توغلت عدد من الدبابات وآليات عسكرية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر الثلاثاء، داخل المناطق الشرقية والجنوب شرقية لمدينة رفح، بعد ساعات من إصدار أوامر بإخلاء السكان والنازحين من أحياء وبلدات شرق المدينة، تحت وقع قصف وطيران الاحتلال الكثيف.
وأكد مصدر من هيئة المعابر والحدود بغزة، لـ المنصة، توغل 3 دبابات في محيط معبر رفح البري تحت غطاء أحزمة نارية بالمكان، ما أدى لإحداث انفجارات ودمار كبير بالمنطقة، مشيرًا إلى استهداف الاحتلال لعدد من المباني داخل الجانب الفلسطيني من المعبر، وعدم توغل الدبابات إلى داخله.
وأوضح المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن توغل جيش الاحتلال سيؤدي إلى عرقلة حركة المسافرين والمرضى والجرحى، كما سيؤدي إلى عرقلة دخول شاحنات المساعدات الإنسانية والطبية، إذا ما استمرت عملية التوغل وتمركز الجيش في محيط المعبر.
وكانت هيئة المعابر والحدود بغزة نشرت، مساء الاثنين، كشوف سفر تتضمن أسماء 46 مريضًا وجريحًا، كان من المفترض سفرهم صباح الثلاثاء عن طريق معبر رفح البري، لتلقي العلاج اللازم بالخارج، حسب المصدر.
وبالتزامن مع أصوات القصف المدفعي والطيران الحربي بمحيط المعبر، سُمعت أصوات إطلاق نار كثيف واشتباكات بين الجيش وفصائل المقاومة الفلسطينية.
وبالتزامن مع القصف الكثيف الذي تتعرض له المناطق الشرقية لمدينة رفح، والتي أمر الجيش بإخلائها، استهدف الاحتلال بالطيران الحربي عددًا من منازل المواطنين المدنيين وسط وغرب وجنوب رفح. حيث قصف 4 منازل مأهولة بالسكان في الحي السعودي غربًا، ومنزلًا في الحي البرازيلي جنوبًا، ومنزلًا بحي تنور، وآخر في حي الجنينة شرق رفح.
ووصل إلى مستشفى الكويت التخصصي، أكثر من 10 قتلى بينهم أطفال، خلال الساعات الأولى لفجر الثلاثاء، بالإضافة إلى عدد من الإصابات خضعت لتلقي العلاج.
وقال مصدر في جهاز الدفاع المدني لـ المنصة، طلب عدم نشر اسمه، إن طواقمه لا تزال تعمل على رفع الأنقاض وانتشال الضحايا تحت وقع كثافة الانفجارات والقصف الإسرائيلي.
وفي السياق، قال مصدر بوزارة الصحة الفلسطينية لـ المنصة، إنهم اضطروا لإخلاء مستشفى أبو يوسف النجار شرق رفح، بعدما تعرض محيط المستشفى ومنازل مجاورة له لقصف مدفعي مباشر مساء الاثنين، وإلى إطلاق المدفعية قنابل دُخانية فوق المستشفى لدفع الطواقم الطبية والمرضى للإخلاء، حيث يقع المستشفى ضمن المناطق التي حددها الجيش مناطق نزاع مُسلح.
وانتقلت الطواقم الطبية من مستشفى النجار، للعمل في مستشفى ميداني تم تجهيزه مُسبقًا خلال الأيام الماضية بمخيم الشابورة غرب رفح.
وحول التوغل في محيط معبر رفح، قالت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي، على إكس،
إن معبر رفح تم اختياره كهدف أول لعملية الجيش الإسرائيلي في رفح، بسبب أهميته الاستراتيجية باعتباره شريان المرور الرئيسي من غزة إلى مصر وبالعكس، و"المكان الذي تم من خلاله تهريب الأسلحة المتطورة إلى قطاع غزة لسنوات، الأمر الذي أدى إلى تعزيز قدرات حماس".
وأضافت الإذاعة حول توغل جيش الاحتلال على طول محور فيلادلفيا الحدودي مع مصر
إن اختيار جيش الاحتلال الإسرائيلي للتقدم على طول المحور والسيطرة على أجزائه الجنوبية، حتى معبر رفح، يجيب أيضًا إلى حد ما على القلق المصري بشأن غزو أعداد كبيرة من سكان غزة من مناطق لجوء النازحين نحو الأراضي المصرية.
والاثنين، أمر جيش الاحتلال الإسرائيلي، السكان والنازحين الموجودين شرق مدينة رفح الفلسطينية بالإخلاء الفوري، تمهيدًا لبدء عملية عسكرية برية، في وقت كشفت صور أقمار صناعية حشودًا عسكرية إسرائيلية على مشارف المدينة. كما ألقت مروحيات تابعة لجيش الاحتلال منشورات فوق الأحياء الشرقية للمدينة، تتضمن خرائط المنطقة المسموح بالنزوح إليها.
وقتها نقلت وسائل إعلام عن وكالة فرانس برس تأكيدها أن عملية الإخلاء من شرق رفح تشمل نحو 100 ألف شخص.
من جهتها حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسف"، الاثنين، من أن نحو 600 ألف طفل في رفح مهددون بـ"كارثة وشيكة جديدة"، داعية إلى عدم "إجلائهم بالقوة"، حسبما نقل موقع الشرق الأوسط.