صفحة وزارة الخارجية المصرية، فيسبوك
وزير الخارجية بدر عبد العاطي خلال ترأسه مؤتمر القاهرة الوزاري لتعزيز الاستجابة الإنسانية في غزة، 2 ديسمبر 2024

"كتفوه وطلعوا عين أبوه".. فيديو منسوب لوزير الخارجية يدعو للتعامل مع "المتحرشين بالسفارات"

محمد نابليون
منشور الخميس 14 أغسطس 2025

قال وزير الخارجية بدر عبد العاطي، إنه أصدر تعليمات واضحة إلى جميع السفارات المصرية بالخارج "باليقظة وعدم السماح لأي شخص، أيًا كان، بلمس سور السفارات"، مستنكرًا واقعة وضع شاب مصري أقفالًا حديدية على أبواب السفارة المصرية في هولندا قبل نحو ثلاثة أسابيع، ومؤكدًا أن مثل هذه الحوادث تأتي ضمن "حملة نوايا خبيثة" تهدف إلى تشتيت الانتباه عن ممارسات إسرائيل.

وواجهت السفارات المصرية في عدد من الدول الأوروبية حملة احتجاجات ومحاولات لحصارها وإغلاقها أواخر يوليو/تموز الماضي، بدعوى مطالبة القاهرة بفتح معبر رفح على الحدود مع قطاع غزة وإيصال المساعدات للأهالي الذين يعانون من التجويع.

وخلال لقاء ببرنامج مساء dmc مساء أمس، اتهم عبد العاطي التنظيم الدولي لجماعة الإخوان بالوقوف وراء تلك التحركات، قائلًا "إذا كنا نزايد على الدور المصري فهذا بطبيعة الحال يشتت الانتباه عن جرائم الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل بقطاع غزة"، وواصفًا تظاهر منتمين للجماعة أمام السفارة المصرية في تل أبيب بأنه "أمر يثير السخرية".

وبالتزامن مع إذاعة المقابلة، تداولت مواقع السوشيال ميديا مقطع فيديو وُصف بأنه مسرّب من اجتماع عبر الفيديو كونفرانس بين عبد العاطي وعدد من السفراء المصريين، ظهر فيه الوزير يوجه عتابًا شديدًا للسفير المصري في هولندا عماد حنا على خلفية الأحداث، بقوله "يا عماد أنا زعلان جدًا جدًا جدًا، بسبب اللي حصل عندك، وهو ده اللي أثار اللغط اللي حصل، وكل السفارات والجاليات التانية ودول تانية قالتلك أعمل زي اللي حصل في لاهاي".

وتابع "كان فيه استياء شديد من كل الأجهزة هنا، لأنه فيه تقاعس وقولت 100 مرة اللي ييجي يلمس البتاع ده يتحاسب وأن المسؤول قدامكم".

وفي الفيديو المنسوب لعبد العاطي حاول حنا الدفاع عن موقفه بالتأكيد على أن السفارة المصرية في لاهاي كانت أولى السفارات التي تتعرض لمثل هذه الحملات ما جعل الواقعة تظهر على هذا النحو، مبررًا عدم حدوث وقائع مماثلة في بقية السفارات بأنها تنبهت لما حدث بعد تلك الواقعة، وأخذت استعداداتها لمواجهة أي وقائع محتملة.

واستطرد حنا مدافعًا "من ساعة ما حصلت المشكلة دي عندنا في لاهاي إلى حد اليوم، إحنا تقريبًا عندنا محاولة كل يوم أو يومين لتبديل البيبان أو إلقاء بويه، ومع ذلك إحنا عندنا صد مستمر، رغم إن العدد اللي عندنا قليل جدًا".

وعلى الرغم من حديث وزير الخارجية والسفير المصري، فإن مواقع صحفية تداولت مقطع فيديو قالت إنه "إغلاق جديد لبوابة السفارة المصرية في هولندا وأعقب تسريب تصريحات الوزير".

وبعد ذلك تطرق حديث عبد العاطي مع حنا إلى اتباع وزارة الخارجية لمبدأ المعاملة بالمثل مع بعض الدول الأوروبية ومن بينها هولندا فيما يخص تأمين قوات الشرطة للسفارات، إذ طالب حنا بتخفيف "الحراسات الفظيعة المعينة على السفارة الهولندية"، وهو ما أبدى عبد العاطي موافقته عليه، قائلًا " ولو حد جه قالك عملت وخففت وبتاع أديله على دماغه، قوله أنتو اللي تقاعستوا ولو استمريتوا هيبقى بدل التخفيف هيبقى رفع كامل"، قاصدًا رفع كامل للحراسات الأمنية المصرية من محيط السفارة الهولندية.

وشدد عبد العاطي، في الفيديو، على أنه "من غير المقبول إظهار مصر عبر مثل تلك الوقائع، على أنها دولة منتهكة أو مغلوبة على أمرها أو  على رأسها بطحة، أنا وزير خارجية ومسؤول عن كلامي ده".

وأكمل "حد اتمسك بيحط شوية بويه هاته من قفاه ودخله على جوه ويتكتف ويتجاب الشرطة، وتقولها الراجل ده اتحرش بالسفارة.. أي سور مجرد يلمسه ولا الحيط.. غير مقبول إن أي بني آدم ييجي يحط قفل ولا بتاع نطلع عين أبوه وتجيبه على جوه"، متابعًا " أنا عملت الكلام ده وأنا ساكن في بروكسيل في عز الفوضى في عز 2012".

وألمح عبد العاطي إلى طلبه في اجتماع مع الأمن الوطني أن يتم التعامل مع سفارات تلك الدول وفقًا لمبدأ المعاملة بالمثل فيما يخص تعيين الخدمات الأمنية على سفاراتها "ويتم اتخاذ إجراءات تجاه بعض الدول المتخاذلة.. الدولة الأوروبية وتخفيف الإجراءات"، مطالبًا حراس الأمن المصريين في السفارات بعدم الخوف "محدش يخاف حد عمل له حاجة قاله ترّوح .. هوديه أحسن مكان من الجغرافيا وهكافئه".

وحاولت المنصة التأكد من صحة الفيديو بالتواصل مع المتحدث باسم وزارة الخارجية السفير تميم خلاف، لكنها لم تتلق ردًا، غير أن حديث عبد العاطي بالفيديو المسرب، لم يتخلف مع تصريحات أدلى بها في حواره على قناة dmc قال فيها إن كل الحراس في السفارات المصرية على أهبة الاستعداد وتم التعامل مع أكثر من حالة وإحباطها.

وحول موقف الأجهزة الأمني بالبلدان الخارجية في التعامل مع المحتجين أمام السفارات المصرية، قال عبد العاطي "بعض الدول تعاونت معنا وعندما يتم القبض على بعض مثيري الشغب وهذه العناصر المأجورة يتم التحفظ عليها داخل السفارات وتسليمها لسلطات الاعتماد للتعامل معها".

لكنه أكد أن هناك دولًا أخرى "تخاذلت وتقاعست عن توفير التأمين الكامل.. تم رصدها ولا أخفي سرًا أنه يجري تنفيذ مبدأ المعاملة بالمثل معهم لأن من لا يوفر الحماية للسفارات المصرية يتم التعامل معه بنفس القاعدة".

وأشار عبد العاطي إلى بعض الدول الأوروبية تحديدًا، قامت "تحت الضغط والتهديد بتطبيق مبدأ المعاملة بالمثل، أو تحت عنوان التعاون والتجاوب معنا، قاموا بالفعل بتأمين السفارات المصرية، ومنع أي أفراد مأجورة أو لديها نوايا خبيثة من الاقتراب من السفارات ودور السكن والأوضاع الآن أفضل بكثير".

ونهاية يوليو/تموز الماضي، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن مصر لم تدخر جهدًا لإنهاء الحرب في قطاع غزة وإدخال المساعدات العاجلة لأهالي القطاع، مؤكدًا أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هو القادر على إيقاف الحرب وإدخال المساعدات وإنهاء معاناة الفلسطينيين.

ودافع السيسي خلال كلمة مصورة عن اتهام مصر بإغلاق معبر رفح في وجه إدخال المساعدات لغزة، قائلًا "منقدرش نمنع دخول مساعدات، لا أخلاقياتنا ولا القيم الأخلاقية أو الوطنية ولا الظرف يسمح بكده"، مؤكدًا أن إدخال المساعدات يتطلب تنسيقًا مع الجانب الآخر من المعبر والذي تسيطر عليه إسرائيل منذ السابع من مايو/أيار 2024.