
ترامب: لن يكون للفلسطينيين الحق في العودة إلى قطاع غزة
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إن الفلسطينيين لن يكون لهم حق العودة إلى قطاع غزة "لأنهم سيحصلون على مساكن أفضل كثيرًا" بموجب خطته، التي تقضي بـ"استيلاء" الولايات المتحدة على القطاع الفلسطيني.
وبعبارة أخرى، قال ترامب في مقتطف من مقابلته مع فوكس نيوز "أنا أتحدث عن بناء مكان دائم لهم".
وأشار في المقابلة التي ستُبث الاثنين بعدما عُرض الجزء الأول منها الأحد، إلى أنه سيبني "مجتمعات رائعة" لأكثر من مليوني فلسطيني يقطنون غزة، على حد قوله، مضيفًا "سنبني مجتمعات آمنة، قد تصل إلى 6 مجتمعات سكنية، تستوعب 1.8 مليون شخص، بدلًا من إبقائهم في الظروف الخطرة التي يعيشون فيها حاليًا".
وأضاف "في الأثناء، سأملك أنا هذه (الأرض). فكروا فيها كمشروع تطوير عقاري من أجل المستقبل. ستكون قطعة أرض رائعة. لن يتم إنفاق كثير من المال".
وتابع ترامب لفوكس نيوز "أستطيع أن نتوصل إلى اتفاق بشأن الموضوع مع الأردن ومصر فنحن نعطيهم المليارات من الدولارات".
وفي وقت سابق اليوم، جدد ترامب مقترحاته بشأن قطاع غزة التي سبق أن نددت بها دول عربية وغربية، وقال إنه ملتزم "بشراء غزة وامتلاكها"، وربما يعطي "أجزاء منها لدول أخرى في الشرق الأوسط لبنائها"، وفق رويترز.
وأضاف ترامب، في تصريحات صحفية على متن طائرة الرئاسة الأمريكية، "سأهتم بالفلسطينيين وسأتأكد من أنهم لن يقتلوا".
وأشار إلى أنه سيبحث السماح لحالات فردية من الفلسطينيين بدخول الولايات المتحدة. وأعاد ترامب القول إن دولًا بالشرق الأوسط ستستقبل الفلسطينيين، زاعمًا "سأحول غزة إلى موقع جيد للتنمية المستقبلية".
وقال إن واشنطن "قد تفقد صبرها إزاء وتيرة إطلاق سراح المحتجزين في غزة". ومرة أخرى قال إنه يريد من الأردن ومصر استقبال أعداد من مواطني غزة، وأضاف "نتحدث على الأرجح عن مليون ونصف مليون شخص. ونحن بكل بساطة نطهر المنطقة بالكامل. كما تعلمون، على مر القرون، شهدت هذه المنطقة نزاعات عديدة. لا أعرف ولكن يجب أن يحصل أمر ما"، حسب الشرق الأوسط.
وهذه ليست المرة الأولى التي يردد فيها ترامب مثل هذه التصريحات، والثلاثاء الماضي قال إن الولايات المتحدة تخطط للسيطرة على غزة وإعادة توطين الفلسطينيين في دول مجاورة أخرى وتحويل القطاع إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، لكن دعوته قوبلت بانتقادات دولية واسعة النطاق كما نددت جماعات لحقوق الإنسان باقتراحه نقل الفلسطينيين من القطاع بشكل دائم، ووصفت الأمر بأنه "تطهير عرقي".
وسبق ذلك دعوته كلًا من مصر والأردن، نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، لاستقبال عدد من سكان قطاع غزة. لكن هذه الدعوة قوبلت بالرفض القاطع، وقال وقتها الرئيس عبد الفتاح السيسي إن ترحيل وتهجير الشعب الفلسطيني "ظلم لا يمكن أن نشارك فيه"، كما قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي إن الأردن للأردنيين، وفلسطين للفلسطينيين.
لكن ترامب جدَّد دعوته في وقت لاحق، متجاهلًا الرفض المصري والأردني، وقال، خلال لقاء مع الصحفيين في البيت الأبيض، إن مصر والأردن "سيفعلان ذلك (...) نحن نقدم لهما الكثير، وسوف يفعلان ذلك".
وكانت أسوشيتد برس نقلت الخميس الماضي عن مسؤولين مصريين لم تسمهم قولهم إن القاهرة أبلغت الإدارة الأمريكية وإسرائيل ودولًا أوروبية أن المُضي قدمًا في مخطط تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة سيعرض معاهدة السلام مع إسرائيل للخطر، وأنها ستقاوم أي اقتراح من هذا القبيل.
كما أعلنت القاهرة أمس استضافتها قمة عربية طارئة في 27 فبراير/شباط الجاري حول تطورات القضية الفلسطينية، واستنكرت 29 منظمة حقوقية عربية تبني ترامب لسياسة "التطهير العرقي بحق الشعب الفلسطيني".
وحسب بيان لوزارة الخارجية المصرية، توجه الوزير بدر عبد العاطي، الأحد، إلى واشنطن في زيارة رسمية، يلتقى خلالها عددًا من كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية الجديدة وأعضاء الكونجرس.
ونجحت الوساطة المصرية القطرية الأمريكية في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، بعد 15 شهرًا من بدء الحرب في أعقاب طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023.
وأطلقت حماس حتى الآن سراح 16 محتجزًا إسرائيليًا و5 عمال تايلانديين، فيما يتبقى من استحقاقات المرحلة الأولى من اتفاق وقف النار الإفراج عن 9 محتجزين على قيد الحياة و8 جثامين لمحتجزين قتلوا جراء القصف الإسرائيلي على القطاع.