يقر مؤسس حزب الكرامة بأزمة ضعف تنظيم القوى المدنية التي فشلت في الوصول للسلطة، وحالت دون أن تصل ثمار الثورة للناس، فأصبحت يناير "انتفاضة".

يقول "كسبنا الانتفاضة بإسقاط رأس النظام"، لم يمثل الشعب سلطة تحقق له العيش والحرية والعدالة الاجتماعية. "الثورة هدفها في الآخر أن تعيش الناس سعيدة مُكتفية آمنة مطمئنة تحفظ كرامتها"، فأصبحت "25 يناير انتفاضة عظيمة لكن لم تكتمل لتكون ثورة عظيمة كما كان جديرًا بها وكما ينبغي أن يظل جديرًا بها في المستقبل".

الانفجار القادم لن يكون على طريقة يناير ويونيو ويجب أن نتقيه

مع تراكم المظالم وسوء الأوضاع الاقتصادية والسياسية، وتراجع دور المكون السياسي والمجتمع المدني، يحذر من أن "الانفجار القادم لن يكون على طريقة 25 يناير و30 يونيو"، مبررًا "كان فيه شعب بالغ السلمية والتحضر والتماسك والوحدة رغم التباين لأن فيه قوى حية حاضرة في الشارع، مجال عام مفتوح نسبيًا، لما الشعب خرج كان معاه نخبته وسطه قادرة تتفاعل معاه".

ينبه صباحي لأن الخروج "لن يكون سلميًا كما كان، لهذا احتمال الانفجار أعلى من احتمال الانتفاضة الشعبية السلمية المنظمة، وهذا أهمية أن نتقيه لأن خسارته على الكل، وكلفته عالية على البلد".

علاقة السيسي بصباحي

الرئيس يصافح حمدين صباحي خلال حفل إفطار الأسرة المصرية، 27 أبريل 2022

لم يكن اللقاء الشهير بين صباحي والرئيس عبد الفتاح السيسي في إفطار الأسرة المصرية الأول التي يلتقي فيها الرئيس بالمرشح الرئاسي السابق، بل الثالث "التقيته مرتين، بعد انتخابات 2012 دعاني على غذاء في مقره". يتذكر صباحي مشاركة اللواء عباس كامل مدير مكتب السيسي آنذاك في هذا اللقاء، "دخلنا نقاش حول دوري في الانتخابات. لقاء فيه كثير من الدفء والمودة والتشارك في الرأي".

التقيت السيسي ثلاث مرات ولم نشهد هذه الدرجة من القمع من قبل

أما اللقاء الثاني فكان "أثناء وجوده في مجلس الوزراء وزير دفاع، في ذلك الوقت كنا حريصين على أحد المطالب التي تبنتها الحركة الوطنية والثورة؛ رفع الحد الأدنى للأجور ووضع سقف للحد الأقصى. طلبت منه تبني القضية ووعد بذلك وأوفى، وفي الاجتماع التالي لمجلس الوزراء تحمس لصدور قرار بقانون"، يشير صباحي إلى أنه عرف من وزير القوى العاملة حينها كمال أبو عيطة أن "الدور الرئيسي في إقرار هذا القرار يعود للفريق السيسي وقتها".

يتأمل البرلماني السابق ما تغيَّر في أداء السيسي عبر هذه السنوات، هناك "تحول هائل في السياسات"؛ حسب صباحي "المشير السيسي كان من المتحمسين لحق الشعب في الوجود في الميدان وطلب التغيير"، إضافة إلى مطالب الدولة المدنية الديمقراطية، والعدالة الاجتماعية، والتنمية الحقيقية، ودور لمصر في أمتها يرد لها اعتبارها ومهابتها، "كان يسمع هذا الكلام دون أن يناقض أي شيء فيه، بل بعض مطالبنا لعب دورًا فاعلًا فيها مثل الحد الأدنى للأجور".

تغيَّر ذلك حاليًا من وجهة نظر صباحي "لا تنمية حقيقية، لا إنصاف للفقراء، لا عدل اجتماعي، مزيد من الفقر والغلاء والتضخم والديون والارتهان لمؤسسات التمويل الغربية، الوضع الاقتصادي شائك ومأزوم باعتراف الجميع بما فيهم الحكومة".

يَصف القيادي السابق في جبهة الإنقاذ الوضع بأننا "لم نشهد من قبل هذه الدرجة من القمع والمنع وملاحقة أصحاب الرأي للدرجة التي تجعل أي شاب أو شابة على فيسبوك يكتب بوست، يكلم نفسه، يا رب يعدي على خير وألا يُلقى في غيابات الجُبِّ".

وينوه صباحي إلى أن الانتخابات لم تتمتع بالنزاهة إلا في فترة محدودة ما قبل 2014 "شايفين كيف يشكل البرلمان، تشكيل خالي من تعبير البرلمان عن الناس".

انسداد قنوات الحوار

يسترجع صباحي فترة الحوار الوطني ويؤكد أنه "عمل إشارة أمل إن البلد مقبلة على انفتاح وخروج سجناء مهمين في الحركة السياسة المصرية"، مثل حسام مؤنس وزياد العليمي وأحمد دومة ويحيى حسين عبد الهادي، لكن "المشكلة إن هذا الأفق ضاق، نكاد نقول اتسد، مش موجود".

الإفراج عن السجناء مسكنات توقفت لحسابات في السلطة

 وكان يأمل أن يكون الإفراج عن السجناء تعبيرًا عن نهج للسلطة، لكن مع استمرار السياسات نفسها وإلقاء القبض على آخرين اعتبر أنها مجرد مسكنات، لكن تتجدد المواجع بإلقاء القبض على آخرين "نتفاوض، يخرج سجناء ويدخل آخرون".

يطالب المرشح الرئاسي السابق بـ"حملة واسعة للإفراج عن سجناء الرأي في مصر، البلد محتاجة ده، سلطة وشعب"، ويرى أن الخطرَ على مصر يأتي من مصدرين هما "الاحتقان الداخلي وعدم الرضا عن سياسات السلطة ما يهدد بانفجار اجتماعي، والقوى التي تتحرك في الإقليم ومحيطنا والعربي، أنا على يقين أنها تريد شرًا بمصر".

ويعتبر أن سبيل الحفاظ على مصر هو أن "تتماسك داخليًا، وهذا يقتضي الإفراج عن كل سجناء الرأي، وإنهاء المظالم غير المبررة وفتح المجال العام المغلق، وتأمين مسار تغيير سلمي ديمقراطي يحقق أهداف الناس، وهذا معناه تأمين فرص انتخابات نزيهة".

استمرار حبس علاء عبد الفتاح لا تقبله الاعتبارات الإنسانية أو الرشد السياسي

يتوقف صباحي أمام قضية الناشط والمبرمج علاء عبد الفتاح "حالات لا يقبلها الضمير الإنساني فضلًا عن اعتبارات الرشد السياسي، يعني إيه علاء يخلص مدته والدكتورة ليلى سويف وهي أستاذة جامعية وأم عظيمة ومواطنة عظيمة تجاوزت 120 يومًا من إضرابها عن الطعام وابنها محبوس خارج القانون".

يتساءل "أي قيمة تصدرها السلطة حول صورتها أمام الرأي العام؟ ونخش انتخابات نزيهة ازاي؟ إذا كانت الرسالة قامعة لهذا الحد ومتجنية على القانون والقيمة الأخلاقية".

عبد المنعم أبو الفتوح وحمدين صباحي في مسيرة متجهة إلى ميدان التحرير للاحتجاج على الأحكام الصادرة بحق الرئيس المخلوع حسني مبارك، 5 يونيو 2012

لم تكن قضية علاء عبد الفتاح الحالة الوحيدة التي توقف أمامها صباحي، مشيرًا إلى استمرار حبس الناشط السياسي محمد عادل رغم انتهاء مدته، وحبس مؤسس الحركة المدنية الديمقراطية يحيى حسين عبد الهادي، ومروره بأزمة صحية في حبسه، وهو ما تكرر مع مؤسس حزب مصر القوية عبد الممنعم أبو الفتوح، الذي يتذكره صباحي في الحوار بابتسامة أسى تحمل أملًا بخروجه قريبًا.

ويلفت إلى استمرار حبس عدد من المتظاهرين المتضامنين مع فلسطين، ويندهش من مفارقة إنْ "أسرى فلسطينيين في سجون الاحتلال يخرجوا وهم محكوم عليهم مؤبدات، وشباب مصر اللي طلع يقول تحيا فلسطين تضامنًا مقبوض عليه".

وسبق ووجه صباحي رسالة للرئيس للإفراج عن سجناء الرأي، ورغم ذلك لم يتلق أي ردود رسمية أو غير رسمية "لم تصلني ردود وهذا معناه إن مفيش قنوات حوار في هذا البلد، حتى القنوات المفتوحة مع الحوار الوطني ضمرت أو أغلقت".

يتوقف صباحي أمام ما يتردد في الأروقة السياسية عن وجود نيّات لتعديلات دستورية جديدة قد تؤدي لإضافة مدد رئاسية للرئيس، محذرًا من "أي محاولة لتعديل الدستور ستفشل فشلًا ذريعًا، وأحذر منها، وأذكر أن سوابقنا التاريخية في الإقدام على تعديل الدستور على هذا النحو شفنا عاقبته إيه، لن تتسامح مصر مهما كان حالتها ولن تسمح ولن تمرر تعديل دستوري جديد يمد فترة الرئاسة".

ولا يعتقد أن رد الفعل سيكون قاصرًا على المعارضة، قال "مش إحنا اللي هنعمل، مصر كلها هتعمل، قناعتي إن مصر لن تقبل ولا تتحمل الدخول في مثل هذه المغامرة الفاشلة، وأقول أي محاولة لتعديل الدستور يعرف من يقدم عليها أنه يلحق الضرر بمصر وبنفسه".

معضلة الطعنة السورية

من لقاء حمدين صباحي وبشار الأسد

في صبيحة هروب بشار الأسد وسيطرة الفصائل المسلحة بقيادة الجولاني على سوريا، أثار السياسي القومي زوبعة من ردود الفعل بع أن كتب على موقع إكس واصفًا ما حدث بـ"طعنة غائرة في قلب العروبة".

رغم تاريخ الأسد الدموي يبرر صباحي جملته "شايف بشار وعارفه كويس وشايف ما جرى في سوريا وعارفه كويس، الأسى حقيقي أن الأمة العربية تفقد سوريا باعتبارها نقطة رئيسية في مقاومة المشروع الصهيوني".

يرى صباحي الصورة "جانب مشرق ومفرح تجسد أن الشعب السوري نزل في الميادين فرحًا وهذا فرح أنا وغيري شاركنا فيه لأنه فرح مستحق، والجانب الآخر السلبي الذي اعتبرته طعنة، أن سوريا تم اقتطاعها من فكرة المقاومة لأن الذين أتوا إلى السلطة نهجهم واضح جدًا، هم من جماعات الإسلام الوظيفي الذي يخدم العدو الصهيوني ولا يقف ضده ولا يطلق عليه السلاح".

لم تستغرق السلطة الجديدة وقتًا طويلًا في إثبات مخاوف صباحي بعد الضربات التي وجهتها إسرائيل للجيش العربي السوري ومخازن السلاح والمختبرات واحتلال الأرض السورية "لم ينطق هؤلاء السادة الجدد بكلمة ضدهم وهذا ما يدعو للشعور بالطعنة في قلب العروبة".

يدافع أمين المؤتمر القومي العربي عن لقائه السابق مع بشار "تأملت لقائي مع بشار من قبل ما أروح وبعدها"، مبررًا الزيارة "لنشد على إيد سوريا الداعمة للمقاومة الممانعة التي لم توقع صك تطبيع مع إسرائيل"، موضحًا مطالبته بشار بـ"حل سياسي في سوريا وتمكين المواطن السوري من حقوقه وعودة المهجرين ونقلة سياسية جديدة تشارك فيها كل القوى السورية تنهي الحكم الشمولي، والإفراج عن سجناء الرأي"، مضيفًا "هذه الرسائل التي سمعها بشار منا".

لم أرتكب خطأ بزيارة بشار وتحصين مصر من الدرس السوري يبدأ بالديمقراطية

يشير إلى تأخر هذه الزيارة سنة "لأني كنت مصرًا ألا تجري الزيارة إلا لو قابلنا المعارضة السورية"، مشيرًا إلى اللقاء الذي عقده مع المعارضة. يدافع عن مواقفه من نظام الأسد "ذهبت مقتنعًا أني لا أدافع عن الاستبداد، لم أدافع في أي يوم عن الاستبداد ولا كان ولا كنت تابعًا لأي نظام أو تحت قبة أي نظام".

يتمسك السياسي العروبي بموقفه "لم أر أني أرتكب خطأ ينبغي أن أراجعه"، مبررًا ذلك بوضع قضايا الديمقراطية وحقوق الإنسان والإفراج عن سجناء الرأي على أجندة اللقاء مع الأسد.

مع ذلك، يعتبر أن الدرس السوري واضح "محتاجين نحصن مصر بالديمقراطية والحريات، أي نظام يظن إن وجود قبضة مشددة له تكفل الاستقرار على مظالم، لا دوام لها"، محذرًا من أن "الغضب الشعبي مياه جوفية قد لا تظهر على السطح لكن إذا انفجرت تستطيع أن تطيح بمن يتوهمون أنهم قابضون على كل شيء".

يؤكد صباحي على وجود مصر في "بؤرة الاستهداف الصهيوني وكل الذين يمكن أن يكونوا عونًا وظيفيًا للهدف الصهيوني ومنهم جماعات التوحش باسم الإسلام"، معتبرًا أن "مصر محتاجة لاستفاقة لتطبق دستورها الذي جارت عليه السلطة كثيرًا، وتحمي نفسها بوحدتها الوطنية القائمة على حريات مؤكدة تسمح بتداول سلمي للسطة وعدالة اجتماعية مؤكدة تسمح بنصيب عادل من ثورة الوطن لكل مصرية ومصري".

وينقل أحلامه بالعدل الاجتماعي والحرية لتلميذه حسام مؤنس "ابني وحبيبي أمامك دور كبير لكي تتفادى أخطائي وتنجز ما لم أستطع إنجازه أنت وجيلك". يتنهد مستعيدًا أحلامه الكبيرة "فلسطين تتحرر، والأمة العربية تتوحد، والجوعى يأكلون، والمهانون يكتسبون كرامتهم، والراكعون يرفعون رؤسهم، أن نكون في وطن ما يباتش فيه جعان ولا متهان".