منشور
الثلاثاء 29 أكتوبر 2024
- آخر تحديث
الثلاثاء 29 أكتوبر 2024
قالت زوجة رسام الكاريكاتير في المنصة أشرف عمر، ندى مغيث، إنها زارت زوجها أمس في سجن العاشر، وكان "تمام جدًا، وكعادته قوي ومرتفع المعنويات، وبدأ يتعلم اللغة الإسبانية كمان".
وأضافت مغيث لـ المنصة أن عمر فُوجئ "بزيارتنا له أمس"، لأنها زيارة استثنائية بمناسبة احتفالات 6 أكتوبر "بابا دكتور كمال مغيث حضر معايا الزيارة، وكان لقاؤه بأشرف مؤثر جدًا، لأنه كان أول مرة يتقابلوا من وقت القبض على أشرف".
وأُلقي القبض على عمر في 22 يوليو/تموز الماضي، بعدما اقتحمت قوة أمنية بلباس مدني مقر سكنه، واقتادته مكبلًا معصوب العينين إلى جهة غير معلومة، إلى أن ظهر في نيابة أمن الدولة العليا بعد يومين تحديدًا في 24 يوليو.
وقررت نيابة أمن الدولة العليا، الأحد الماضي، تجديد حبس عمر 15 يومًا، للمرة السابعة، على ذمة التحقيقات في القضية رقم 1968 لسنة 2024 حصر أمن دولة عليا.
وتابعت ندى أنها اكتشفت أن عمر بدأ يتكلم بالإسبانية "كنت مبسوطة قوي إنه بدأ يتكلم إسباني واستغربت لأني كنت جيباله كتب الإسباني الزيارة اللي فاتت، هو شاطر وسريع في التعلم وبيذاكر 6 ساعات في اليوم".
وأضافت أن أشرف حكى لها خلال الزيارة عن أن يومه في السجن مليء بالأنشطة، ما بين قراءة وتعلم الإسبانية وتعليم النزلاء معه في الزنزانة اللغة الإنجليزية وممارسة الرياضة "عمل دامبلز من أزايز المياه".
ولفتت ندى إلى أن هذه الزيارة كانت مختلفةً عن كل الزيارات السابقة "تلقيت دعم كبير من أسر الزائرين قبل ما أدخل زيارتي، وكنت مبسوطة أن بعضهم عرف أشرف بدون ما أقولهم".
وأضافت "كانوا عارفين أنه رسام كاريكاتير وحكوا معايا كتير، وكلهم بلا استثناء قالولي سلميلنا عليه بمنتهى الحماس".
وحكت ندى أن "امرأة ثمانينية سألتني هو بيرسم عن إيه، فتحدثت معها عن أفكار رسوماته، قالتلي يعني مقالش حاجة غلط".
وأضافت الثمانينية لندى، وكانت بصحبة امرأة أخرى، "ولما هو رسم عن الحاجات دي حد حس على دمه أوي يعني، فالتانية ردت عليها، لأ، فقالت لها خلاص مبقيناش نخاف هو فيه أكتر من اللي بيحصلنا"، حسب مغيث.
وتناول عمر في عدة رسومات أزمات الكهرباء والديون، وسألته النيابة خلال التحقيقات السابقة عن رسوماته المنشورة في المنصة ومسودات أخرى لرسوم كاريكاتيرية لم تنشر بعد.
ودعا نحو 805 من الكتاب والمثقفين والفنانين إلى الإفراج عن عمر، في بيان تضامني، مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، معتبرين أن "القبض على مثقف شاب قرر ممارسة شغفه وحقه الدستوري في التعبير بالترجمة ورسم الكاريكاتير، بل وقدم فيهما إسهامات مهمة، يعد مؤشرًا خطيرًا على تراجع حرية الثقافة والإبداع".
وأثار قرار القبض على عمر وحبسه ردود فعل غاضبة من جانب المؤسسات المهتمة بحرية الصحافة. وأدانت 34 منظمة دولية ومصرية معنية بحقوق الإنسان وحرية الصحافة، من بينها Article 19، حبس الصحفيين في مصر، وفي 7 أغسطس/آب الماضي أدانت 11 منظمة حقوقية استهداف الصحفيين وملاحقتهم أمنيًا وقضائيًا، بالإضافة إلى إخفائهم قسريًا، فقط لممارستهم مهام عملهم الصحفي.
وسبق وأدانت حملة "أنقذوا حرية الرأي" بالمفوضية المصرية للحقوق والحريات، في بيان لها، حملات الاعتقالات التي طالت عددًا من الصحفيين والشخصيات السياسية، مطالبة بالإفراج عن عمر والصحفي خالد ممدوح، ومؤسس الحركة المدنية الديمقراطية يحيى حسين عبد الهادي، منددةً بما وصفته بـ"الاستهداف الممنهج لحرية الرأي والصحافة، التي دأبت السلطات على قمعها خلال السنوات الماضية".
من جهتها، أدانت منظمة مراسلون بلا حدود القبض على رسام الكاريكاتير، وقال رئيس مكتب الشرق الأوسط جوناثان داغر "للأسف، ليس من الغريب في مصر أن يختفي صحفيون ثم يظهروا بعد أيام قليلة في قاعة المحكمة كسجناء"، وأضاف أن هذا النوع من الأساليب لا يليق بدولة قانون، مشددًا "يجب أن تتوقف هذه الممارسات التي تُرعب الصحفيين".
كما دعت لجنة حماية الصحفيين الأمريكية السلطات المصرية إلى الإفراج الفوري عن عمر، وأدانت منظمة العفو الدولية قرار حبسه، وقالت إنه يشير إلى تصعيد السلطات المصرية "حملتها القمعية على الحق في حرية التعبير والإعلام المستقل".
وطالبت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية بالإفراج الفوري عن عمر، كما طالبت منظمتا "كاريكاتير من أجل السلام" و"حقوق رسامي الكاريكاتير" بضمان سلامته.
وأدانت منظمة القلم الدولية ما وصفته بـ"تصاعد قمع السلطات المصرية لحرية التعبير في الأسابيع الأخيرة"، منددة باعتقال عمر.