
سرديات يناير الصحفية| سقط النظام بخلع الرئيس.. فانتهت الثورة
في ربيع 2011، شهدت مدينة إسبانية صغيرة محاضرة للصحفي والمفكر البارز إغناثيو رامونت عن الثورات العربية، نبه فيها إلى أن القنوات التليفزيونية الخاصة، ولأنها مملوكة لرجال أعمال، ستُعبّر عن مصالحهم في النهاية وإن غازلت الثورة مؤقتًا. لذلك، فمن الضروري أن تسيطر القوى الثورية على وسائل الإعلام المملوكة للدولة، وتشكِّل خطاباتها الجديدة.
ناقش أحدنا، وكُنَّا مجموعة عربٍ من المشاركين والمشاركات في ثورات بلادنا، بأن الناس ما زالت في الشوارع، وهو المهم. فكان رد رامونت أن الناس لا تستطيع البقاء في الشوارع للأبد، بل ستُرهق وتعود لبيوتها، لتضغط على زر تشغيل التليفزيون، وتستمع لخطاب المتحكمين في الإعلام.
لم تسيطر أي قوة ثورية على أي وسيلة إعلامية مملوكة للدولة. وإن عدنا بذاكرتنا للشهور الأولى من ثورة يناير، سنجد أن الإعلام المرئي والمكتوب كانت له أدوارٌ حاسمة في بناء سرديات الثورة وتشكيل المخيلة الجماعية حولها، وبالتالي المواقف منها. ومن هذه الحقيقة تحديدًا، انطلقت هذه السلسلة من المقالات، التي أختمها بهذا المقال الأخير، من قراءة سردية جريدة الشروق عن الأيام الثمانية عشر الأولى من الثورة.
الملوك الأربعة
لا أعلم إذا كان محمد حسنين هيكل منتبهًا، وهو يطرح تصوراته الأخيرة قبل خلع مبارك، إلى أن أقوى أربع أوراق في الكوتشينة هم الملوك الأربعة. وربما انتبه إلى أنه الجوكر، القادر على طرح الخط العام لما سيأتي. في كل الأحوال، يستمر في التأكيد على تصوره الأساسي، وتسييده. وكأن بظهوره المكثف خلال الأيام الأخيرة، يمنح الثقل لطرف محدد.
"هيكل: المؤسسة العسكرية هي الضامن لنقل الروح الجديدة للفترة المقبلة". إنه المانشيت الرئيسي بالأحمر لعدد العاشر من فبراير/شباط، اليوم السابق لخلع مبارك. وهو ملخص لحوار هيكل مع قناة الجزيرة. يعول فيه على ما أسماه بـ"الرباعي العسكري" كضامن في المرحلة الجديدة. أضلاع هذا الرباعي أحمد شفيق وعمر سليمان والمشير طنطاوي وسامي عنان، وجميعهم اختفوا تدريجيًا، بعد أيام، أو شهور، أو سنوات، من مشهد السلطة. باختلاف طريقة الاختفاء، أو الإخفاء.
أما المانشيت التالي من حيث الأهمية، في الصفحة نفسها، فكان تغطية الدعوات لفاعليات اليوم التالي؛ "جمعة تصعيد جديدة على مشارف قصر عابدين.. المتظاهرون يجبرون الحكومة ونواب الوطني على الهروب من وسط البلد". يبدأ التقرير بالجملة التالية؛ "تجاوزت ثورة شباب 25 يناير حدود ميدان التحرير، ووصلت أمس إلى مشارف قصر عابدين". فيما كان احتلال المواقع المختلفة، ومن بينها الشوارع المحيطة بمجلس الشعب ورئاسة الوزراء، مستمرًا قبلها بأيام.
بعد هذه المقدمة، يرصد التقرير التطورات، وتصريحات ائتلاف شباب الثورة ونيتهم التصعيد يوم الجمعة، وتعليقات من القيادي الإخواني محمد البلتاجي ورئيس نادي القضاة الأسبق المستشار زكريا عبد العزيز حول نية الشباب، الائتلاف، الإعلان خلال 48 ساعة عن تشكيل حكومة إنقاذ وطني من داخل الميدان.
تتطرق الجريدة لتصاعد الاحتجاجات العمالية في مواقع جديدة، من بينها الصحف القومية، وهيئة قناة السويس، وقطاعات الكهرباء والزراعة والنقل والاتصالات والتعليم والصناعة والبترول، ما يرسم صورة واضحة لبداية عصيان مدني يجتاح كل القطاعات الحيوية، والسيادية أيضًا مثل قناة السويس. لكن دون تسمية العصيان باسمه، "عصيانًا مدنيًا"، لما للاسم من ثقل ينقل الثورة وطاقاتها لمناطق جديدة تهدد فعلًا النظام الحاكم.
تتسع الاحتجاجات الثورية العمالية خارج الميدان، لدرجة جعلت الشروق توحِّد الصفحتين الرابعة والخامسة لتغطية تحركات العمال والموظفين، تحت مانشيت كبير؛ "سماء العمال تمطر غضبًا على النظام". والمفارقة ذات الدلالة هنا، أن هذا التوسُّع لم يتسِّع لنماذج عمالية تلقي الجريدة الضوء عليها كما فعلت سابقًا مع مازن وأحمد نجيب، وكما تسلط في نفس العدد الضوء على وائل غنيم، الذي تبدأ عملية "تنجيمه" بمقالات من نوعية "عيون وائل غنيم" لخالد محمود، وببعض التصريحات له. وإن كان إلقاء الضوء المكثف على وائل غنيم، لا ينحصر في كونه ابنًا للطبقة الوسطى، بل لكونه أحد مسؤولين اثنين صفحة كلنا خالد سعيد وعن إطلاق دعوات التظاهر، وما تبع ذلك من اعتقاله وإخفائه لبضعة أيام قبل إطلاق سراحه.
يبدي وائل غنيم انسجامه مع التوجه "الشبابي" الصرف، المعادي للسياسة. مؤكدًا على أنها ثورة شباب بعيدة عن الأيديولوجيات. ورغم إشارته إلى الشباب المشارك في الثورة ينتمي لكل الطبقات، فإنه يضيف "نحن شباب محترم ومثقف". ثم تتضح مفارقة أخرى من كلماته، حين يُظهر نوعًا من الاستخفاف بالثقافة والمعرفة وهو يقول "أي شخص يريد تقسيم التورتة أو نشر أيديولوجية أو تصفية حسابات، أريد أن أقول له، اتركنا واقعد على جنب، فهذا وقت نقول فيه مصر فوق الجميع".
الرباعي العسكري الذي عوَّل عليه هيكل، هو تحديدًا الرباعي الذي تعلقت به أنظار الكثيربن خلال يومي 10 و11 فبراير، باعتباره القادر على خلع مبارك، ليظهر مانشيت عدد الجمعة 11 فبراير "مبارك يرفض التنحي ويفوض سلطاته لسليمان والتحرير يرفض.. غضب عارم من الخطاب والآلاف يحاصرون مبنى التليفزيون.. تعديل خمس مواد دستورية لتسهيل الترشح للانتخابات الرئاسية وحذف مادة لإلغاء الطوارئ". فيما يعني رفضًا واضحًا لأول أضلاع الرباعي، عمر سليمان.
مع صورة ضخمة بالألوان لميدان التحرير، لحظة الاحتجاج على خطاب مبارك الأخير، يأتي أحد العناوين الفرعية للصفحة الأولى "انتفاضة مطالب عمالية تجتاح محافظات مصر وفئات مهنية جديدة تنضم للاحتجاجات". فيشعر القارئ أنه أمام أحد هذه اللحظات السحرية، الفاصلة، إما العصيان المدني الشامل، دون تسميته باسمه صراحة، أو أن يتحرك العسكريون، الذين أصبحوا ثلاثة، بمفردهم. أو أن يتحركوا ومعهم وجه بارز من النخبة المدنية.
لكن، من هو هذا الوجه؟ بدا سابقًا أن إدارة الشروق تقف على نفس المسافة من عمرو موسى والبرادعي، باعتبارهما الخيارين المتاحين، دون تفضيل لأحدهما. لكن الجريدة تبدأ في إبراز عمرو موسى بدرجة أكبر. فعلى سبيل المثال، هناك خبر في الصفحة العاشرة عنوانه "معهد واشنطن: موسى الرئيس المفضل لدى المصريين". لكن العسكريين يفضلون التحرك دون هذا الوجه المدني، ولقطع الطريق أمام العصيان المدني الذي يتسع مع كل ساعة جديدة.
الاحتفال
تغرب سلطة مبارك مع غروب شمس نفس اليوم، ليأتي عدد 12 فبراير احتفاليًا. تتكرر فيه لعبة الفعل الماضي المشار إليها في حلقتين سابقتين. فيكون المانشيت الرئيسي بالأحمر، العريض جدًا، من كلمتين ".. وانتصر الشعب". وأسفله يعود المحرر إلى المضارع "الثورة تسقط مبارك.. والمجلس الأعلى للقوات المسلحة يتولى الحكم". والعنوان التالي من حيث الأهمية بالأسود "الشعب يريد بناء نظام جديد". وصورة ضخمة للميدان المحتفل.
ملف "مصر الغاضبة"، الذي استمر طوال الأيام الماضية لتغطية أحداث الثورة، أصبح الآن "مصر حرة". مع الاحتفاظ بنفس الصورة للشاب الذي يحمل علم مصر. ومانشيت الصفحة الثالثة بالأحمر "مصر اليوم في عيد". وتحته "مسيرات الغضب تتحول إلى مواكب احتفالية في كل المحافظات". ودون أن يخفت احتفاء الجريدة الأساسي بميدان التحرير، تمتد التغطية لتشمل المحافظات المختلفة، وما حدث فيها قبل وبعد خلع مبارك.
بالتزامن مع عملية تنظيف الميدان، وإخلائه من ثواره، وتحويله لمزار لالتقاط الصور التذكارية، أي تغيير هويته جذريًا خلال ساعات قليلة، تنتهي سكرة الاحتفال. ليبدأ الكلام الجديد في عدد 13 فبراير، حيث يأتي المانشيت الرئيسي للجريدة بالأحمر "الجيش يؤكد مدنية الدولة". في بداية لظهور السردية الرسمية، التي لم تظهر خلال الثمانية عشر يومًا، إلا مرة واحدة في تغطية حوار عمر سليمان، يوم 9 فبراير.
عنوان عمود معتز بالله عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية، دال على اللحظة الجديدة وتوجهات السلطة "فلتنته الثورة ولتبق روحها". وهو ما يكمله هيكل بأسلوبه. فعنوان التقرير الأساسي للصفحة السادسة المخصص له "هيكل: ما حدث ليس انقلابًا عسكريًا لكن ثورة حقيقية".
العنوان الفرعي لحديث هيكل، يطرح فهمه للثورة، وبسردية محددة "عناد مبارك أدى إلى زيادة سقف المطالب وتزايد التفاف الشعب حول الثورة". فتتشكل في المخيلة الجماعية فكرة جديدة، أن اتساع الثورة كان مجرد رد فعل على عناد مبارك. لتصبح بالتالي مطالبها مجرد رد فعل اتسَّع بسبب هذا العناد، وليست مطالب مجتمعية وسياسية ضرورية وملحة.
في مواجهة هذا التوجه بأن الثورة انتهت بخلع مبارك، والملفات الاحتفالية بالصور الملونة بعنوان عريض "ارفع راسك فوق"، نجد مقالًا جديدًا لوائل جمال، بعنوان "من ثورة إسقاط الديكتاتورية إلى ثورة بناء النظام الجديد". يخرج بالثورة من سجن الاختصارات الزمنية والمكانية والطبقية، ويطرح تصوراته بأنها ستمتد لما هو أوسع من ميدان التحرير، وأوسع من الشباب، وأوسع من الطبقة الوسطى.
ينتبه وائل جمال لسردية انفراد الطبقة الوسطى بالثورة. فيطرح في مواجهتها رؤيته بأن القطاعين اللذين لم يشاركا فيها هما النخبة الحاكمة والفاسدة في عهد مبارك، وبعض الخائفين من أبناء الطبقة الوسطى. ويوضح أن هناك قطاعات انتهت الثورة بالنسبة إليها بسقوط مبارك، لأن هذه هي مصلحتها، وأن توسيع الثورة يضر بهذه المصالح. مشيرًا في خاتمة مقاله إلى أن الانتصار الذي تحقق كان بفضل "تمطع" القطاعات العمالية بسلسلة من الاعتصامات والإضرابات خلال الأيام الأخيرة قبل سقوط مبارك.
حرب السرديات
اختصار الثورة في طبقة اجتماعية محددة هي الطبقة الوسطى، وفي زمان ومكان محددين؛ ميدان التحرير بين 25 يناير و11 فبراير، كان يعني نهايتها بخروج هؤلاء من الميدان مع خلع مبارك. تكرست هذه السردية لاحقًا في عملية طويلة وشاقة، شهدت الكثير من الصراعات والاحتجاجات والمذابح. لعبت الدور الأساسي في تسييدها العديد من المنصات الإعلامية الفضائية، وخطابات السلطة، والكثير من الأحزاب والحركات السياسية. وصولًا للسردية الكاذبة بأن الثورة كانت مؤامرة إخوانية/دولية لإنتاج الفوضى.
على سبيل المثال، من قضى في ميدان التحرير ليلة الصمود الطويلة التي أعقبت اقتحام الجمال والخيول للميدان، والمعروفة بموقعة الجمل، لابد وأنه سيتذكر جيدًا هؤلاء الشباب الآتين من المناطق الشعبية. يتسللون للميدان ليلًا كي يشاركوا في مقاومة اقتحامه من مجموعات البلطجية، وعصابات الحزب الوطني والأمن.
سيتذكر بطولاتهم باعتبارها البطولات الحاسمة في صمود ناس الميدان خلال هذه الليلة. وكيف كانوا يقدِّمون المتاريس شيئًا فشيئًا، ويقوُّنها، لتتسع مساحة الميدان وتزيد حماية مركزه. لكن، مع توالي سرديات أخرى، والإصرار عليها من قبل السلطة وبعض النخب، خلال الشهور التالية الطويلة، والحديث عن مؤامرات حمساوية، وقوى خارجية، ومشاركة إخوانية في تمثيلية الاقتحام، أو حتى أدوار حاسمة لقوى سياسية محددة في صموده، وقيادات كانت متواجدة في شركة سياحة... إلخ. كل هذا الإصرار والتكرار سيجعله يُشكك في ذاكرته الشخصية نفسها، فيما عايشه. أو على الأقل يُشكك في سرديته، ليراها كمجرد جزء صغير من المشهد الذي لا يستطيع الإلمام به كاملًا.
أما من لم يعيشونها، فلن يتلقوا عنها سوى السردية التي تم تعميمها.
كان مقال أبو الغيط محاولة طازجة وصادقة ولافتة للانتباه في براءتها لإعادة تذكر جوهر ثورة يناير
حضرتْ ثورة يناير 2011، بمروياتها المختلفة، في المدونات، والتاريخ الشفهي، وعشرات الآلاف من الحسابات على السوشيال ميديا. وكذلك في عشرات الآلاف من الفيديوهات المحفوظة على التليفونات المحمولة. لم تفلح هذه الوسائل التوثيقية، المختلفة والبديلة والأقرب للحقيقة، من أن تشكل السردية المهيمنة حول الثورة، وبناء وتطوير الوعي السائد بها. ليس لعيبٍ فيها، وليس لابتعادها عن الحقيقة، ولكن لافتقادها لجهة تنشرها وقادرة على ترويجها وحمايتها باستدامة.
عبر مسار الثورة التي امتدت لنحو سنتين ونصف، وعبر عشرات الوسائل الإعلامية التي ظهرت بعد سقوط مبارك من قنوات وصحف ومواقع إلكترونية، وبسبب اتساع الاهتمام بالقراءة والثقافة للمرة الأولى منذ عقود، ظهرت أيضًا الكثير من المحاولات لتشكيل سرديات بديلة عن السردية المهيمنة، وإعادة التذكير بمن صنعوا الثورة، بمعناها الأوسع من مجرد إسقاط مبارك، وباتساعاتها الجغرافية والزمنية والطبقية.
إحدى هذه المحاولات كانت المقال الشهير الذي كتبه الصحفي الشاب الراحل، واللامع، محمد أبو الغيط على مدونته في 17 يونيو/حزيران 2011 بعنوان الفقراء أولًا يا ولاد الكلب، في الوقت الذي كان الصراع الأساسي الدائر في الإعلام حول الدستور أولًا أم الانتخابات أولًا. جاء مقال أبو الغيط، الذي تناولته في مقال نشرته المنصة قبل سنتين ونصف. ليُحدث ضجيجًا لافتًا وقتها. أعيد نشره في عدة المواقع، ولاقى ردود فعل من شخصيات سياسية شهيرة، ودُعي كاتبه لبعض برامج التوك شو للحديث عنه، والرد على الهجوم العنيف عليه من أطراف أخرى.
لم تكن الصدفة هذه المرة السبب في خلق حالة الاهتمام والانتشار التي حاز عليها مقال أبو الغيط. بل لأنه كان محاولة طازجة وصادقة، ولافتة للانتباه في براءتها، لإعادة تذكر جوهر ثورة يناير، وتخليصها من النخبوية، وإعادتها لأصولها الاجتماعية، لهؤلاء المهمشين والفقراء الذين كانوا مساهمين أساسيين في صنعها، ومازالوا يتطلعون لتحقيق أهدافها في "العيش.. والحرية.. والعدالة الاجتماعية".
وكأن الأسابيع التي شغلنا فيها مقال أبو الغيط، وتوابعه، كانت أحد فصول هذا الصراع بين السرديات والمرويات. سرديات الشعب باعتبارها سرديات مقاومة وتحرر، في مواجهة سرديات النخب والسلطة، سرديات الهيمنة بكل تنويعاتها.
هذه القصة من ملف سرديات يناير الصحفية.. جريدة الشروق نموذجًا
سرديات يناير الصحفية| الغاضبون قادمون
تشكَّلت سردية الشروق عن الثورة بالتدريج، وبشكل أقرب للعفوية أو التلقائية. وهو ما يظهر في انحيازها المبكر للثورة من زوايا فكرية مختلفة، وابتعادها المفترض عن كثير من دوائر السلطة.
سرديات يناير الصحفية| البدايات الساخنة للغضب
تتشكل هنا لغة جديدة؛ "نشطاء"، "احتجاجات"، شرطة "تتضامن" مع من يفترض أنها ستقمعهم، مع تركيز النظرة على الأحزاب.
سرديات يناير الصحفية| غضب الطبقة الوسطى
في هذا العدد تبدأ الجريدة وضع "لوجو" مخصص وثابت للتغطية، مثبت في أعلى بعض صفحاتها، لصورةِ يدٍ مرفوعة بعلامة النصر، وفي خلفيتها جموع متظاهرين. وعنوان البرواز هو "مصر الغاضبة".
سرديات يناير الصحفية| هيكل يظهر في الوقت المناسب
إطلالة الفقر والبطالة بوجهيهما، واقترانهما بالمولوتوف، دفع السياسة وخطاباتها وحكماءها للظهور أكثر، فيما يبدو رد فعل على اقتران الفقر بالعنف الثوري، ومحاولةً لتحجيم هذا الأخير وحده.
سرديات يناير الصحفية| نخبنة الثورة
يكتمل التناقض بين تهميش الشباب وتجهيل أسمائهم، والاعتراف بريادتهم في الوقت نفسه، بمنح الأهمية للحكماء وللنخب السياسية، مع بداية الحديث عن ائتلاف شباب الثورة، باعتباره قائد الميدان.
سرديات يناير الصحفية| أيام التفاوض والقلق
ما يطرحه هيكل مفعم بالتناقضات. من ناحية يصف الثورة بثورة الشباب، ولكنه أيضًا يجرد هؤلاء الشباب، والشعب المصري، من سمة العقل. هم حددوا ما لا يريدونه، غير أن "العقلاء" لا يتفقون.
سرديات يناير الصحفية| أيام الملل والانتظار
نغمة الأجر، ونفي الفقر عن الثوار وربطهم بالطبقة الوسطى، أمورٌ تنسجم مع نغمة أخرى سادت دون منازع منذ الأيام الأولى، وهي نغمة "ثورة الشباب"، التي لا يكاد يخلو منها أي تقرير أو مقال.
سرديات يناير الصحفية| سقط النظام بخلع الرئيس.. فانتهت الثورة
في ربيع 2011، شهدت مدينة إسبانية صغيرة محاضرة للصحفي والمفكر البارز إغناثيو رامونت، نبه فيها إلى أن القنوات التليفزيونية ولأنها مملوكة لرجال أعمال، ستُعببر عن مصالحهم في النهاية.
مقالات الرأي تعكس آراء وتوجهات كتابها، وليس بالضرورة رأي المنصة.