جامعة عين شمس، فيسبوك
احتفالية استقبال العام الدراسي 2024-2025

تحت حصار التضخم.. كم ينفق طالب الجامعة في اليوم الواحد؟

منشور الاثنين 30 سبتمبر 2024

يعتمد محمود أحمد، الطالب بكلية الألسن، على مترو الأنفاق في انتقاله بين منزله في حلوان، والعباسية، حيث جامعة عين شمس. يتكلف يوميًا 30 جنيهًا ذهابًا وإيابًا، بحسبة بسيطة تصل قيمة ما ينفقه على المواصلات في الشهر إلى 660 جنيهًا. 

كان يتيح له اشتراك المترو الذي تبلغ قيمته 46 جنيهًا أن يستخدم المترو في 180 رحلة "اتفاجئت إن الاشتراك بقى 300 جنيه" يقول محمود لـ المنصة.

لم يكن الطالب في الفرقة الثالثة يتوقع هذه القفزة الكبيرة في قيمة اشتراكات الطلبة، بسبب ارتفاع الأسعار بعد قرار رفع أسعار البنزين الأخير، وهو ما  سيجعله يعيد حساباته مرة أخرى.

وبالإضافة لمصاريف التنقلات، يحتاج محمود تعديًلا في مصروفاته الأخرى هذا العام بعدما كان يحتاج في العام الدراسي الماضي نحو 60 جنيهًا إضافية في اليوم "لزوم الأكل والشرب". 

اختلفت ميزانية الطالب الجامعي خلال الأعوام الماضية، مع الزيادات المطردة في الأسعار التي تنسحب على الحياة الجامعية بتفاصيلها، وكان من ضمنها قرار رفع أسعار تذاكر المترو. 

عبء المواصلات

ارتفعت قيمة أسعار اشتركات المترو، لتصبح اشتراكات الطلبة 150 جنيهًا للمنطقة الواحدة، ويصل اشتراك المنطقتين إلى 200 جنيه، و250 جنيهًا لـ3 و4 مناطق، و300 جنيه لـ5 و6 مناطق.

تعتمد أروى عناني، زميلة محمود في الكلية، على مترو الأنفاق أيضًا. باتت تدفع اشتراكًا 150 جنيهًا لكل ثلاثة أشهر من الجيزة للعباسية. تقول لـ المنصة "كنت بدفع 33 جنيهًا في الـ3 شهور وده كان بيفرق جدًا لأن تذكرتي وقتها كانت بـ8 جنيهات دلوقتي بقت بـ10". 

عدد الطلبة في الجامعات الحكومية والأهلية 2.2 مليون طالب

تذهب الطالبة بالفرقة الرابعة إلى الجامعة 5 أيام أسبوعيًا، وتنفق ما يقرب من 70 جنيهًا "بقضي اليوم كله بره البيت وبضطر أشتري أكل"، لافتة إلى أنها تعتمد على الكتب والملازم الإلكترونية/PDF، في أغلب الوقت لتوفير نفقات الطباعة.

مع الزيادة المستمرة في أسعار الورق، تحوّلت الكتب والملازم لعبء إضافي، وهو ما تؤكده وفاء محمد مديرة حسابات مكتبة بمحيط جامعة القاهرة، تقول لـ المنصة "الأسعار زادت في خلال سنة ونص لأكتر من 100%"،  تعتقد أن ذلك من أهم أسباب إحجام الطلبة عن تصوير الأوراق، واعتمادهم على النسخ الإلكترونية.

ميزانية خاصة تجهز لها زينب أسامة، الطالبة بكلية التربية الرياضية جامعة حلوان، طوال الإجازة الصيفية استعدادًا للعام الدراسي الجديد، مشيرة إلى أن مصاريف الفصل الدراسي الأول قرابة الألف جنيه بينما تتجاوز مصاريف الفصل الدراسي الثاني الـ2500 جنيه، تقول لـ المنصة "مصاريف كليتنا كتيرة غير أي كلية تانية لأننا بنحتاج أدوات وملابس خاصة بكل مادة".

تحتاج زينب إلى ثلاث كرات (سلة، طائرة، يد) بتكلفة لا تقل عن 750 جنيهًا، ومضرب تنس بـ 500 جنيه، فضلًا عن ملابس رياضية لزوم التدريبات بمبلغ يصل إلى 1200 جنيه، بجانب مصاريفها اليومية للذهاب من مقر سكنها بمنطقة إمبابة إلى كليتها بالزمالك "مش أقل من 50 جنيه كل يوم"، تضاف إليها تكاليف الأكل "وجبات الغذاء تصل لـ120 جنيه في كافيتريا الكلية". 

مصاريف الدراسة

يبلغ عدد الطلبة في الجامعات الحكومية والأهلية 2.2 مليون طالب، بالإضافة إلى طلاب الجامعات الخاصة، ليصبح المجموع الكلي 3.5 مليون طالب، إذ توجد بمصر حاليًا 55 جامعة. حسب بيان صحفي للدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، خلال شهر مايو/أيار الماضي.

لا يقتصر الأمر على القاهرة الكبرى، إسلام أشرف، طالب بالفرقة الرابعة بكلية هندسة جامعة أسيوط، يعرف قبل أن يبدأ العام أن ميزانيته ستختلف، يقول لـ المنصة "مصاريف الكلية بتزيد كل سنة".

المصروف اليومي مابيقلش عن 100 جنيه وممكن يزيد على حسب الظروف

أعلنت وزارة التعليم العالي عن مصاريف الكليات الحكومية، التي تتراوح بين 400 وحتى 500 جنيه للنظامي، بينما تبلغ نحو 1050 جنيهًا لنظام الانتساب، بينما تبلغ مصروفات البرامج المميزة بالكليات بمصروفات نحو 5 آلاف جنيه للترم الدراسي.

لكن ذلك "أبعد ما يكون عن الواقع" حسب محمود الذي دفع 1837 جنيهًا مصروفات دراسية لهذا العام، بزيادة 255 جنيهًا عن العام الماضي، كما أن المصروفات تختلف من كلية لأخرى ومن جامعة لمثيلتها "يعني مثلًا كلية علوم ممكن مصاريفها في جامعة القاهرة تكون 1700 جنيه، ونفس الكلية في حلوان توصل إلى 3 آلاف".

نفقات شهرية

يحتاج إسلام لأكثر من 4500 جنيه مصاريف شهرية للإنفاق على المواصلات واحتياجاته اليومية، "السنة اللي فاتت مصروفي الشهري كان ألفين ونص، السنة دي هيوصل للضعف بسبب الغلا".

يسكن الطالب العشريني في المدينة الجامعية التي تكلفه قرابة الـ800 جنيه إيجارًا شهريًا، بدلًا من المجيء من قريته التابعة لأحد مراكز محافظة أسيوط، التي تبعد عن كليته مسافة تستغرق ساعة ونصف الساعة، يقول "بوفر وقت وفلوس، ومصروفي اليومي مابيقلش عن 100 جنيه وممكن يزيد على حسب الظروف".

لا يختلف الأمر كثيرًا في محافظة الشرقية، يستعد عبد الله السيد، طالب في كلية العلوم جامعة الزقازيق لعامه الأول، تبعد مدينته صان الحجر مسافة ساعتين ونصف الساعة عن جامعته، الأمر الذي جعله يفضل السكن مع زملائه في شقة بالقرب من الكلية بتكلفة حوالي 5 آلاف جنيه شهريًا، يقول لـ المنصة "إحنا 7 أو 8 في السكن قاعدين في 3 أوض كل واحد هيدفع حوالي 650 جنيهًا غير الخدمات".

يقول إنه دفع مصاريف الفصل الدراسي الأول حوالي 800 جنيه ومثلها للكتب، أما بالنسبة لمصروفه الشهري أوضح أنه لن يزيد عن ألفي جنيه نظرًا للظروف الاقتصادية الصعبة "هاخد معايا أكل من البيت عشان أوفر ومضطرش أصرف كتير".

يحاول الطلاب ترشيد نفقاتهم بعد غلاء الأسعار والتخفيف عن كاهل أسرهم، بمحاولة البحث عن فرص عمل بالتوازي مع فترة الدراسة أو خلال الأيام الإجازة، كما تفعل زينب التي تعمل مدربة سباحة بالتوازي مع دراستها في كلية التربية الرياضية "بشتغل إنقاذ وتدريب في الإجازة بعد ما حصلت على شهادات معتمدة وحاولت أخفف عن أهلي لإن إحنا 3 إخوات".

يحاول محمود التكيف مع موجة الغلاء، من خلال وضع خطة تساعده في ترشيد نفقاته تدور حول توفير المصاريف في كل ما يمكن الاستغناء عنه، "بقيت باخد سندوتشات من البيت عشان أوفر أكل في الجامعة، وممكن آخد مية كمان"، كما يحاول تقليل عدد مرات ذهابه إلى الكلية.

يعتقد محمود أن الخطة قابلةٌ للنجاح، المهم ألا يُفاجأ بموجة جديدة تدفعه لتغيير خطته.

هذه القصة من ملف  التعليم في الزمن الصعب


السپلايز.. ذخائر التلميذ وكابوس أهله

أحمد الصادق_  على رأي مرسي الزناتي؛ "أجيب تختة من عند أمي؟ هاصرف على الحكومة بقى ولا إيه؟!"، هذه جملة هزلية، مبالغة قيلت على سبيل الفكاهة، لأنها لا يمكن أن تصبح أمرًا واقعًا، لكنها أصبحت كذلك.