تصوير سالم الريس، المنصة
مسيرات العودة إلى شمال غزة لأول مرة منذ 15 شهرًا، 27 يناير 2025

"يعاني من إجحاف غير مسبوق".. مصر تطالب بإنهاء الظلم التاريخي بحق الشعب الفلسطيني

قسم الأخبار
منشور الثلاثاء 11 فبراير 2025

أكدت مصر أن السبيل الوحيد لمواجهة المخاطر والتهديدات التي يتعرض لها السلم والأمن الإقليميان والدوليان الناتجة عن الاحتلال الاسرائيلي والعدوان الإسرائيلي الأخير على غزة وتداعياته هو تبني المجتمع الدولي لنهج يراعي حقوق جميع شعوب المنطقة دون تفرقة أو تمييز، بما في ذلك الشعب الفلسطيني "الذي يعاني من إجحاف غير مسبوق بحقوقه الأساسية، بما فيها حقه في العيش بسلام على أرضه وفي وطنه".

ودعت، في بيان مساء الاثنين لوزارة الخارجية، المجتمع الدولي بمختلف مكوناته الدولية والإقليمية، إلى التوحد وراء رؤية سياسية لتسوية القضية الفلسطينية "على أن تتأسس هذه الرؤية على ضرورة إنهاء الظلم التاريخي الذي تعرض، وما زال يتعرض له الشعب الفلسطيني، واستعادة هذا الشعب الكريم لحقوقه المشروعة غير القابلة للتصرف".

وحسب البيان، تتمسك مصر بموقفها الرافض للمساس بتلك الحقوق "بما فيها حق تقرير المصير والبقاء على الأرض والاستقلال"، كما تتمسك بحق العودة للاجئين الفلسطينيين الذين أجبروا على ترك وطنهم، وبما يتسق مع القيم الإنسانية، ومع مباديء القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني.

وشددت على أن تجاهل الشرعية الدولية في التعاطي مع أزمات المنطقة "إنما يهدد بنسف أسس السلام التي بذلت الجهود والتضحيات للحفاظ عليها وتكريسها على مدار عشرات السنين".

وأكدت مصر اعتزامها "الاستمرار في التعاون مع كافة الشركاء الإقليميين والدوليين للتوصل إلى السلام الشامل والعادل في المنطقة، وإقامة دولة فلسطين المستقلة على أرضها وفقًا للقانون الدولي على خطوط الرابع من يونيو لعام 1967، وعاصمتها القدس الشريف".

وجاء بيان الخارجية المصرية بعد ساعات من تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، التي قال فيها إن الفلسطينيين لن يكون لهم حق العودة إلى قطاع غزة بموجب خطته، التي تقضي بـ"استيلاء" الولايات المتحدة على القطاع الفلسطيني.

وأضاف "سأملك أنا هذه (الأرض). فكروا فيها كمشروع تطوير عقاري من أجل المستقبل. ستكون قطعة أرض رائعة. لن يتم إنفاق كثير من المال (...) أستطيع أن نتوصل إلى اتفاق بشأن الموضوع مع الأردن ومصر فنحن نعطيهم المليارات من الدولارات".

وزير الخارجية بدر عبد العاطي يلتقي نظيره الأمريكي ماركو روبيو في واشنطن، 10 فبراير 2025

يأتي ذلك في وقت يزور فيه وزير الخارجية بدر عبد العاطي العاصمة الأمريكية واشنطن، حيث عقد، أمس، جلسة مباحثات مع نظيره الأمريكي ماركو روبيو تطرقت إلى القضية الفلسطينية.

وأكد عبد العاطي على ثوابت الموقف المصري والعربي والإسلامي بشأن القضية الفلسطينية وأهمية تحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني المشروعة، واستعرض جهود مصر في تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار بجميع مراحله الثلاثة ونفاذ المساعدات الإنسانية، وشدد على أهمية الإسراع في بدء عملية التعافي المبكر وإزالة الركام وإعادة الإعمار بوجود الفلسطينيين بغزة في ظل تمسكهم بأرضهم ورفضهم الكامل للتهجير بدعم كامل من العالمين العربى والإسلامي والمجتمع الدولي.

ويتعقد الوضع في قطاع غزة، فبعدما نجحت الوساطة المصرية القطرية الأمريكية في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، بعد 15 شهرًا من بدء الحرب في أعقاب طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023، وبعدما أفرج الجانبان عن محتجزين ومعتقلين، أعلنت أمس حركة حماس تأجيل تسليم المحتجزين الإسرائيليين المقرر الإفراج عنهم السبت المقبل حتى إشعار آخر.

ولم تقصد حماس بذلك العودة إلى القتال، حسب بيانها، إذ أوضحت أنها تسجل بهذا الموقف اعتراضها على "انتهاكات العدو وعدم التزامه ببنود الاتفاق؛ من تأخير عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة، واستهدافهم بالقصف وإطلاق النار في مختلف مناطق القطاع، وعدم إدخال المواد الإغاثية بكل أشكالها حسب ما اتفق عليه، في حين نفذت المقاومة كل ما عليها من التزامات".

ولم تتدخل الولايات المتحدة لحل الأزمة، بما أنها أحد الوسطاء الثلاثة، بل زادتها تعقيدًا، إذ خرج الرئيس دونالد ترامب وهدد حماس بـ"جحيم حقيقي" إذا لم تفرج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين بحلول ظهر السبت المقبل، قائلًا "دع الجحيم يندلع؛ تستطيع إسرائيل أن تتغلب عليه".

ولم يكن هذا الموقف الوحيد من الرئيس الأمريكي الذي يسير به عكس اتفاق وقف النار، فالثلاثاء الماضي، قال إن الولايات المتحدة تخطط للسيطرة على غزة وإعادة توطين الفلسطينيين في دول مجاورة أخرى وتحويل القطاع إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، لكن دعوته قوبلت بانتقادات دولية واسعة النطاق كما نددت جماعات لحقوق الإنسان باقتراحه نقل الفلسطينيين من القطاع بشكل دائم، ووصفت الأمر بأنه "تطهير عرقي".

وسبق ذلك دعوته كلًا من مصر والأردن، نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، لاستقبال عدد من سكان قطاع غزة. لكن هذه الدعوة قوبلت بالرفض القاطع، وقال وقتها الرئيس عبد الفتاح السيسي إن ترحيل وتهجير الشعب الفلسطيني "ظلم لا يمكن أن نشارك فيه"، كما قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن الأردن للأردنيين، وفلسطين للفلسطينيين.

لكن ترامب جدَّد دعوته في وقت لاحق، متجاهلًا الرفض المصري والأردني، وقال، خلال لقاء مع الصحفيين في البيت الأبيض، إن مصر والأردن "سيفعلان ذلك (...) نحن نقدم لهما الكثير، وسوف يفعلان ذلك".

وكانت أسوشيتد برس نقلت الخميس الماضي عن مسؤولين مصريين لم تسمهم قولهم إن القاهرة أبلغت الإدارة الأمريكية وإسرائيل ودولًا أوروبية أن المُضي قدمًا في مخطط تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة سيعرض معاهدة السلام مع إسرائيل للخطر، وأنها ستقاوم أي اقتراح من هذا القبيل.

كما أعلنت القاهرة قبل أول أمس استضافتها قمة عربية طارئة في 27 فبراير/شباط الجاري حول تطورات القضية الفلسطينية، واستنكرت 29 منظمة حقوقية عربية تبني ترامب لسياسة "التطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني".

وأطلقت حماس حتى الآن سراح 16 محتجزًا إسرائيليًا و5 عمال تايلانديين، فيما يتبقى من استحقاقات المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار الإفراج عن 9 محتجزين على قيد الحياة و8 جثامين لمحتجزين قتلوا جراء القصف الإسرائيلي على القطاع.