حماس ترجئ تسليم المحتجزين الإسرائيليين حتى إشعار آخر

أعلنت حركة حماس، الاثنين، تأجيل تسليم المحتجزين الإسرائيليين المقرر الإفراج عنهم السبت المقبل حتى إشعار آخر، في وقت أكد مصدران من حماس والجبهة الشعبية لـ المنصة أن استمرار إطلاق سراح المحتجزين على المحك حال أصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "على نهجه المراوغ في التعامل مع اتفاق وقف إطلاق النار، بعد تعطيله إطلاق مفاوضات المرحلة الثانية، التي كان مقررًا لها أن تبدأ في اليوم السادس عشر من دخول الاتفاق حيز التنفيذ.

وفي بيان على تليجرام، قال المتحدث باسم كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، "راقبت قيادة المقاومة خلال الأسابيع الثلاثة الماضية انتهاكات العدو وعدم التزامه ببنود الاتفاق؛ من تأخير عودة النازحين إلى شمال قطاع غزة، واستهدافهم بالقصف وإطلاق النار في مختلف مناطق القطاع، وعدم إدخال المواد الإغاثية بكل أشكالها حسب ما اتفق عليه، في حين نفذت المقاومة كل ما عليها من التزامات".

ووفق البيان، تقرر "تأجيل تسليم الأسرى الصهاينة الذين كان من المقرر الإفراج عنهم يوم السبت المقبل، حتى إشعار آخر، ولحين التزام الاحتلال وتعويض استحقاق الأسابيع الماضية وبأثر رجعي، ونؤكد على التزامنا ببنود الاتفاق ما التزم بها الاحتلال".

وقال قيادي بحركة حماس لـ المنصة، طالبًا عدم نشر اسمه، إن المؤشرات الحالية لا تبشر برغبة حقيقية لدى نتنياهو باستكمال اتفاق وقف إطلاق النار، خاصة مع دخول الاتفاق يومه الثالث والعشرين دون الالتزام بالموعد المحدد من جانب الوسطاء بالبدء في مفاوضات المرحلة الثانية، موضحًا أن حماس كانت منفتحة على إمكانية مد العمل بالمرحلة الأولى بنفس الشروط والاستحقاقات حال لمست جدية حقيقية من جانب حكومة الاحتلال.

وأطلقت حماس حتى الآن سراح 16 محتجزًا إسرائيليًا و5 عمال تايلانديين، فيما يتبقى من استحقاقات المرحلة الأولى الإفراج عن 9 محتجزين على قيد الحياة و8 جثامين لمحتجزين قتلوا جراء القصف الإسرائيلي على القطاع.

وكان مقررًا انطلاق مفاوضات المرحلة الثانية في الدوحة مطلع الأسبوع الجاري، ووفق العين الإخبارية، أرجأ نتنياهو مرةً أخرى إطلاق المفاوضات، وبعد أن كان من المقرر أن يُرسل وفدًا رفيعَ المستوى برئاسة رئيس الموساد دافيد برنياع إلى الدوحة، قرر إرسال وفدٍ فنيٍّ.

غير أن جيروزاليم بوست الإسرائيلية قالت اليوم إن وفد التفاوض الإسرائيلي عاد من العاصمة القطرية بعد إجراء مباحثات بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق، وأن نتنياهو سيعقد اجتماعًا لمجلس الوزراء الأمني المصغر، الثلاثاء، لبحث الخطوات التالية في المفاوضات.

وأشار القيادي بحماس إلى توجه نتنياهو للانقلاب على الاتفاق وإفشاله "وسط تسريب شروط جديدة لا يمكن أن تقبل بها الحركة تحت أي ظرف، في مقدمتها خروج قيادات المقاومة وعلى رأسها قيادات حماس من القطاع أو نزع سلاح المقاومة في غزة".

واعتبر القيادي الجولة الخارجية التي بدأتها قيادة حماس، واستهلتها بإيران، "رسالة مبطنة في ظل المماطلات الإسرائيلية".

وقال رئيس حركة حماس في غزة خليل الحية من العاصمة الإيرانية طهران، اليوم الاثنين، إن مشاريع الغرب والولايات المتحدة ورئيسها دونالد ترمب إلى زوال، وذلك ردًا على مخطط ترامب بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة.

وأكد الحية في كلمة له خلال فعاليات إحياء الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الإسلامية في طهران أن الحركة ستُسقط "مشروع ترامب".

ورأى قيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، في تصريح لـ المنصة أن مصير الاتفاق بات بيد الوسطاء (مصر وقطر) الذين تدخلوا لدى الإدارة الأمريكية لحثها على تحديد موقفها من الإجراءات الإسرائيلية.

وأضاف القيادي بالجبهة الشعبية، الذي طلب عدم نشر اسمه، أن فصائل المقاومة تنتظر ردًا نهائيًا من الوسطاء لإعلان موقفها النهائي سواءً من الاتفاق بشكل عام أو المرحلة الثانية واستكمال تسليم المحتجزين الإسرائيليين المتفق عليهم في المرحلة الأولى.

ونجحت الوساطة المصرية القطرية الأمريكية في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، بعد 15 شهرًا من بدء الحرب في أعقاب طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023.