تصوير سالم الريس، المنصة
احتفالات في محيط مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح للاتفاق بين حماس وإسرائيل على وقف النار في غزة، 15 يناير 2025

رسميًا.. اتفاق وقف النار في غزة يدخل حيز التنفيذ الأحد المقبل

قسم الأخبار سالم الريس
منشور الأربعاء 15 يناير 2025 - آخر تحديث الخميس 16 يناير 2025

قال رئيس الوزراء القطري حمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني إن الجهود القطرية والمصرية والأمريكية نجحت في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، سيدخل حيز التنفيذ الأحد المقبل، في وقت قال الرئيس الأمريكي جو بايدن إن "الفلسطينيين سيتمكنون من العودة إلى أحيائهم في جميع مناطق غزة".

وأضاف بن جاسم في مؤتمر صحفي، اليوم الأربعاء، أن العمل مستمر مع إسرائيل وحماس بشأن خطوات تنفيذ الاتفاق، وقال "جار العمل على إنهاء كل الإجراءات التنفيذية الليلة".

وحسب الاتفاق، ستطلق حماس سراح 33 محتجزًا مقابل إطلاق معتقلين فلسطينيين، حسبما قال رئيس الوزراء القطري، وأوضح أن قطر ومصر والولايات المتحدة ستعمل على ضمان تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

وأضاف أن "فرقًا من قطر ومصر والولايات المتحدة ستعمل على مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، وستكون هناك آليات لمتابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار ومتابعة أي خروق قد تحدث"، على أن تعلن تفاصيل المرحلتين الثانية والثالثة بعد الانتهاء من المرحلة الأولى من الاتفاق.

وهو نفسه ما أكده الرئيس الأمريكي جو بايدن، قائلًا إن "إسرائيل ستتفاوض على المرحلة الثانية من الاتفاق خلال الأسابيع الستة المقبلة"، مضيفًا أن الإفراج عن المحتجزين "كان الطريق الوحيد لوقف الحرب في غزة".

وسبق الإعلان الرسمي عن وقف النار احتفالات في محيط مستشفى شهداء الأقصى في دير البلح.

وكانت حماس أعلنت في بيان اليوم موافقتها رسميًا على مقترح وقف إطلاق النار في غزة وصفقة تبادل المحتجزين مع إسرائيل.

وعقب الإعلان رسميًا عن الاتفاق، قالت حماس في بيان اطلعت المنصة عليه، إن الاتفاق "هو ثمرة الصمود الأسطوري لشعبنا الفلسطيني العظيم ومقاومتنا الباسلة في قطاع غزة على مدار أكثر من 15 شهرًا".

وأضافت أن هذا الاتفاق يأتي "انطلاقًا من مسؤوليتنا تجاه شعبنا الصَّابر المرابط في قطاع غزَّة العزَّة، بوقف العدوان الصهيوني عليه، ووضع حدٍّ لشلاَّل الدَّم والمجازر وحرب الإبادة التي يتعرَّض لها".

من جهته، قال القيادي في حركة حماس خليل الحية إن "صمود شعبنا وبسالة مقاومته هما اللذان أفشلا مخططات العدو"، مؤكدًا أن "جبهات الإسناد أبلت بلاء حسنًا يجسد أخوة الإسلام والعروبة".

وأكد الحية أن "المجاهدين في مخيم جنين والقدس والداخل المحتل كان لهم دور كبير في إسناد المقاومة"، وفق الجزيرة.

وقال الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب، اليوم، إن اتفاق وقف إطلاق النار الملحمي لم يكن ليتحقق لولا فوزه التاريخي بالانتخابات الأمريكية.

وأضاف "مع إبرام هذا الاتفاق، سيواصل فريق الأمن القومي التابع لي، من خلال جهود المبعوث الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، العمل عن كثب مع إسرائيل وحلفائنا للتأكد من أن غزة لن تصبح مرة أخرى ملاذًا آمنًا للإرهابيين. وسنواصل تعزيز السلام من خلال القوة في جميع أنحاء المنطقة".

أما الرئيس عبد الفتاح السيسي فرحب بالتوصل إلى الاتفاق "بعد جهود مضنية على مدار أكثر من عام بوساطة مصرية قطرية أمريكية"، وقال في بيان "مع هذا الاتفاق، أؤكد على أهمية الإسراع في إدخال المساعدات الإنسانية العاجلة لأهل غزة، لمواجهة الوضع الإنساني الكارثي الراهن، وذلك دون أي عراقيل".

ووفق الجزيرة، فإن الاتفاق يتضمن إشراف قطر ومصر على عودة النازحين من جنوب قطاع غزة إلى الشمال، إضافة إلى أن الانسحاب من محور نتساريم سيكون على مراحل، وسينسحب جيش الاحتلال أيضًا إلى حدود غزة بعمق 700 متر.

وستخفف القوات الإسرائيلية وجودها في محور فيلادلفيا ثم ستنسحب منه بشكل كامل لاحقًا على مراحل، وفق مصادر الجزيرة.

ويتضمن الاتفاق موافقة إسرائيل على فتح معبر رفح بين قطاع غزة ومصر بعد 7 أيام من بدء تطبيق المرحلة الأولى، إضافة إلى بروتوكول إغاثي وإنساني خلال المرحلة ذاتها بإشراف الوسطاء، مع السماح بسفر جرحى قطاع غزة للعلاج في الخارج.

وتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لمدة 467 يومًا، ارتكب خلالها عشرات "المجازر" بحق المدنيين والنازحين في مختلف أنحاء القطاع، مخلفًا 46707 قتلى و110265 مصابًا، منذ أطلقت حماس طوفان الأقصى، وفق أحدث إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية.

وخلال العدوان الإسرائيلي استطاع جيش الاحتلال قتل واغتيال ما يقارب نصف أعضاء المكتب السياسي لحماس، بخلاف قائدي الحركة ورئيسا مكتبها السياسي الأسبق إسماعيل هنية، والسابق يحيى السنوار.

واستؤنفت المفاوضات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل في قطر، مطلع يناير/كانون الثاني الجاري، حسب وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، من أجل إطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة، بعد أن توقفت في 25 ديسمبر/كانون الأول الماضي، بسبب شروط إسرائيلية جديدة.

وتعثرت مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة بعد جولات عدة جرت في الدوحة والقاهرة، إثر تمسك إسرائيل بالبقاء في محور فيلادلفيا، حيث قال نتنياهو إن "حماس تحصل على السلاح عبر فيلادلفيا ومصر"، وهو ما نفته القاهرة، وتمسكت في المقابل هي وحركة حماس بانسحاب جيش الاحتلال من المحور الحدودي.

وسبق وهدد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب من "فتح أبواب الجحيم في الشرق الأوسط" إذا لم يتم إطلاق سراح المحتجزين في غزة بحلول موعد تنصيبه رئيسًا للولايات المتحدة في 20 يناير/كانون الثاني الجاري.

وفي 6 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أعلن ترامب فوزه في الانتخابات الرئاسية بعد تغلبه على منافسته مرشحة الحزب الديمقراطي كامالا هاريس، على أن يتم تنصيبه في البيت الأبيض في 20 يناير الجاري.