زارت ندى مغيث زوجها رسام الكاريكاتير في المنصة أشرف عمر، المحبوس على ذمة القضية 1968 لسنة 2024 حصر أمن الدولة، الأربعاء، في سجن العاشر تأهيل 6، رفقة والده عمر الجباخنجي، الذي يزوره للمرة الأولى منذ القبض عليه قبل أكثر من شهرين.
وقالت مغيث لـ المنصة إن لقاء الجباخنجي بابنه "كان مؤثرًا، وأشرف كان سعيدًا، مليان حب وفخر وطمأنة".
وعن حالته النفسية، أوضحت مغيث "أشرف بحالة جيدة وقوي ومتماسك كعادته، ويومه في السجن مشغول بالأنشطة والتمارين الرياضية، وهو في خير حال.. يارب دايمًا"، وأضافت "سعيدة إنه بخير، وحزينة إنه مش معايا".
وسبق أن قالت مغيث لـ المنصة، عقب زيارتها الماضية لعمر في سجن العاشر، إنه بدا محبطًا من استمرار حبسه "دون منطق"، وإنها علمت وقتها أنه "مشافش الشمس من يوم ما دخل السجن".
كما سبق أن شكت مغيث من عدم توصيل إدارة السجن خطاباتها إلى عمر، لكنها أكدت هذه المرة وصول "الجواب المكتوب من أفراد العائلة وبعض الأصدقاء".
وأُلقي القبض على عمر، في 22 يوليو/تموز الماضي، بعدما اقتحمت قوة أمنية بلباس مدني مقر سكنه، واقتادته مكبلًا معصوب العينين إلى جهة غير معلومة، إلى أن ظهر في نيابة أمن الدولة العليا بعد يومين، تحديدًا في 24 يوليو.
وسألت النيابة عمر خلال التحقيقات عن رسوماته المنشورة في المنصة، ومسودات أخرى لرسوم كاريكاتيرية لم تنشر بعد، واتهمته بـ"الانضمام إلى جماعة إرهابية مع العلم بأغراضها، وبث ونشر شائعات وأخبار وبيانات كاذبة، وإساءة استخدام إحدى وسائل التواصل الاجتماعي".
وتناول عمر في عدة رسومات أزمات الكهرباء والديون، وأثار قرار القبض عليه وحبسه ردود فعل غاضبة من جانب المؤسسات المهتمة بحرية الصحافة، وخلال الشهر الجاري، أدانت 34 منظمة دولية ومصرية معنية بحقوق الإنسان وحرية الصحافة، من بينها Article 19، حبس الصحفيين في مصر، وفي 7 أغسطس/آب أدانت 11 منظمة حقوقية استهداف الصحفيين وملاحقتهم أمنيًا وقضائيًا، بالإضافة إلى إخفائهم قسريًا فقط لممارستهم مهام عملهم الصحفي.
وسبق وأدانت حملة "أنقذوا حرية الرأي" بالمفوضية المصرية للحقوق والحريات، في بيان لها، حملات الاعتقالات التي طالت عددًا من الصحفيين والشخصيات السياسية، مطالبة بالإفراج عن عمر والصحفي خالد ممدوح، ومؤسس الحركة المدنية الديمقراطية يحيى حسين عبد الهادي، منددةً بما وصفته بـ"الاستهداف الممنهج لحرية الرأي والصحافة، التي دأبت السلطات على قمعها خلال السنوات الماضية".
ومن جهتها أدانت منظمة مراسلون بلا حدود القبض على رسام الكاريكاتير، وقال رئيس مكتب الشرق الأوسط جوناثان داغر "للأسف، ليس من الغريب في مصر أن يختفي صحفيون ثم يظهروا بعد أيام قليلة في قاعة المحكمة كسجناء"، وأضاف أن هذا النوع من الأساليب لا يليق بدولة قانون، مشددًا "يجب أن تتوقف هذه الممارسات التي تُرعب الصحفيين".
كما دعت لجنة حماية الصحفيين الأمريكية السلطات المصرية إلى الإفراج الفوري عن عمر، وأدانت منظمة العفو الدولية قرار حبسه، وقالت إنه يشير إلى تصعيد السلطات المصرية "حملتها القمعية على الحق في حرية التعبير والإعلام المستقل".
وطالبت المبادرة المصرية للحقوق الشخصية بالإفراج الفوري عن عمر، كما طالبت منظمتا "كاريكاتير من أجل السلام" و"حقوق رسامي الكاريكاتير" بضمان سلامته.
وأدانت منظمة القلم الدولية ما وصفته بـ"تصاعد قمع السلطات المصرية لحرية التعبير في الأسابيع الأخيرة"، منددة باعتقال عمر.