قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الاثنين، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي لن ينسحب من محور فيلادلفيا، على طول الحدود الجنوبية لقطاع غزة مع مصر.
وزعم، في خطاب تلفزيوني نقلته وسائل الإعلام العبرية، أن حركة حماس تحصل على السلاح من مصر عبر محور فيلادلفيا، قائلًا "كلنا نرغب بإعادة المحتجزين، لكن يجب ألا نتخلى عن محور فيلادلفيا لأنه شريان الحياة لحماس ومتنفسها".
"حرصنا على ألا يدخل دبّوس إلى غزة من جانبنا، لكنهم سلحوا أنفسهم عبر محور فيلادلفيا ومصر"، حسبما قال نتنياهو، مضيفًا "إسرائيل استغرقت 20 عامًا لاستعادة السيطرة على المنطقة والمكان الذي تتلقى فيه حماس أسلحتها".
اتهامات نتنياهو سبق أن نفتها مصر مرارًا، وفي يناير/كانون الثاني، حذرت القاهرة من ترديد الاتهامات المتكررة بتهريب الأسلحة لقطاع غزة من أراضيها عبر الأنفاق، وقال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ضياء رشوان، في بيان، إن مثل هذه الادعاءات لا تخدم معاهدة السلام، معتبرًا أنها "تأتي للتغطية على الفشل الإسرائيلي".
ويمتد محور فيلادلفيا بطول 14 كيلو مترًا بين مصر وقطاع غزة، ويعد وفقًا لمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية منطقة عازلة. لكن في 7 مايو/أيار الماضي، توغل جيش الاحتلال الإسرائيلي في المحور وصولًا إلى معبر رفح من الجانب الفلسطيني ورفع علمه عليه.
جاء خطاب نتنياهو، تزامنًا مع موجة إضرابات ومظاهرات واسعة النطاق في إسرائيل، امتدت إلى قطاعات حيوية وتطول مرافق رئيسية، للمطالبة بالاتفاق مع حماس وتحرير المحتجزين بعد العثور على جثث 6 منهم من غزة، بينما تعمل الولايات المتحدة مع مصر وقطر على وضع خطة "نهائية وأخيرة" لوقف حرب غزة،
وفي هذا السياق، قال الرئيس الأمريكي جو بايدن "لا أعتقد أن نتنياهو يبذل ما يكفي من الجهد لضمان التوصل لاتفاق"، وبدورها قالت نائبته كامالا هاريس، والمرشحة لخلافته "حان الوقت للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لإطلاق سراح المحتجزين"، وفق BBC.
لم يختلف رأي بايدن، الذي يعتبر نفسه صهيونيًا، في نتنياهو منذ بداية العدوان على غزة، ففي مارس/آذار الماضي قال إن رئيس الوزراء الإسرائيلي "يضر بإسرائيل أكثر مما ينفعها".
وتتهم عائلات المحتجزين والمعارضة نتنياهو منذ أشهر بإعطاء الأولوية لبقائه السياسي وانتصاره على حماس، على الصفقة المنتظرة، وفق واشنطن بوست، التي أوضحت أن الولايات المتحدة تتحدث مع مصر وقطر حول ملامح اتفاق نهائي، تخطط لتقديمه خلال الأسابيع المقبلة "إذا لم يقبله الجانبان، إسرائيل وحماس، فقد يمثل نهاية المفاوضات التي تقودها الولايات المتحدة".
على الجبهة الأخرى، وصف عضو المكتب السياسي لحركة حماس عزت الرشق، الاثنين، خطاب نتنياهو، بـ"اليائس الذي يبحث عن نصر موهوم".
وأضاف، في بيان نشره موقع حماس، "نتنياهو يؤكد بتصريحاته اليوم أنه هو المعطّل لصفقة التبادل واتفاق وقف إطلاق النار".
وتابع "بإمكان جميع الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة أن يعودوا إلى عائلاتهم فورًا، والذي يعطّل عودتهم والمسؤول عن حياتهم هو نتنياهو، فكل تأخير في موافقته والتزامه بما تم التوصّل إليه يعني تعريض حياة المزيد من الأسرى للخطر".
ونشرت كتائب القسام، الجناح العسكري لحماس، فيديو، اطلعت عليه المنصة، للمحتجزة الإسرائيلية عيدان يروشلمي، التي أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن استعادة جثمانها برفقة 5 آخرين قبل أيام، حيث ظهرت وهي توجه رسالة إلى نتنياهو تطالبه فيها بالعمل على إبرام صفقة تبادل وتحريرها، وعنونت القسام الفيديو بـ"ضغط عسكري.. الموت والفشل، صفقة تبادل.. حرية وحياة".
أما الناطق العسكري باسم كتائب القسام، أبو عبيدة، فحمّل جيش الاحتلال الإسرائيلي ونتنياهو المسؤولية الكاملة عن مقتل المحتجزين الستة.
وقال أبو عبيدة، في رسائل على تليجرام، اطلعت عليها المنصة، "نتنياهو وجيش الاحتلال وحدهما من يتحملان المسؤولية الكاملة عن مقتل الأسرى بعد تعمدهما تعطيل أي صفقة لتبادل المحتجزين علاوةً على تعمّدهما قتل العشرات منهم من خلال القصف الجوي المباشر".
وأضاف "نقول للجميع وبشكلٍ واضح أنه وبعد حادثة النصيرات، صدرت تعليمات جديدة للمجاهدين المكلفين بحراسة الأسرى بخصوص التعامل معهم حال اقتراب جيش الاحتلال من مكان احتجازهم. إصرار نتنياهو على تحرير الأسرى من خلال الضغط العسكري بدلًا من إبرام صفقة سيعني عودتهم إلى أهلهم داخل توابيت وعلى عوائلهم الاختيار، إما قتلى وإما أحياء".
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي شن هجومًا على مخيم النصيرات، المكتظ بالنازحين في يونيو/حزيران الماضي، برًا وبحرًا وجوًا، ما أدى إلى 274 قتيلًا و698 مصابًا، لتحرير 4 محتجزين.
ويستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ333، الذي راح ضحيته 40 ألفًا و786 قتيلًا، و94 ألفًا و224 مصابًا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.