برخصة المشاع الإبداعي: ويكيبيديا
مظاهرات في تل أبيب، مارس 2023

إضراب عام في إسرائيل.. وخطة "نهائية وأخيرة" لوقف حرب غزة

قسم الأخبار
منشور الاثنين 2 سبتمبر 2024

انطلقت، الاثنين، موجة إضرابات واسعة النطاق في إسرائيل، يُتوقع أن يمتد تأثيرها إلى قطاعات حيوية وتطول مرافق رئيسية، بما فيها مطار بن جوريون الدولي، وقطاعات التعليم والنقل العام والصحة، في وقت تعمل الولايات المتحدة مع مصر وقطر على وضع خطة "نهائية وأخيرة" لوقف حرب غزة.

وتتوقع نيويورك تايمز أن يتوقف جزءٌ كبيرٌ من الاقتصاد الإسرائيلي إثر إعلان كبرى النقابات العمالية عن إضراب عام، فضلًا عن قرار العديد من الشركات تعليق خدماتها.

أوسع معارضة لحكومة نتنياهو

ووصفت الحرة الإضرابات بأنها "أوسع" تعبير عن المعارضة لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ بدء العدوان على غزة، وقالت "اتحد رؤساء النقابات وقادة الأعمال للضغط على الحكومة، من أجل إبرام اتفاق لوقف إطلاق النار والإفراج عن المحتجزين في قطاع غزة، بعد إعلان جيش الاحتلال العثور على جثث 6 منهم".

واحتج عشرات الآلاف من الإسرائيليين، الليلة الماضية، في مظاهرات كبرى، بعد يوم واحد من العثور على جثث المحتجزين الستة داخل نفق بمدينة رفح، مطالبين الحكومة بعقد اتفاق مع حماس يفضي إلى تحرير باقي المحتجزين لدى الحركة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

وأعلنت مفوضية خدمات الدولة ووزارة المالية الإسرائيلية، الأحد، أن الموظفين الذين سيضربون عن العمل لن يتقاضوا أجورهم، كما طالب وزير المالية بتسلئيل سموريتش بإصدار أمر من محكمة العمل لمنع الإضراب.

ومع ذلك قال رئيس الاتحاد العام لعمال إسرائيل أرنون بار ديفيد، أبرز نقابة عمالية في إسرائيل، الأحد، "علينا أن نوقف هذا التخلي عن المحتجزين، غدًا سيعم الإضراب الاقتصاد الإسرائيلي بكامله"، وفق الحرة.

وأكدت رابطة المصنعين الإسرائيليين دعمها الإضراب، متهمة الحكومة بالتقاعس عن الاضطلاع "بمهمتها الأخلاقية" المتمثلة في إعادة المحتجزين وهم على قيد الحياة.

وأعلن منتدى الأعمال الإسرائيلي، الذي يمثل معظم العاملين في القطاع الخاص في إسرائيل ويضم 200 من أكبر شركات البلاد، بالإضافة إلى مئات شركات التكنولوجيا والشركات المصنعة ومكاتب المحاماة، أنه سينضم إلى الإضراب العام ليوم واحد.

وصباح الاثنين، كشف بيتر ليرنر، أحد كبار المسؤولين في الاتحاد العام لعمال إسرائيل، عن بدء الإضراب العمالي في إسرائيل.

Take it or leave it

وحول سبل إنهاء العدوان على غزة، تعمل الولايات المتحدة مع مصر وقطر على وضع خطة "نهائية وأخيرة" لوقف حرب غزة، حسبما أفادت واشنطن بوست، التي استخدمت مصطلح Take it or leave it للحديث عن الخطة، في إشارة إلى أنها نهائية وغير قابلة للتعديل.

وحسب واشنطن بوست، فإنه إذا لم تقبل إسرائيل وحركة حماس خطة وقف حرب غزة هذه المرة، فإن ذلك سيمثل نهاية المفاوضات المستمرة منذ أشهر، في وقت يأمل المسؤولون الأمريكيون أن يؤدي العثور على جثث المحتجزين الستة، بمن فيهم الأمريكي هيرش جولدبرج بولين، إلى تجديد الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق، لكنهم يقولون إنهم قد ينسحبون إذا لم يحدث ذلك.

وقال مسؤول كبير في الإدارة الأمريكية، لم تسمه واشنطن بوست، إن الولايات المتحدة تتحدث مع مصر وقطر حول ملامح اتفاق نهائي، تخطط لتقديمه خلال الأسابيع المقبلة.

وأضاف "إذا لم يقبله الجانبان، إسرائيل وحماس، فقد يمثل نهاية المفاوضات التي تقودها الولايات المتحدة".

لكن مسؤولين في الإدارة الأمريكية قالوا إنه لم يتضح ما إذا كان اكتشاف جثث المحتجزين سيعزز أو يضر فرص توصل إسرائيل وحماس إلى اتفاق، خلال الأسابيع المقبلة.

واليوم، قال عضو المكتب السياسي لحركة حماس، عزت الرشق، إن حماس تؤكد جاهزيتها لتنفيذ خطة بايدن، كما جدد التأكيد على مطالب حماس التي تعتبر الحركة تحقيقها ضروريًا لأي اتفاق لوقف إطلاق النار، خصوصًا الانسحاب الإسرائيلي الكامل من غزة، وفق العربية.

من جانبه، أكد مسؤول ملف التفاوض في حركة حماس، خليل الحية، اليوم الاثنين، أنه لن يكون هناك اتفاق دون الانسحاب الإسرائيلي من ممري فيلادلفيا ونتساريم، ومعبر رفح.

كما أضاف الحية أن حماس ليست معنية بالتفاوض على شروط نتنياهو الجديدة، محملًا إياه مسؤولية اشتعال الأوضاع في الضفة الغربية، والسعي لنشر الحرائق في كل أنحاء المنطقة.

كانت "القاهرة الإخبارية" نقلت عن مصدر رفيع المستوى، قوله إن الحكومة الإسرائيلية هي المسؤولة عن عدم التوصل لاتفاق هدنة، وتسعى لفرض واقع جديد على الأرض للتغطية على أزمتها الداخلية.

وأضاف المصدر الذي لم تسمه "القاهرة الإخبارية" أن مصر تجدد تأكيدها على ثوابت ومحددات أي اتفاق للسلام، في مقدمتها رفض الوجود الإسرائيلي بمحور فيلادلفيا ومعبر رفح بشكل قاطع، وتابع أن استمرار الحرب الحالية واحتمالية توسعها إقليمياً أمر في غاية الخطورة وينذر بعواقب وخيمة على المستويات كافة.

وتتهم عائلات المحتجزين والمعارضة نتنياهو منذ أشهر بإعطاء الأولوية لبقائه السياسي وانتصاره على حماس، على الصفقة المنتظرة، وفق واشنطن بوست.