حساب وسيم نصر على إكس
رئيس سوريا في الفترة الانتقالية وقائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع، ديسمبر 2024

قيادي بحماس: الشرع سلَّم الحركة مقراتها في سوريا ورفع الحظر عن ممتلكاتها

محمد خيال
منشور الأحد 9 فبراير 2025

قال قيادي بحركة حماس إن الأمور تتجه لتمديد المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار في غزة بنفس الشروط والاستحقاقات "في ظل عدم وضوح الرؤية من جانب إسرائيل بشأن مفاوضات المرحلة الثانية"، فيما قال قيادي آخر إن الإدارة السورية الجديدة سلَّمت حماس مقراتها في سوريا ورفعت الحظر عن ممتلكاتها هناك.

وكان مقررًا انطلاق مفاوضات المرحلة الثانية في الدوحة مطلع الأسبوع الجاري، ووفق العين الإخبارية، أرجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مرةً أخرى إطلاق مفاوضات المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، وبعد أن كان من المقرر أن يُرسل وفدًا رفيعَ المستوى برئاسة رئيس الموساد دافيد برنياع إلى الدوحة، قرر إرسال وفدٍ فنيٍّ.

وأوضح القيادي في حماس لـ المنصة أنه حتى الآن لم يصل تأكيد من الوسطاء (مصر وقطر والولايات المتحدة) على انطلاق المفاوضات حول المرحلة الثانية هذا الأسبوع كما كان مقررًا، في ظل عدم وصول الوفد الإسرائيلي للدوحة.

لكنه أكد أن عدم انطلاق مفاوضات المرحلة الثانية لن يؤثر على دفعات تسليم المحتجزين المقبلة.

وفيما يخص عدم التزام إسرائيل حتى الآن بالبروتوكول الإنساني، قال القيادي بحماس، الذي طلب عدم نشر اسمه، إن الحركة خاطبت الوسطاء للالتزام بتعهداتهم خلال المفاوضات بالضغط على الجانب الإسرائيلي لإدخال مستلزمات الإغاثة والمنازل الجاهزة والخيام والمعدات الثقيلة.

واليوم، قال المتحدث باسم حركة حماس عبد اللطيف القانوع إن إسرائيل لا تزال تعطل تنفيذ البروتوكول الإنساني، خصوصًا دخول الخيام والوقود والمعدات الثقيلة.

وأطلقت حماس حتى الآن سراح 16 محتجزًا إسرائيليًا و5 عمال تايلانديين، فيما يتبقى من استحقاقات المرحلة الأولى الإفراج عن 9 محتجزين على قيد الحياة و8 جثامين لمحتجزين قتلوا جراء القصف الإسرائيلي على القطاع.

وأوضح القيادي بحماس لـ المنصة أنه في ظل حالة الضبابية حول موقف حكومة الاحتلال من مفاوضات المرحلة الثانية وتأخر وصول الوفد الإسرائيلي للدوحة، بدأت قيادة حماس جولة خارجية ستشمل عدة دول لإطلاع داعمي الحركة وقادة تلك الدول على تطورات الوضع الحالي، إذ زار وفد برئاسة رئيس المجلس القيادي للحركة محمد درويش إيران، والتقى المرشد الإيراني علي خامنئي ورئيس البرلمان محمد قاليباف.

وذكرت حماس في بيان أن اللقاءات تناولت "التحديات التي لا زالت قائمة وخاصة مواصلة المفاوضات والإغاثة والإعمار واستمرار المقاومة حتى تحرير المقدسات وتحقيق حقوق شعبنا الفلسطيني".

في المقابل، رجح قيادي ثانِ بالحركة، في تصريح لـ المنصة، أن تلتقي قيادة حماس بقادة الإدارة السورية الجديدة خلال الأيام القليلة المقبلة لتقديم التهنئة للرئيس السوري أحمد الشرع، وإطلاعهم على تطورات الأوضاع الحالية.

وقال القيادي، الذي طلب أيضًا عدم نشر اسمه، إنه لا يوجد تقاطع بين الدعم الذي تقدمه إيران للمقاومة الفلسطينية وعلاقات الحركة الطيبة مع الإدارة السورية الجديدة، خاصةً في ظل الموقف المقدر من جانبها لحماس التي رفضت في السابق القتال إلى جانب النظام السوري السابق، وإعلانها تمسكها بكونها حركة مقاومة تخدم قضية فلسطين فقط.

وكشف القيادي بالحركة أن الرئيس السوري أحمد الشرع سلَّم حماس مؤخرًا مقرات كانت تابعة لها، ورفع الحظر عن ممتلكات خاصة بها في سوريا كان صادرها النظام السوري السابق بعد قرار الحركة برفض المشاركة في الاقتتال الداخلي عقب الثورة السورية.

وتطورت العلاقة بين حماس والنظام السوري تدريجيًا بدءًا من تسعينيات القرن الماضي، ففي عام 1998 أعطى حافظ الأسد الضوء الأخضر لبدء الحركة عملها في سوريا. وفي 1999 أبعد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس آنذاك خالد مشعل و3 من أعضاء المكتب من الأردن إلى قطر، بعد إغلاق مكاتب الحركة واعتقال قادتها، وعلى إثر هذا الإبعاد رحب النظام السوري بوجود قيادة الحركة على أراضيها.

وفي تلك الفترة انتقل خالد مشعل وعدد من أعضاء المكتب للإقامة رسميًا في دمشق، واستمر الأمر كذلك حتى قرار الحركة مغادرة سوريا أوائل عام 2012 على إثر أعمال العنف التي واجه بها نظام الأسد المتظاهرين ضده.

وكانت هيئة تحرير الشام، جبهة النصرة سابقًا، شنت هجومًا مباغتًا ضد النظام السوري في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، انتهى إلى إسقاطه في غضون 10 أيام بانسحاب الجيش السوري وهروب بشار الأسد إلى روسيا لاجئًا.

والشهر الماضي، تقرر تنصيب أحمد الشرع رئيسًا للمرحلة الانتقالية في سوريا، وإسقاط الدستور، وحل البرلمان والجيش.