احتج عشرات الآلاف من الإسرائيليين، مساء الأحد، في مظاهرات كبرى بعد يوم واحد من عثور جيش الاحتلال على 6 جثث لمحتجزين داخل نفق بمدينة رفح، مطالبين الحكومة بعقد اتفاق مع حركة حماس يفضي إلى تحرير باقي المحتجزين لدى الحركة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وهتف المتظاهرون "الآن.. الآن"، في إشارة إلى ضرورة عقد اتفاق مع حماس، وفق يديعوت أحرونوت.
وبالتزامن مع المظاهرات الاحتجاجية الإسرائيلية، نشر الناطق باسم كتائب القسام، الجناح العسكرية لحركة حماس، أبو عبيدة، على تليجرام، فيديو بعنوان "نتنياهو يصنع العشرات من رون أراد" في إشارة إلى الطيار الإسرائيلي الذي اعتقل عام 1986 خلال الحرب الإسرائيلية على لبنان، ولم يعرف عنه شيء حتى يومنا هذا.
ونشرت القسام في الفيديو عبارة "نعم كانوا أحياء وكان من المفترض خروجهم في المرحلة الأولى من صفقة التبادل"، مرفقة مع صور للمحتجزين الستة الذي أعلن جيش الاحتلال عن استعادة جثامينهم مساء السبت.
وفي مقابلة مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس ومسؤول ملف التفاوض الدكتور خليل الحية، مساء الأحد، على الجزيرة، تحدث حول المحتجزين الستة، وقال إنه "كان بإمكان الأسرى الـ6 وغيرهم أن يخرجوا إلى ذويهم ضمن صفقة تبادل حقيقية وهم أحياء، ولكن إصرار جيش الاحتلال ونتنياهو وحكومته المتطرفة هو السبب في أن يفقد هؤلاء حياتهم مع عشرات قتلهم الاحتلال مباشرة بقصفهم مع من يجلسون معهم ويحرسونهم ويعيشون معهم".
وكشف الحية عن تسليم الحركة فيديو من المحتجز الذي يحمل الجنسية الأمريكية وهو يتحدث فيه إلى والديه قبل فترة، وجاء ذلك "لدواعٍ إنسانية وبطلب قطري" على حد قوله، مضيفًا "الشاب خاطب الحكومة الإسرائيلية، وبعد هذا الفيديو بفترة، أعلنت القسام فقد الاتصال معه ومع من يحرسونه، في دلالة واضحة على أنه تعرض لقصف مباشر من الاحتلال الإسرائيلي، ومن وقتها لم يُعلم عن حياته شيء، اليوم وجد ميتًا مع مجموعة من الآخرين".
يأتي هذا بينما تستمر محاولات الوسطاء في مصر وقطر والولايات المتحدة التوصل إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين بين إسرائيل وحماس، عبر مفاوضات غير مباشرة لم تثمر اتفاقًا حتى الآن.
وميدانيًا في سياق تطورات الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، قُتل 33 فلسطينيًا في مختلف مناطق القطاع، الأحد، فيما انتشلت طواقم الدافع المدني 8 جثامين من تحت الأنقاض في مناطق شرق مدينة خانيونس وشمال مدينة رفح، وصلت جثامينهم إلى مستشفى ناصر بخانيونس بعدما استهدف الاحتلال منازلهم خلال عمليات التوغل البري في الأسابيع الماضية، وفق مصدر طبي.
وقتل 11 غزيًا في استهداف إسرائيلي لمدرسة صفد، بحي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، وأصيب العشرات، وهي مدرسة تستخدم كمركز إيواء للنازحين استهدفها الجيش بصاروخ واحد دون سابق إنذار، حسبما أفاد شاهدا عيان لـ المنصة. وبعد الاستهداف الأول بدقائق، طالب الجيش بإخلاء المنطقة من خلال اتصال هاتفي مع أحد المواطنين لتعود طائرات الاحتلال وتستهدف ذات المدرسة بصاروخين ما أدى إلى دمارها بالكامل.
وادعى المتحدث باسم جيش الاحتلال للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، على إكس، أن المدرسة كانت تستخدم مكان تجمع لعناصر من حماس، لتخطيط وتنفيذ هجماتها.
وقتل 4 فلسطينيين آخرين في استهدافين مختلفين على منزلين، الأول بحي الشجاعية شرق مدينة غزة، والثاني بالقرب من متنزه البلدية وسط غزة، فيما قتل 6 آخرون وجرح العشرات في استهداف إسرائيلي لمجموعة من المواطنين في شمال قطاع غزة وبمنطقة مكتظة بالمدنيين، وفق شهود عيان.
واستهدف الاحتلال سيارة تاجر من مخيم المغازي أثناء مرورها على شارع صلاح الدين، ما أدى إلى مقتل 4 أفراد، كما قتل 3 آخرون في استهداف بقذيفة مدفعية سقطت على منزل بمخيم البريج وسط قطاع غزة، وصلت جثامينهم إلى مستشفى شهداء الأقصى بدير البلح.
وقتل 3 آخرون في شارع العطار بمنطقة المواصي غرب مدينة خانيونس، وهي منطقة يصنفها الاحتلال الإسرائيلي بالمنطقة الإنسانية الآمنة، ووصلت جثامينهم إلى مستشفى ناصر الطبي بالمدينة، وفق مصدر في المستشفى.
ويستمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ332، الذي راح ضحيته 40 ألفًا و738 قتيلًا، و94 ألفًا و154 مصابًا منذ 7 أكتوبر الماضي، وفق وزارة الصحة الفلسطينية.