تصوير إيناس مرزوق المنصة 2025
طاهر النونو المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس خلال حواره مع المنصة أغسطس 2025

حوار| طاهر النونو عن نزع سلاح حماس: لا يخلو بيت فلسطيني من كلاشينكوف أو مسدس

القيادي بالحركة: حديث الحية عن مصر "مونة وعشم".. و"7 أكتوبر" حطمت "البقرة المقدسة"

منشور الأربعاء 27 آب/أغسطس 2025

كلما زاد رصيد الأيام في الحرب الإسرائيلية على غزة كلما تعقدت الأمور أكثر وساد الضباب، وسط تصاعد ضغط داخل المجتمع الإسرائيلي ليقترب من نقطة الانفجار، تزامنًا مع نفاد خيارات المقاومة وتلاشي زخمها إثر طول أمد الحرب التي تقترب من إتمام عامها الثاني، ما دفع إلى مرونة أكبر من جانب حماس لم تكن معهودة في جولات سابقة من المفاوضات، رغم استمرار تعنت الجانب الإسرائيلي، وسيطرة أسئلة جوهرية بشأن اليوم التالي في غزة تتعلق بمستقبل حماس ومصير سلاح المقاومة؟ وإلى من تؤول مقاليد حكم القطاع؟

للإجابة عن هذه الأسئلة واستجلاء وضع المفاوضات الرامية لوقف العدوان على غزة أو على الأقل الوصول لهدنة إنسانية كمرحلة أولى، أجرت المنصة حوارا مطولًا في مقرها بالقاهرة مع المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس طاهر النونو، خلال زيارته لمصر رفقة وفد حماس المشارك في مفاوضات الهدنة.

مصير سلاح المقاومة

تشهد المفاوضات حديثًا متكررًا عن سلاح المقاومة، الذي يسعى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لنزعه بدعم أمريكي، في وقت يؤكد النونو على أن "السلاح مرتبط بالملف السياسي، فإذا ما أقيمت دولة فلسطينية كاملة السيادة في الضفة والقطاع، لن يكون هناك داعٍ لأي سلاح لدى الفصائل، ويصبح المقاومون جزءًا من جيش الدولة أو شرطتها، وينتهي الأمر بسلاسة".

طاهر النونو المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس خلال حواره مع المنصة أغسطس 2025

يتساءل النونو عن طبيعة السلاح الذي يستهدف نتنياهو نزعه "هل نتحدث عن صواريخ باليستية أو نووية؟ في الواقع، نتنياهو نفسه قال، وأصبح قوله ترندًا في المجتمع الإسرائيلي، إن المقاتلين الفلسطينيين يواجهون الجيش بكلاشينكوف وشبشب". 

يرى النونو أن مناقشة سلاح المقاومة "بلا معنى"، موضحًا "ما من بيت فلسطيني إلا وفيه قطعة سلاح أو اثنتان، كلاشينكوف أو مسدس. وبالتالي، الحديث عن نزع سلاح المقاومة ليس مطروحًا إلا في إطار مسار يقود إلى دولة فلسطينية ذات سيادة".

سيناريوهات اليوم التالي

في إطار النقاش حول شكل اليوم التالي في قطاع غزة عقب انتهاء الحرب، تظهر فكرة "لجنة الإسناد" كبديل لإدارة القطاع، غير أن الرؤية الشاملة التي تفضلها حماس بحسب النونو هي حكومة توافق وطني فلسطينية تشمل الضفة الغربية وقطاع غزة، بعيداً عن أي تقسيم جغرافي أو سياسي، على أن تكون هذه الحكومة من التكنوقراط والمستقلين "لكن للأسف، الإخوة في السلطة الفلسطينية غير جاهزين حتى الآن لمثل هذا الخيار".

وعليه، يقوم المقترح المصري الذي وافقت عليه الفصائل بالفعل على تشكيل إدارة مستقلة لقطاع غزة، يرأسها وزير في السلطة الفلسطينية. يوضح النونو أنه جرى التوافق على نحو أربعين اسمًا ليس من بينهم أشخاص ينتمون لحماس لتشكيل اللجنة، ويتساءل "لماذا ننتظر اليوم التالي؟ لماذا لا تُشكّل هذه اللجنة الآن لتتولى المسؤولية عن القطاع، فتشرف على توزيع المساعدات، وتدير الشأن المحلي، وتكون حاضرة على الأرض منذ هذه اللحظة؟"

يضع النونو "العقبة" في "موقف الإخوة في السلطة الفلسطينية، الذين لم يبدوا حتى الآن استجابة رغم إبلاغهم بذلك عبر مصر".

 وبخصوص موقف الرئيس الفلسطيني محمود عباس بضرورة تسليم حماس والمقاومة سلاحها للسلطة الفلسطينية، وهو ما ترفضه حماس، يقول النونو "حين يتحدث الاحتلال عن السلاح يمكن فهم دوافعه، وإن كان الأمر مرفوضًا، أما أن تطرحه السلطة الفلسطينية نفسها، فهو أمر يثير التساؤل. فالسلطة لم تقدّم حتى الآن نموذجًا ناجحًا يمكن أن يحتذى".

حرب التجويع

خلال زيارة النونو ووفد حماس القاهرة، أعلنت الأمم المتحدة رسميًا المجاعة في مدينة غزة، لكن النونو يرفض وصفها بالمجاعة، ويقول "هذه حرب تجويع، ما يجري ليس ناتجًا عن فيضان أو سوء أحوال جوية، وليس ناتجًا بشكل طبيعي، وإنما بشكل مصطنع يقوم به الاحتلال بتخطيط وترتيب متعمد، بمنع كل إمدادات الطعام والغذاء والماء والدواء عن قطاع غزة. حتى آبار المياه الموجودة كان الاحتلال يدمرها ويفجرها ويضع الجنود المتفجرات فيها حتى لا تصلح مستقبلًا لتمد الشعب الفلسطيني بالماء". 

يتطلع النونو لدور أكبر للأمم المتحدة، فلا تكتفي بوصف ما يجري بأنه مجاعة "بل أن تقول إن هناك من يجوع الشعب الفلسطيني وهو الاحتلال الإسرائيلي"، ومع ذلك لا يملك إلا أن ينتظر تحرك المجتمع الدولي بعد هذا الإعلان لوقف الحرب والإبادة الجماعية، ويقول "هناك طائرات ودبابات في العالم تحركت قبل ذلك لأسباب أقل أهميه"، مشيرًا إلى أن "هذه المرة الأولى التي يكون فيها التجويع جزءًا من العمليه القتالية وبتصريحات رسمية من قادة الاحتلال أمثال سموتريتش وبن غفير، حتى أن سموتريتش هدد بالانسحاب من الحكومه إذا سُمح بإدخال الغذاء إلى قطاع غزة".

يستبعد النونو تأثير إعلان المجاعة على مخططات إسرائيل لاحتلال غزة

صدى حرب التجويع يلقي بظلاله على بعض حكومات أوروبا؛ يعلق النونو على استقالة وزير الخارجية الهولندي التي تلت إعلان المجاعة "هذه الاستقالة وهذا الإعلان هو من باب أخلاقي ولكن المجتمع الدولي يرى عمليات القتل والتدمير للأطفال وللنساء بهذه البشاعة على الهواء مباشرة، ولا يحرك ساكنًا لأن هناك غطاءً من الولايات المتحدة للاحتلال الإسرائيلي".

https://www.youtube.com/watch?v=xu3plkLOaLk

يستبعد المستشار الإعلامي للمكتب السياسي لحماس أن يكون لإعلان المجاعة تأثير على مخططات إسرائيل لاحتلال غزة "الاحتلال لا يراعي مثل هذه الإعلانات، هو يفعل ما يريد ويتصرف وكأنه خارج نطاق العالم تمامًا وخارج نطاق أي مساءلة من أي جهة طالما أن لديه الضوء الأخضر من الإدارة الأمريكية، وبالتالي هو يضرب عرض الحائط بكل القيم والأخلاق والأعراف الدولية".

الدور المصري.. إدانة أم براءة؟

زيارة وفد حركة حماس لمصر لها طابع خاص هذه المرة، بعد التصريحات التي أدلى بها رئيس المكتب السياسي للحركة في غزة خليل الحية، بشأن الدور المصري ودعم وإسناد غزة، التي تزامنت مع تحركات مضادة لمصر أمام السفارات في أوروبا تعتبرها شريكة في حصار الفلسطينيين وإغلاق معبر رفح، بل إن التظاهرات وصلت إلى تل أبيب نفسها من جانب الحركة الإسلامية في مناطق 48

يدافع النونو عن دور القاهرة "مصر وقفت معنا طوال أيام الحرب منذ البداية وحتى اللحظة"، منوهًا بدورها في الوساطة من أجل وقف إطلاق النار وإنهاء الحرب بشكلٍ كامل، وبيما يقول إن"مصر هي البوابة الوحيدة التي يتحرك منها المواطنون ويخرجون، عبر بوابه رفح"، يؤكد أن "مصر لم تترك وسيلة إلا وتحاول إدخال المساعدات إلى قطاع غزة"، وأن "من يغلق المعبر هو الاحتلال الإسرائيلي".

لا يوجد سوء تفاهم بين قيادات حماس والمسؤولين في مصر

ينفي النونو وجود سوء تفاهم بين قيادات حماس والمسؤولين في مصر، مفسرًا تصريح الحية بأنه "عندما كانت هناك مناشدات فلسطينية فهي تدرك حجم ودور وقدرة مصر، وإمكانية لعبها دور على المستوى الدولي"، وقال "بالأمانة مصر تقوم بهذا الجهد".

وبشأن تزامن تصريح الحية مع تحركات مضادة لمصر، قال النونو "ليست المرة الأولى التي نذكر مصر فيها وبالمناسبة، هو دعا مصر القيادة والشعب هي دعوة بما نقوله بالفلسطينية بالمونة، بالعشم بالمحبة، وهذا ما تم التأكيد عليه خلال الاتصالات قبل هذه الزياره التي تتم بدعوة من القياده المصرية، ولو كان هناك سوء فهم لما كانت هناك دعوة لنا للزيارة، مصر أكبر من أن يكون بينها وبين أي جهة أخرى خلاف".

المفاوضات.. موافقة حمساوية وتلاعب إسرائيلي

ركزت زيارة وفد حماس على مفاوضات وقف إطلاق النار والموافقة غير المشروطة على مقترح مصري يتضمن إطلاق سراح 10 من الأسرى لدى المقاومه خلال فتره 60 يومًا، يتوقف فيها إطلاق النار، وتدخل خلالها المساعدات، ويجري فتح الطرق، وتنسحب قوات الاحتلال إلى نقاط معينة، مع استمرار التفاوض من أجل وقف إطلاق النار الشامل وإنهاء الحرب.

وبشأن الفروق الجوهرية بين ما وافقت عليه حماس دون شروط، وما سبق ورفضته أو قبلته بشروط، يوضح النونو أن الضمانات المتعلقة بالانتقال للمرحلة الثانية إحدى النقاط المركزية الفاصلة  "كان لنا تجربة عندما وقعنا على اتفاق يناير/كانون الثاني الذي بدأ في 17 يناير الماضي، خرج الاحتلال بشكل أحادي ومنفرد يوم 2 مارس/آذار بدون أي مبرر وقرر وقف الاتفاق، وبالتالي نحن أردنا تحصين هذا الاتفاق".

رغم موافقة حماس على المقترح أعلن نتنياهو مواصلة الحرب على القطاع

يوضح النونو أيضًا أحد الفروق الجوهرية والذي يتمثل في المناطق التي يجب أن ينسحب منها الاحتلال الإسرائيلي. ويقول "في لحظة من اللحظات أراد الاحتلال أخذ نحو 40% من مساحة القطاع، وبالتالي القبول بهذا يعني إعادة احتلال قطاع غزة، وبالتالي كان لا يمكن الموافقة".

رغم موافقة حماس على المقترح، أعلن نتنياهو مواصلة الحرب على القطاع، كما وجه فريق التفاوض ببدء مفاوضات شاملة تتضمن إطلاق سراح كافة المحتجزين وإنهاء العملية العسكرية ولكن بالشروط الإسرائيلية، وهو ما يراه النونو "رغبة من نتنياهو لشراء الوقت للاستمرار في هذه الحرب".

يشير النونو في هذا السياق إلى مساعي حماس منذ مارس إلى يوليو/تموز طرح الصفقة الشاملة وإنهاء الحرب بشكل كامل، ويقول "كان نتنياهو يرفض ويصر على الصفقة الجزئية المرحلية، وعندما قبلنا ووصلنا إلى اتفاق مقبول، ينسحب نتنياهو مجددًا ويريد العودة إلى الصفقة الشاملة، وبالتالي هذا شكل من أشكال التهرب لإطالة أمد المعركة لأن نتنياهو حتى الآن يعجز عن تقديم صورة نصر للاحتلال الإسرائيلي".

ينفي النونو التسريبات التي ينشرها الإعلام الإسرائيلي بشأن مشاورات لتحديد موعد ومكان جولة مفاوضات جديدة "الإعلام الإسرائيلي منذ بداية هذه الحرب يمارس شيئًا واحدًا، هو الكذب والتضليل، لا يقدم للجمهور الإسرائيلي الحقيقة إطلاقًا، نحن لم نتلق أي شيء رسميًا من الوسطاء أو من الاحتلال الإسرائيلي بطريقة غير مباشرة". 

يلفت النونو إلى أن حقيقة موقف نتنياهو من المفاوضات واضحة "قدم الوسطاء عرضًا وهو لم يرد بالإيجاب أو يقول إننا نرفض هذا العرض. هو يحاول أن يميع هذه القضية". 

عامان على الطوفان.. الجدوى والأثر

قبل عام مضى، مع الذكرى الأولى لطوفان الأقصى كان النونو المقيم في الدوحة يملأ الفضائيات تصريحات تدافع عن العملية باعتبارها "حققت قفزات بشأن القضية الفلسطينية وتحرير فلسطين"، واصفًا إسرائيل بـ"البقرة المقدسة التي لا يقترب منها أحد بينما جاءت عملية السابع من أكتوبر تحطم هذه الأسطورة"، ومع اقتراب العام الثاني على الذكرى وتوابعها التي خلفت أكثر من 60 ألف قتيلًا في قطاع غزة، يفرق النونو بين عمليه طوفان الأقصى وما تلاها. 

"عمليه طوفان الأقصى هي عملية فلسطينية ناجحة من الناحية العسكرية بامتياز، ومن الناحية السياسية آثارها تحدث بالتراكم"، يقول ابن مدينة غزة الذي فقد شقيقه الطبيب بعدما أعدمه الاحتلال في مستشفى الشفاء، معتبرًا أن ما يقوم به الاحتلال منذ عامين "محاولة لإزالة الآثار المترتبة على طوفان الأقصى وألا يدفع ثمنًا سياسيًّا إضافة للثمن الأمني والميداني الذي دفعه يوم طوفان الأقصى".

يرى النونو الذي فقد 70 شخصًا من عائلته في هذه الحرب أن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف "قتل روح المقاومة عند الشعب الفلسطيني"، مشيرًا إلى أن ما يجري في غزة "عملية انتقامية من كل أبناء قطاع غزة".

الاحتلال لم يحقق أهدافه

ليست هذه كل أهداف الاحتلال من الحرب التي تلت طوفان الأقصى وإنما هو "يرغب في ترسيخ فكرة أنه لا يمكن هزيمته وأنه دوله متجذرة ثابتة"، ورغم تفاقم الوضع في غزة ما بين حرب التجويع وعداد القتلى المفتوح، يرى النونو أن الاحتلال لم يحقق أهدافه "ما زالت إرادة المقاومة لدى الشعب الفلسطيني لم تتغير، كل يوم نشاهد عمليات مقاومة في غزة وفي الضفة الغربية، وبالتالي الاحتلال فشل في إقناع الشعب الفلسطيني أن المقاومة ليست السبيل لتحرير فلسطين".

يذهب قيادي حماس إلى ما هو أبعد من ذلك، فلا يتوقف فقط أمام ما يعتبره فشلًا، لكنه يلوح إلى مستقبل الاحتلال ذاته "وجود الاحتلال أصبح مشكوكًا فيه، في داخل الكيان الإسرائيلي من يقول إن هذا الكيان غير قابل للبقاء"، لافتًا إلى تصاعد الخلافات الداخلية في إسرائيل منذ 7 اكتوبر "حالة غير مسبوقة وتهدد بقاء الدولة". 

عرج النونو أيضًا على المواجهة بين إسرائيل وإيران "شاهدنا إيران تقصف بكل قوة، حتى أن الولايات المتحدة فرضت وقف إطلاق نار على الاحتلال لأنها تدرك أن مصلحة الاحتلال، في ذلك وأن الضربات كانت موجعة ومؤلمة جدًا للكيان". 

رغم استمرار حرب القتل والتجويع يتمسك النونو بهدف "تحرير فلسطين"، لكن "كيف يكون تحقيق الهدف هذا سؤال مختلف"، ويقول "إذا العالم يستطيع أن يعطينا حقوقنا بدون دماء، ويستطيع أن يفرض هذا على الاحتلال، نحن جاهزون تمامًا لهذا المسار ولا يمكن لعاقل رفضه".

طاهر النونو المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس خلال حواره مع المنصة أغسطس 2025

في الوقت نفسه يتوقف أمام المسارات السياسية التي بدأت منذ مطلع التسعينيات في مدريد ثم أوسلو ويتساءل "أين هي الآن في الضفه الغربية"، مشيرًا إلى الانتهاكات التي يتعرض لها الفلسطينيون في الضفة بينما هم بعيدون عن تداعيات 7 أكتوبر "ما يجري تقسيم زماني ومكاني للمسجد الأقصى، وعمليات تهجير صامتة لسكان المخيمات خاصةً نور شمس وجنين، وعمليات قتل يومية واستيطان ومصادرة أراض. الضفة الغربية تحولت إلى كانتونات، وإذا أراد شخص الخروج من مخيم إلى مخيم المسافة بيهما سيرًا على الأقدام خمس دقائق، يحتاج سبع ساعات بسبب الحواجز"، متهمًا السلطة الفلسطينية بلعب "الدور الوظيفي الأمني لصالح الاحتلال بمنع المقاومة".

اجتياح غزة والورقة الأخيرة

مؤخراً، باتت كل المؤشرات تؤكد الشروع في تنفيذ مخطط اجتياح مدينة غزة، وما يتبعها من حديث حول مصير المحتجزين لدى المقاومة في القطاع، وريما تكون هذه الورقة الوحيدة في يد المقاومة للضغط على حكومة الاحتلال ونتنياهو، غير أن النونو يشدد على أن "نتنياهو لا يملك أكثر من زيادة أعداد الضحايا، ورفع نسبة التدمير في المباني والممتلكات والبنية التحتية، وإشاعة مزيد من الإرهاب".

ويؤكد أن "الحصول على الأسرى بالقوة يظل أمرًا مستحيلًا"، مشيرًا إلى أن نتنياهو حاول الحصول على المحتجزين بالقوة على مدار عامين لكنه فشل "لن يتم التحرير  إلا بصفقة تبادل مع المقاومة الفلسطينية، وهو ما يحاول التهرب منه".

في المقابل، يبدو أن قتل المحتجزين خيار مطروح لدى الاحتلال، فحسب قيادي حماس "لو كان نتنياهو يعرف مكانهم لقتلهم"، مشيرًا إلى حالات سابقة قتل فيها الاحتلال المحتجزين متوقعًا أن تتضمن عملية احتلال غزة قرارات بإعدام المحتجزين.

يعود النونو ووفد حماس إلى مكاتب الدوحة، بينما تظل الأنظار والقلوب معلقة بقطاع غزة الذي يواجه شعبه حرب التجويع والإبادة، وتبقى الأسئلة مفتوحة بشأن تكلفة المقاومة، ومستقبل المفاوضات، هل تنتهي المأساة قريبًا؟ وكيف سيُدار اليوم التالي؟