قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن مصر ستقف ضد جميع المخططات التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، سواء بتهجير السكان المحليين المدنيين، أو نقلهم قسريًا، أو تحويل القطاع إلى مكان غير صالح للحياة.
وجدد السيسي، خلال كلمته بالقمة العربية الإسلامية غير العادية بالرياض، إدانة مصر حملة القتل الممنهج التي تُمارس بحق المدنيين في قطاع غزة.
ليست المرة الأولى التي يعلن فيها السيسي رفض مصر تهجير سكان قطاع غزة، خاصةً ما تردد عن تهجيرهم إلى صحراء سيناء، معتبرًا أن "ذلك يعني تصفية القضية الفلسطينية"، وقال "إننا نرى أن ما يحدث في غزة الآن ليس فقط حرص إسرائيل على توجيه عمل عسكري ضد حماس، إنما محاولة لدفع المدنيين إلى اللجوء والهجرة لمصر".
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، عقب عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أثير موضوع توطين سكان القطاع في سيناء، وهو ما أكدت مصر أكثر من مرة رفضه.
وأضاف السيسي، خلال كلمته في الرياض، أن المنطقة تمر بظرف إقليمي شديد التعقيد، نتيجة العدوان المستمر لأكثر من عام على قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان "وسط صمت مُخجل وعجز فادح من المجتمع الدولي عن القيام بالحد الأدنى من واجباته، في مواجهة هذا التهديد الخطير للسلم والأمن الدوليين".
وتابع أن "المواطنين في دولنا العربية والإسلامية، بل وجميع أصحاب الضمائر الحرة عبر العالم، يسألون عن جدوى أي حديث عن العدالة والإنصاف في ظل ما يشاهدونه من إراقة يومية لدماء الأطفال والنساء والشيوخ"، مردفًا "نقولها بمنتهى الصراحة، إن مستقبل المنطقة والعالم أصبح على مفترق طرق، وما يحدث من عدوان غير مقبول على الأراضي الفلسطينية واللبنانية، يضع النظام الدولي بأسره على المحك".
وأشار إلى أن تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة "والانتقال من نظام إقليمى جوهره الصراع والعداء إلى آخر يقوم على السلام والتنمية مرهون بإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من يونيو/حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية".
ومنذ مايو/آيار الماضي، سيطرت إسرائيل على معبر رفح الحدودي بين مصر وقطاع غزة، ثم فرضت كامل سيطرتها على محور فيلادلفيا، وهو ما ترفضه القاهرة.
وجغرافيًا يمتد هذا الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة، بطول 14 كم من البحر المتوسط شمالًا حتى معبر كرم أبو سالم جنوبًا، وبموجب معاهدة السلام المصرية الإسرائيلية لعام 1979، فالمحور هو منطقة عازلة وكان يخضع لسيطرة وحراسة إسرائيل قبل أن تنسحب من قطاع غزة عام 2005 فيما عرف بخطة "فك الارتباط"، وفق BBC.
وأكد السيسي، في كلمته بالقمة الإسلامية، التزام مصر بتقديم "العون للأشقاء في لبنان، دعمًا لصمود مؤسسات الدولة اللبنانية، وفي مقدمتها الجيش اللبناني، وسعيًا لوقف العدوان والتدمير الذي يتعرض له الشعب اللبناني، وتكثيفًا للجهود الرامية للوقف الفورى لإطلاق النار، والتنفيذ الكامل وغير الانتقائي لقرار مجلس الأمن رقم 1701".
وبموجب القرار 1701 الذي اعتمده وقرر فيه مجلس الأمن في 2006 اتخاذ خطوات لضمان وقف الأعمال العدائية بين حزب الله وإسرائيل، والسماح بزيادة قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "اليونيفيل" إلى حد أقصى يبلغ 15 ألف فرد.
واختتم السيسي كلمته موجهًا الحديث لزعماء وشعوب العالم أجمع، قائلًا "إن مصر التي تحملت مسؤولية إطلاق مسار السلام في المنطقة منذ عقود، وحافظت عليه رغم التحديات العديدة، ما زالت متمسكة بالسلام كخيار استراتيجى، ووحيد لمنطقتنا وهو السلام القائم على العدل واستعادة الحقوق المشروعة والالتزام الكامل بقواعد القانون الدولي".
ويتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة منذ أطلقت حماس عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر من العام الماضي، ردًا على الانتهاكات الإسرائيلية قبلها بشهور، وتمكنت خلالها من احتجاز نحو 230 شخصًا، غالبيتهم إسرائيليون، وإثرها اجتاح جيش الاحتلال القطاع، ونفذ عملية متواصلة راح ضحيتها 43603 قتلى و102929 مصابًا، وفق أحدث إحصائية صادرة عن وزارة الصحة الفلسطينية.
وبدأ جيش الاحتلال عملية برية في لبنان مطلع أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بعد شهور من المواجهة بين حزب الله وإسرائيل منذ عدوان الأخير على قطاع غزة عقب عملية طوفان الأقصى، فيما وجهت تل أبيب عدة ضربات نوعية إلى الحزب بدايةً من هجوم أجهزة بيجر، حتى هجوم الضاحية الجنوبية في لبنان، واغتيال أمين عام الحزب حسن نصر الله.