أقر الجيش السوري بفقدان السيطرة على حلب أمام هجمات واسعة لـ"جبهة النصرة بدعم من أجانب"، حسب بيان أعلن خلاله إعادة الانتشار إثر الهجمات بالأسلحة الثقيلة والطائرات المُسيرة على "محاور متعددة على جبهتي حلب و إدلب"، في وقت تشهد المدينة موجات نزوح كبيرة.
وأضاف الجيش، في بيان، حسب وكالة الأنباء السورية "سانا"، "خاضت قواتنا المسحلة معارك شرسة في مختلف نقاط الاشتباك الممتدة على شريط يتجاوز 100 كم لوقف تقدمها، وارتقى خلال المعارك العشرات من رجال قواتنا المسلحة وأصيب آخرون".
وتابع أن "الأعداد الكبيرة للإرهابيين وتعدد جبهات الاشتباك دفعت بقواتنا المسلحة إلى تنفيذ عملية إعادة انتشار هدفها تدعيم خطوط الدفاع بغية امتصاص الهجوم، والمحافظة على أرواح المدنيين والجنود، والتحضير لهجوم مضاد".
وأحكم الجيش السوري لسنوات سيطرته على حلب، منذ عام 2016 حين تمكن من طرد الفصائل المسلحة المعارضة منها، قبل أن تبدأ الجبهة ليل الأربعاء- الخميس، هجومًا على المدينة.
في غضون ذلك، رصد موقع سي إن إن، سيطرة الفصائل المسلحة المعارضة على جزء كبير من مدينة حلب، ثاني أكبر مدينة في البلاد، بحلول صباح اليوم، حيث شوهد مقاتلو الفصائل في مواقع رئيسية. وأظهرت مقاطع حصل عليها الموقع، رجالاً مسلحين يلوحون بعلم المعارضة ويصرخون "الله أكبر" باللغة العربية في ساحة مركزية، ويظهر مقطع آخر الفصائل في قلعة المدينة، التي تقع أيضًا في وسط حلب، ويظهر في المقطع رجل واحد على الأقل مسلح، وهو يقول "نحن أول من وصل وأول من غزا".
و كان بيان الجيش السوري قال إنه "مع استمرار تدفق الإرهابيين عبر الحدود الشمالية وتكثيف الدعم العسكري والتقني لهم، تمكنت التنظيمات الإرهابية خلال الساعات الماضية من دخول أجزاء واسعة من أحياء مدينة حلب دون أن تتمكن من تثبيت نقاط تمركز لها بفعل استمرار توجيه قواتنا المسلحة لضربات مركزة وقوية، وذلك ريثما يتم استكمال وصول التعزيزات العسكرية وتوزيعها على محاور القتال استعدادًا للقيام بهجوم مضاد".
وأعلن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، اليوم، مقتل وجرح أكثر من 30 شخصًا بين مدنيين وعسكريين "إثر غارة لا نعلم إن كانت سورية أو روسية عند دوار الباسل في مدينة حلب". وأضاف المرصد "لم نرصد حتى الآن أي انتهاك من قبل الهيئة للمدنيين والمقاتلين ملتزمون حتى الآن بتوجيهات من أبو محمد الجولاني وبمجرد حدوث انتهاكها سنرصدها مهما تعرضنا لانتقادات"، وفق موقع المرصد.
وأضاف عبد الرحمن أن "حلب بشكل كامل تحت سيطرة الهيئة دون اشتباكات داخلها، النظام انسحب من مطار حلب الدولي حتى المسلحين العشائريين الموالين لإيران تركوها لتدخل إليها هيئة تحرير الشام، والقوات الكردية تسيطر على المطار وتتواجد في ريف حلب الشمالي".
وأدرج مجلس الأمن عام 2014 جبهة النصرة أو هيئة تحرير الشام، وفق الاسم الأكثر شيوعًا لها، على قائمة العقوبات المرتبطة بالكيانات المرتبطة بتنظيم القاعدة، كما صنفتها الولايات المتحدة إرهابية منذ عام 2012، وهي تنظيم مسلح تشكل إبان الثورة الشعبية ضد نظام الرئيس السوري بشار الأسد على يد أبو محمد الجولاني.
في غضون ذلك، أعلنت الفصائل المسلحة المعارضة في حلب حظر التجول لمدة 24 ساعة يبدأ في الساعة الخامسة مساء بالتوقيت المحلي، السبت. وقالت قيادة العمليات العسكرية للمعارضة السورية إن هذا الإجراء يهدف إلى ضمان "سلامة سكان المدينة وتأمين الممتلكات الخاصة والعامة من العبث أو الأذى".
وقال ثلاثة سكان لرويترز، حسب سويس إنفو، إن آلاف السيارات المدنية تغادر مدينة حلب عبر طريق خناصر أثريا الرئيسي إلى خارج المدينة، وذلك بعد ساعات من اجتياح مقاتلي الفصائل المسلحة المعارضة أحياء رئيسية هناك.
وأضافوا أن السيارات تتجه في الغالب صوب اللاذقية والسلمية، مع إغلاق الطريق السريع الرئيسي بين دمشق وحلب.
وفي إدلب، قال مصدران من المعارضة السورية، لرويترز اليوم، إن "قوات مسلحة معارضة أعلنت سيطرتها على مدينة معرة النعمان جنوبي إدلب، مما يعني أن محافظة إدلب بأكملها باتت الآن تحت سيطرة المعارضة"، حسب ما نقله موقع سويس إنفو.
ويأتي تجدد القتال المفاجئ في حلب عقب ساعات من هدوء نسبي في لبنان إثر اتفاق للهدنة بين حزب الله وإسرائيل.