
نبيل فهمي في حوار لـ المنصة: لا مجازفة بصدام عسكري مع أمريكا وهدنة غزة لن تصمد
هل يعاد تشكيل الشرق الأوسط من جديد؟ هل يُعاد رسم خريطة التحالفات السياسية وموازين القوى في العالم؟ سؤالان رئيسيان في العالم العربي والمنطقة يكتسبان وجاهةً مع الجدل الواسع الذي يثيره الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منذ عودته للبيت الأبيض بقراراته الخاصة بالسياسة الخارجية لبلاده، تجاه خصومه أو حلفائه، فهو يعيد إزكاء نار الحرب التجارية مع الصين، ثم يتبنى موقفًا متشددًا من حلفائه الأوروبيين على المستويين الاقتصادي والسياسي، وهو ما كرره مع طرح مخطط تهجير الفلسطينيين من غزة على حساب حلفاء بارزين في الشرق الأوسط، مثل مصر والأردن.
لفهم أعمقٍ لفلسفة ترامب السياسية، والتنبؤ بتحركاته المستقبلية، فإن وزير خارجية مصر الأسبق، وسفيرها الأسبق في واشنطن لمدة تسع سنوات، نبيل فهمي، الخيار الأمثل لإجراء حوار مطول معه لا يستشرف مستقبل المنطقة فحسب ولكن العالم أيضًا.
يعلِّق فهمي على مخطط ترامب لتهجير سكان غزة واستحواذ الولايات المتحدة عليها، الذي عَدَّلَه مؤخرًا ليصبح توصية، بأن الإرادتين الأمريكية والإسرائيلية تلاقيتا للقضاء على أي فرصة لإقامة دولة فلسطينية بجوار إسرائيل كجزء من الحل "هذا هو موقف اليمين الإسرائيلي، واليمين الإنجيلي في أمريكا"، فكلاهما له الرؤية نفسها.
ويبدي تعجبه من غرابة الطرح الأمريكي "عملية تهجير كل الفلسطينيين، دي جريمة، جريمة حرب، ضد الإنسانية.. مش بمعاييرنا إحنا.. إنما حتى بمعايير محكمة نورمبرج، اللي شكلتها أمريكا ذاتها بعد الحرب العالمية التانية، اعتبروا التهجير القسري الجماعي جريمة ضد الإنسانية".
المتنمر رجل الصفقات
"شخصية متنمرة" يتباهى بأنه صاحب الصفقات، يصف وزير الخارجية الأسبق ترامب الذي طرح في ولايته الأولى الصفقة الكبرى (صفقة القرن)، ثم طرح في ولايته الثانية تهجير سكان غزة والاستحواذ على القطاع بالكامل، ويرى أن "تحركه مش مفاجأة، ومحاولة لتمييع الوضع الفلسطيني، والقضاء على فكرة الدولة الفلسطينية".
يعنى هذا الموقف، حسب فهمي، أن "أمريكا ستكون طرفًا في احتلال أرض فلسطينية"، ويوضح أن "غرضهم القضاء على فكرة الدولة الفلسطينية بالكامل وهو الهدف الأول"، أما الهدف الثاني من وجهة نظره فهو "تخفيف الحضور الفلسطيني في غزة والضفة الغربية".
ويحذِّر من أن الخطوة الأولى في المخطط الجديد ستكون ضم إسرائيل للضفة الغربية، ومباركة الخطوة باعتراف أمريكي بالأمر الواقع، أسوة بما حدث في الولاية الأولى ومباركة ترامب لضم إسرائيل للجولان.
أدوات الضغط على مصر
"هي شخصيته كده" يشير فهمي إلى شخصية ترامب الذي مارس ضغوطًا على مصر والأردن لتمرير مخطط التهجير، قبل أن يتراجع عن موقفه، "قبل ما يوصل لنا كان هدد كندا والمكسيك وأوروبا وجرينلاند والدنمارك وبنما، هدد كل حلفائه، قبل أن يلتفت للعرب، فهذا جزء من شخصيته".
ويوضح أن ترامب لديه أوراق ضغط سياسية واقتصادية متنوعة يمكن أن يستخدمها ضد مصر، مشيرًا إلى أنها ليست المرة الأولى التي تُمارس فيها محاولاتٌ للضغط، ويضرب مثلًا على ذلك بأنه "سبق وأن تعرضنا لموقف مشابه، وأنا سفير في واشنطن لما رفضنا دخول أمريكا العراق، استدعوني في الكونجرس، واتحججت بحاجات رسمية إن اللي يستدعيني مجلس الشعب المصري (النواب حاليًا)".
ويشدد على ضرورة تعلُّم الدرس والحذر من الإفراط في الاعتماد على الأطراف الدولية، "الاعتماد على أي طرف أكثر من اللازم خطأ، التفاعل مع الغير طبعًا شيء ضروري بالنسبة لمصر، آخد مساعدات من هذا أو ذاك، وارد جدًا، ومن منظمات دولية، وارد جدًا، إنما يجب يكون دايمًا في إطار محسوب، لأنه الصديق الذي يعطي مساعدات، قد تكون عنده أولويات مختلفة في مرحلة ما".
وبشأن جدية ترامب والمغامرة بقطع المساعدات كليًا عن مصر وليس مجرد تعليقها أو تخفيضها، يرى فهمي أن "ترامب شخصية غير تقليدية، إذن ما أقدرش أقول هيروح لغاية فين، ومرة أخرى هستعمل تعبير، هو شخص متنمر، فإذن هيقرص شوية أكتر معانا، إنما ده اللي حصل قبل كده، لما قلنا لأ، ضغطوا، قلنا لا، فضلت (المساعدات) زي ما هي، ليه؟ لأن آخرين في المنظومة أيقنوا أن العلاقة مع مصر أهم من الاختلاف على قضية واحدة".
الحديث عن العلاقات الأمريكية المصرية مع فهمي يحيلنا إلى تصريح سابق منسوب إليه يشبّه فيه علاقة مصر وأمريكا بالزواج الكاثوليكي، وهو التشبيه الذي ينكره، لافتًا إلى أن مصدره حوار أجراه مع راديو NBR الأمريكي في 2013 كان خلال فترة توتر بين البلدين "قلت إحنا أصدقاء، هانختلف بين الحين والآخر، ونتفق، ده حتى في الزواج في اختلاف واتفاق، إذن عمري ما قلت إن إحنا متزوجين".
أما الآن فيعتبر فهمي أن العلاقات المصرية الأمريكية تمر بمرحلة فيها قدر من التوتر الحاد، مع ذلك فإن "المصالح بين البلدين ما زالت مهمة جدًا للجانبين".
ترامب والمؤسسات الأمريكية
المشهد في أمريكا منذ تنصيب ترامب يعكس برأي فهمي أنه "عاقد العزم وبقوة كبيرة جدًا على تغيير أمريكا من الداخل" مشيرًا إلى عشرات القرارات التي أصدرها في أول يوم له بعد التنصيب وامتدت لأغلب المؤسسات أمريكية "الراجل داخل في أمريكا بدراعه... عايز يغيرهم من الداخل، المؤسسات نفسها مهزوزة"، مشيرًا إلى حيرة المؤسسات في التعامل مع أداء الرئيس الحالي.
ويعتبر أن المصريين والعرب "بالغوا في التعامل مع أمريكا باعتبارها دولة المؤسسات و(أن) الرئيس بلا وزن، والآن يبالغون في أن الرئيس يدير أمريكا، والمؤسسات ليس لها وزن"؛ يوضح أن كل رئيس أمريكي ترك بصمة.
يشير إلى التباين واختلاف السياسات بين الرؤساء المتعاقبين "ببساطة كده، في أقل من 20 سنة، كان فيه جورج بوش الأب، وهو منفتح على الكل، جمهوري، ثم كلينتون من يسار الوسط الديمقراطي، بعده بوش الابن، كان وراءه المحافظين الجدد، ثم أوباما، أول رئيس أمريكي من أصل إفريقي، يساري التوجه، مقتنع بالتعددية الدولية، خلصنا من أوباما، مين اللي جه؟ عكسه تمامًا، ترامب، يعني هل معقولة إنك تروحوا من الرجل الذي يقول نحن جزء من العالم، والآخر يقول لا أنا لوحدي".
العالم يتغير
يربط وزير الخارجية الأسبق ما يجري في أمريكا بخارجها "يا جماعة، العالم بيتغير"، ويبدو أن هذا التغيير حتمي يحدث كل عدة سنوات "الدنيا بتتغير، أمريكا بتتغير"، وهو ما يتطلب في رأي فهمي "الانفتاح على الجميع".
وفي حين يشدد على أن الرهان المقبل على آسيا، يصف الاتحاد الأوروبي بأنه "اتحاد عجوز، معدل السن مرتفع جدًا، قدرته التنافسية ضعيفة.. له منظومة اقتصادية راسخة، إنما غير قادر على المنافسة بجدية مع مثلًا آسيا، وتحت رحمة أمريكية".
يعود مرة أخرى للربط بين تغير النظام العالمي وترامب "إيه اللي معلي صوت ترامب؟ إنه شاعر إن في منافسة اقتصادية حادة مع آسيا، ليس مع روسيا، ولا مع الأوروبيين".
أوراق مصر والسلام
تملك مصر عدة أوراق في مواجهة الغطرسة الأمريكية، يشدد فهمي على أن ثقل مصر في المنطقة "ما فيش سلام عربي إسرائيلي بدونها"، وهذا اليقين راسخ لدى المؤسسات الإسرائيلية "الآن، ومنذ زمن طويل، عارفين هذا الكلام، استقرار المنطقة حولهم يستدعي استقرار مصر، فأيوه عندك أوراق ضغط تمارسها".
فيه مليون خطوة قبل الانسحاب من اتفاقية السلام
مع ذلك يوضح أن الضغط المصري لا يأتي بإعلان حرب أو إلغاء اتفاقية السلام "فيه مليون خطوة بين البينين، بمجرد إنك لك رأي ومؤثر في اللي بيحصل حواليك، ده في حد ذاته أسلوب ضغط"، مشيرًا إلى الخطة المصرية بشأن غزة والحشد دبلوماسيًا لدعمها باعتباره أحد تجليات الحضور المصري القوي في المنطقة.
يشير فهمي إلى خطاب الرئيس السيسي بعد إعلان مخطط ترامب، وحديثه عن الأمن القومي المصري، وكذلك إلى بيان الخارجية المصرية الذي استخدم عبارة مكتسبات الأمن القومي المصري "هذا كلام ليس عفويًا، وليس كلام مرسل، كلام واضح، وفيه تنويه واضح لخطورة الموقف".
يستبعد وزير الخارجية الأسبق صدامًا عسكريًا مصريًا أمريكيًا قد ينتهي إليه التمسك المصري برفض التهجير "مش هيجازف بهذا وأنا مش هجازف بهذا، كلام غير منطقي إنه يتم، لأن هو عنده عناصر ضغط جيدة جدًا لا تستدعي إطلاقًا إنه يستخدم جانب عسكري، أنا مش عدوه".
"أنا عايز أحل سياسيًا ويجب (أن) أستفيد بكل أدواتي السياسية وهي كثيرة، ولا أخشى في ذلك، وما حدش يقعد يعايرني بالحرب والسلام، لا ما هياش حرب وسلام، اللي عايز يحاربني دي قصة تانية"، ويلفت إلى خطورة تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسئيل سيموتريتش "عايز الدولة اليهودية الكبرى يبقى فيها جزء من مصر، لبنان، سوريا، أردن، عراق، والسعودية، يعني هل ده معقول؟".
يتابع "هل يُعقل إن وزير مسؤول، واتفاقية السلام موجودة من مصر، وموجودة مع الأردن، وفيه شبه اتفاق جزئي مع لبنان، وفيه قانون دولي، يقول أنا عايز أضم كل الأراضي دي، يبقى مين اللي هيحارب مين؟"، مشددًا على أن "المواجهة العسكرية، هو الذي يدعو لها مش أنا".
اللقاءات مع ترامب
رغم إقراره بأن "ترامب هو الذي يعكر الأجواء وليس الجانب المصري" لا يجد فهمي مفرًا من الحوار مع الجانب الأمريكي "أنا مقتنع تمامًا إنه حتما ها يبقى فيه تحاور مباشر بين مصر وأمريكا، وحتمًا سيكون فيه توتر، لأن مواقفنا متناقضة في هذه الجزئية بالتحديد".
ويقترح إجراء حوار مع ترامب "مجموعة قليلة من العالم العربي على مستوى القمة تروح لترامب توضح له الموقف. نريد تحسين الوضع المعيشي للفلسطينيين، نعم، لكن في غزة والضفة وليس خارجهما".
نهاية أوسلو
كان اتفاق أوسلو الذي وقعه الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات مع رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق إسحق رابين عام 1993 أول اتفاق فلسطيني إسرائيلي يضع بنودًا تحاول إنهاء الصراع، إلا أن فهمي يرى أن "إسرائيل قضت على أوسلو برفض تنفيذها".
يشير وزير الخارجية الأسبق إلى أن مصر لم تكن مؤيدة لاتفاق أوسلو في البداية "رأينا أنه كان يمكن الوصول لمضمون أفضل إنما مشكلتها الحقيقية إنها تركت عناصر كثيرة للتفاوض خلال المدة الانتقالية التي تمتد لخمس سنوات، وهذه مشكلة لأن الطرف الأقوى هو إسرائيل، لما تترك القضايا الحساسة للآخر، تتركها في يد الطرف الأقوى، والطرف الأقوى في أوسلو انتقل من يسار ويمين الوسط إلى أقصى اليمين، رابين خرج، خسر الانتخابات، ودخلنا في نتنياهو وشارون وخلافه".
يوضح "ولا ده ولا ده ملتزم بأوسلو، فأوسلو انتهت، الحكومة الحالية ولا متبنية أوسلو، ولا متبنية أي شيء شبيه بأوسلو".
التوافق الفلسطيني
يؤمن فهمي بأهمية التوافق الفلسطيني في هذه المرحلة لصياغة مواقف قادرة على التفاوض؛ ويطالب التيارات الفلسطينية المتناحرة بتنحية الخلافات جانبًا "نريد شكل ما فلسطيني يستوعب كل الفئات، وعلى هذه التيارات أيضًا أن تلتزم بأنه خلافاتنا الحدية دي لبعدين، إنما حاليًا، لا بد نقف صامدين أمام إسرائيل وأمام الرغبة في تهجير الفلسطينيين".
بدون هذه الخطوة يؤكد "ما فيش وسيلة لكبح جماح الطرف الإسرائيلي، لأنه سيظل يضغط بشدة كبيرة جدًا"، بينما يعلق على ما قاله موسى أبو مرزوق عضو مكتب حركة حماس في حوار مع المنصة بشأن تقديم تسهيلات للسلطة الفلسطينية للمصالحة الداخلية الفلسطينية لكن أطرافًا في الإقليم لم يسمها تقف حائلًا دون استجابة أبو مازن "ما يطرحه إن يبقى في توافق إنه إحنا كحماس، وأنا كسلطة، نتعايش مع بعض، أنا بقول يا جماعة خلافاتكم نحوها جانبًا دلوقتي، في كارثة هتحصل، فركز إن إنت فلسطيني، ركز على القصة دي، وخناقاتك بقى الأيديولوجية دي خليها لمرحلة تانية. فبتكلم على هيئة فلسطينية مستحدثة تشمل أكبر عدد منهم".
الدور العربي والأطراف الصامتة
أمام صمت عدد من الدول التي وقعت على الاتفاقات الإبراهيمية، في مقدمتها الإمارات، يعلق وزير الخارجية الأسبق "من قراءتي لتصريحاتهم الممتدة منذ البداية، هم يريدون السلام في المنطقة، قد نختلف معهم أو نتفق في الخطوات، عمري ما سمعت منهم إنهم مع تهجير للفلسطينيين، ولا أرى إن هذا يتماشى مع مواقفهم". لكن في الوقت نفسه، يشدد على ضرورة إعلان موقف واضح "لا بد يكون لدى هذه الدول موقف مع أمريكا"، محذرًا من الصمت على جبروت القوة والتغول على القانون الدولي.
في السياق نفسه، يؤكد فهمي على ضرورة وحدة الموقف المصري والأردني "إحنا الدول المواجهة حدوديًا على الأقل والمجاورة لفلسطين، ولدينا اتفاقية سلام معاهم".
أما القمة العربية المرتقبة، فيؤكد أهميتها رغم الخبرات المتراكمة عبر سنوات التي أثبتت عدم جدوى تلك القمم أو الخروج بقرارات فاعلة "القمة العربية شيء مفيد، وأعتقد أنه هناك مشاورات مكثفة الآن مع الأطراف العربية الرئيسية ولقاءات مصغرة"، لافتًا إلى أن القمة "تكون خلاصة العمل وليس بداية العمل"، ومشيرًا إلى أن الوصول للقمة يسبقه عملٌ بين القادة والمندوبين ووزراء الخارجية.
مواجهة المخاطر بعلاقات متوازنة مع الدول ولعب دور سياسي في إفريقيا والعالم العربي
مع التمسك برفض التهجير، يتطرق فهمي إلى مسألة إعمار غزة ومصير وقف إطلاق النار؛ يشير إلى وجود قناعة لدى أمريكا أنه "طبيعي إن العرب يشيلوا الشيلة ويتحملوا هذا الكلام" يقصد تكاليف عملية إعمار غزة، "بطالب إنه نحاسب المسؤول"، مشددًا على ضرورة تحمُّل إسرائيل تكلفة تدمير القطاع، "يجب محاسبة إسرائيل على اللي عملته، ليه؟ لأنه ممكن يحصل تاني. طب إفرض أنا بنيت غزة، وحصل اشتباك بينهم وبين إسرائيل، هيحصل إيه؟ هيدمروها تاني".
أما بشأن مستقبل وقف إطلاق النار، فإن فهمي لا يعتقد أنه سيستمر طويلًا "ما فيش حاجة اسمها سلام واستقرار دون حل القضية. إسرائيل النهارده بتقول بعد اللي حصل في غزة، أنا اللي مسؤولة عن الأمن في غزة، إزاي يعني؟".
مصر ومستقبل الصراع
يشدد فهمي على دور مصر في تقديم طرح يتعامل مع الأزمة "تطرح حاجة خاصة بإعادة التسكين وعودة اللاجئين والمهجرين إلى ديارهم وكل هذا الكلام، من منطلق إنه لازم نتعامل مع الأزمة، ولازم ندور على آلية معينة توفر الإدارة للقطاع، ارتباطًا بالهوية الفلسطينية، حتى لو كان فيها دعم دولي أو إشراف دولي إلى آخره. لو عملنا كده، وما تطرقناش إلى الحل، يبقى هنلتقي مرة أخرى".
وبينما يشير إلى الضغوط والتغيرات من حولنا، لكنه في النهاية ليس قلقًا على مصر، "أنا طموحاتي لمصر أكثر بكثير جدًا مما نحن فيه، وغير سعيد بالانتقال من أزمة لأزمة".
يتذكر فهمي صديقه وزير الخارجية بدر عبد العاطي، ويبدي تعاطفًا مع الضغوط التي يتعرض لها وسط المتغيرات الحالية، مشيرًا إلى الأوضاع المتردية في ليبيا، والتوتر مع إثيوبيا، مرورًا بالسودان والحرب التي يشهدها، واشتعال الوضع في غزة "قصة التهجير مش هتقف على غزة، قصة التهجير، مش هتقف على غزة".
يشدد وزير الخارجية الأسبق على أن ضبط المعادلة لمواجهة هذه المخاطر يتطلب "بناء الكيان من الداخل، توازن علاقاتنا مع الدول، وتأمين التنوع في العلاقات، ورفع راية القانون الدولي"، مؤكدًا على ضرورة التمسك بـ"الثقل المصري غير الجانب التاريخي والحضاري، هو دور سياسي، دور في أفريقيا، دور في العالم العربي، دور مع الغرب، دور مع آسيا".
يرفض فهمي العبارات التي تترد عن مقارنة الأوضاع في مصر بغيرها من الدول المشتعلة مثل "مش أحسن من الوضع في ليبيا، وأحسن من الوضع في سوريا"، ويأمل لمصر وضعًا أفضل ويبدي ثقته بتجاوز الوضع الحالي، رغم إقراره أن "الخمس سنين اللي جايين هيكونوا صعبين".