بسم الله الرحمن الرحيم،
أخي فخامة الرئيس ويليام روتو، رئيس جمهورية كينيا الشقيقة،
أعرب لفخامتكم عن بالغ ترحيبي بك في بلدك التاني مصر، وهي الزيارة التي تأتي بالتزامن مع الذكرى الستين لتدشين العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا الشقيقين، وبما يعكس أهمية عمق العلاقات والروابط التاريخية بين مصر وكينيا على المستويين الرسمي والشعبي.
السيدات والسادة الحضور،
لقد أتاحت هذه الزيارة المجال لعقد مباحثات ثنائية بناءة مع أخي فخامة الرئيس روتو، تم خلالها التأكيد على استمرار العمل لتعزيز العلاقات الثنائية وتطويرها، لتصل إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية والشاملة، بما يفتح المجال لمزيد من التعاون الثنائي في كافة المجالات، لا سيما الدفاع والأمن، ومكافحة الإرهاب، وموضوعات المياه والثقافة والتعليم، وتبادل الخبرات وبناء القدرات.
ولقد أكدت خلال هذه المباحثات على أهمية توثيق الروابط الاقتصادية وتنشيط التبادل التجاري بين البلدين، وتعزيز التعاون الاستثماري عبر دعم تواجد الشركات المصرية في الأسواق الكينية، لا سيما في القطاعات ذات الاهتمام المشترك، والتي تحظى بأولوية لدى الجانب الكيني، والتي تتمتع فيها الشركات المصرية بميزات نسبية وخبرات متراكمة، وأهمها البنية التحتية والصحة والزراعة والري، بالإضافة إلى استمرار العمل المشترك نحو بناء الكوادر الكينية في شتى المجالات.
كما اتفقت وأخي فخامة الرئيس روتو على الاستمرار في توطيد أواصر الحوار السياسي والتنسيق في القاضايا ذات الأولوية، سواء على المستوى الإقليمي، أو فيما يتعلق بالعمل الإفريقي المشترك تحت مظلة الاتحاد الأفريقي، ولا سيما في مجالات التكامل الإقليمي وتعزيز السلم والأمن الإقليميين، وتنفيذ أهداف أجندة 2063 التنموية، والإصلاح المؤسسي، والدفع بأولويات القارة الأفريقية على الأجندة الدولية.
الحضور الكريم،
لقد تناولت مع فخامة الرئيس روتو آخر التطورات المرتبطة بمنطقة القرن الأفريقي والبحر الأحمر، حيث توافقنا في الرؤى حول خطورة ما تشهده منطقة البحر الأحمر من تهديدات أمنية، تفتح المجال لتوسيع رقعة الصراع، والتأثير على الدور الرئيسي والفاعل للدول المشاطئة للبحر الأحمر في تناول شؤونها، وهو الوضع الذي لا يمكن فصله عن العدوان الإسرائيلي على غزة، باعتباره سببًا رئيسيًا لهذه التهديدات الأمنية.
ومن هنا تم التأكيد على حتمية التنفيذ الكامل لاتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة الذي تم التوصل إليه بعد جهود مصرية مضنية بالشراكة مع شركائنا في قطر والولايات المتحدة الأمريكية، وضرورة السماح باستئناف النفاذ الإنساني الكامل للفلسطينيين في غزة لإنهاء الوضع الإنساني الكارثي، وبدء مسار سياسي حقيقي لإيجاد تسوية مستدامة للقضية الفلسطينية من خلال إقامة الدولة الفلسطينية على خطوط الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
ودعوني هنا أشير إلى ثوابت الموقف المصري التاريخي بالنسبة للقضية الفلسطينية.. وهنا لا يمكن أبدًا الحياد، أو التنازل، بأي شكل كان، عن تلك الثوابت، وعندما أشير للثوابت فإنني أعني بذلك الأسس الجوهرية التي يقوم عليها الموقف المصري، والتي تشمل بالقطع إنشاء الدولة الفلسطينية والحفاظ على مقومات تلك الدولة، وبالأخص شعبها وإقليمها.
أقول ذلك بمناسبة ما يتردد بشأن موضوع تهجير الفلسطينيين، وأود أن أطمئن الشعب المصري بأنه لا يمكن أبدًا التساهل أو السماح بالمساس بالأمن القومي المصري، وأطمئنكم بأننا عازمون على العمل مع الرئيس ترامب، وهو يرغب إلى تحقيق السلام، بالتوصل إلى السلام المنشود القائم على حل الدولتين، ونرى أن الرئيس ترامب قادر على تحقيق ذلك الغرض الذي طار انتظاره، بإحلال السلام العادل الدائم في منطقة الشرق الأوسط.
واسمحوا لي إن أنا هنا، يعني أخرج عن سياق الكلام الـ.. اللي أنا قلته دلوقتي، وأقول إن إحنا خلال ما يقرب من 15 شهر، أكدنا إن ما نراه منذ 7 أكتوبر وحتى الآن، هو عبارة عن إفرازات لنتايج سنين طويلة جدًا جدًا لم يصل فيها أو لم يتم فيها الوصول إلى حل للقضية الفلسطينية، وبالتالي جذور المشكلة لم يتم التعامل معها، وهنا كل عدة سنوات ينفجر الموقف ويحدث ما نراه أو ما رأيناه في قطاع غزة.
إذن الحل لهذه القضية، الحل لهذه القضية، هو حل الدولتين، هو إيجاد دولة فلسطينية، دي حقوق تاريخية، دي حقوق تاريخية لا يمكن تجاوزها، لا يمكن تجاوزها، وده مش رأيي أنا.. لازم نكون.. وأنا بتكلم في النقطة ديت، واضعين في الاعتبار الرأي العام مش العربي، مش المصري.. الرأي العام العالمي، الذي يرى أن هناك ظلم تاريخي، وقع على الشعب الفلسطيني خلال الـ 70 سنة اللي فاتو، ويرى أن الحل، حل هذه الأزمة، اللي (كلمة غير واضحة) هذا الظلم التاريخي، مش إخراج الشعب الفلسطيني من مكانه، لا، هو إن يبقى في حل للدولتين، جنبا إلى جنب، أمن وسلام للمواطن الإسرائيلي، وأمن وأمان للمواطن الفلسطيني، دي نقطة.
النقطة التانية، ما رأيناه من يومين، من خلال عودة الفلسطينيين، بعد تدمير استمر أكتر من 14 شهر، الآلاف اللي رجعوا دول كانوا راجعين ليه؟ كانوا راجعين ليه؟ راجعين على إيه؟ راجعين على الركام، على اللي تم تحطيمه خلال 14 شهر. وإحنا في مصر حذرنا في بداية الأزمة من يكون اللي بيتعمل هو محاولة لجعل الحياة مستحيلة في قطاع غزة، عشان يتم تهجير الفلسطينيين، وقلنا ساعتها في الفترة ديت في أكتوبر، والشهور اللي بعد كدا، كل من التقينا بيهم من مسؤولين، إن الأزمة اللي إحنا شايفينها وبنعيشها، هي أزمة ناتجة مش فقط على عمل أو عنف، عنف متبادل بين الطرفين، هو فقد للأمل في إيجاد حل للدولة الفلسطينية، للشعب الفلسطيني.
أنا أقدر أقول ها أقول إيه للرأي العام المصري، ولن أتكلم على الرأي العام العربي أو الإسلامي أو العالمي، أقول له إيه لو طُلب مني، أو ما يتردد على إن ممكن يتم تهجير الفلسطينيين إلى مصر.. أنا أتصور إن أنا، وطبعا أنا بقول فرضية نظرية، لو قلت ده، ده معناه عدم استقرار للأمن القومي المصري، ولا للأمن القومي العربي في منطقتنا.. مهم جدا إن الناس اللي بتسمعنا تعرف إن في هنا في منطقتنا أمة، أمة لها موقف في هذا الأمر.. أمة ليها موقف في هذا الأمر.. أنا موجود في مكاني او مشيت منه.. أمه ليها موقف في هذا الأمر.. الظلم التاريخي اللي وقع للفلسطينيين، وتم تهجيرهم قبل كدا، ولم يرجعوا إلى مناطق ثبت أو سبق التأكيد لهم إن هم ممكن آآ يرجعوا تاني بعد ما يتم تعميرها.. هل ممكن الكلام دوت يتكرر مرة تاني؟ أنا ما افتكرش.
وبقول للشعب المصري، لو أنا طلبت منه هذا الأمر، ها يخرج كله في الشارع المصري ويقول لي لأ. ما تصـ.. لا تشارك في ظلم.. لا تشارك في ظلم.. أنا بقولها بمنتهى الوضوح.. ترحيل وتهجير الشعب الفلسطيني من مكانه هو ظلم لا يمكن أن نشارك فيه.
السيدات والسادة الحضور،
تطرقت وفخامة الرئيس روتو إلى الأوضاع في السودان الشقيق، حيث تبادلنا الرأي حول سبل إنهاء الصراع الجاري، وأكدنا على أهمية استمرار العمل المشترك بين مصر وكينيا من أجل التوصل إلى حلول جادة للازمة، بما يضع حدًا للمعاناة الإنسانية التي يمر بها المواطنون السودانيون، ويفتح المجال أمام حوار سياسي يلبي تطلعات وآمال الشعب السوداني الشقيق في الأمن والاستقرار.
وقد تباحثت كذلك مع أخي فخامة الرئيس حول آخر تطورات ملف نهر النيل، حيث شددت على الوضعية الدقيقة لمصر التي تعاني من ندرة مائية حادة، وأكدت على دعمنا الكامل للاحتياجات التنموية المشروعة لدول حوض النيل، بما يستدعي التنسيق الإيجابي فيما بيننا، لضمان عد الإطرار بأي طرف.
واتفقت الرؤى فيما بيننا على أن نهر النيل يحمل الخير الكثير، والكثير من الفرص التنموية الواعدة لجميع دوله، طالما تم التوافق بينهم على تحقيق التعاون بنوايا صادقة وفقًا لقواعد القانون الدولي ذات الصلة.
أخي فخامة الرئيس وليام روتو.
لقد أسعدني لقاؤكم اليوم، وإنني لأتطلع إلى المزيد من التعاون الوثيق بين بلدينا، تلبية لمصالح شعبينا الشقيقين، متمنيا الشعب الكيني الشقيق كل الخير والاسترار تحت قيادتكم الحكيمة، وأجدد ترحيبي بكم.. وأجدد ترحيبي بكم في بلدكم الثاني مصر. شكرًا جزيلًا. (تصفيق)