جدد وزير الخارجية الدكتور بدر عبد العاطي، التأكيد على ضرورة انسحاب إسرائيل من محور فيلادلفيا الحدودي بين مصر وقطاع غزة، ووقف إطلاق النار، واستئناف وصول المساعدات إلى القطاع، وذلك خلال لقاءات عقدها مع أعضاء في الكونجرس الأمريكي، على مدار يومي الخميس والجمعة، في إطار زيارته الحالية لواشنطن.
وعقد عبد العاطي لقاءات منفصلة مع عدد من أعضاء الكونجرس الأمريكي، من بينهم رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس النواب مايك تيرنر، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ السيناتور الديمقراطي بن كاردن، ورئيس لجنة الخدمات العسكرية بمجلس الشيوخ السيناتور الديمقراطي جاك ريد، وزعيم الأغلبية الجمهورية السيناتور ستيف سكاليز.
وأكد عبد العاطي، وفق عدة بيانات نشرتها وزارة الخارجية عبر صفحتها على فيسبوك، "استمرار جهود مصر في العمل على التوصل لوقف لإطلاق النار في غزة، بما يسهم في استعادة الاستقرار في المنطقة شديدة الاضطراب".
ولفت وزير الخارجية إلى "تزامن الأزمات المشتعلة في المنطقة بصورة غير مسبوقة، والتي كان لها تداعيات جسيمة على أمن واستقرار المنطقة"، مستعرضًا موقف بلاده من العدوان الإسرائيلي على غزة، حيث أعرب عن "رفض مصر لأي تواجد إسرائيلي على الجانب الفلسطيني من معبر رفح ومحور فيلادلفيا، وكذلك رفضها لسياسة التجويع الإسرائيلية كنهج للعقاب الجماعي تجاه السكان في غزة، ولأي محاولة لتهجير الشعب الفلسطيني خارج أراضيه".
وشدد وزير الخارجية على أنه دون التوصل لأفق سياسي يفضي لحل للقضية الفلسطينية، فإن المنطقة ستشهد حلقات متكررة من الحروب والنزاعات بين الطرفين، موضحًا "الجهود التي توليها مصر لتجنب اندلاع حرب إقليمية أوسع".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، السفير تميم خلاف، إن لقاءات وزير الخارجية شهدت تشاورًا وتبادلًا للرؤى والتقديرات حول القضايا الإقليمية الرئيسية، وأبرزها العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والتطورات في ليبيا والسودان والصومال والقرن الإفريقي والسد الإثيوبي.
وشهدت أيضًا وفق المتحدث، "اتفاقًا في الرؤى حيال أغلب تلك القضايا، وتقديرًا لوجهة نظر مصر حيال سبل التعامل السليم معها، وبما يسهم في تعزيز السلم والأمن الإقليميين".
وحول الصومال، شرح عبد العاطي محددات موقف مصر الذي يرتكز على "دعم جهود السلطة المركزية في مُكافحة الإرهاب وتحقيق الأمن والاستقرار، وذلك من خلال الأطر الثنائية أو من خلال المُساهمة بقوات في بعثة الاتحاد الإفريقي الجديدة".
ووقعت مصر والصومال اتفاقية للدفاع المشترك في يوليو/تموز الماضي، في أعقاب أزمة صومالية إثيوبية مطلع يناير/كانون الثاني الماضي، إثر اتفاق الأخيرة مع إقليم صوماليلاند الانفصالي على استغلال ميناء بربرة على البحر الأحمر مقابل اعتراف أديس أبابا باستقلال الإقليم، وهو ما رد عليه الصومال بسحب سفيره من إثيوبيا.
وأشار المتحدث باسم وزارة الخارجية إلى أن "عبد العاطي أشاد خلال لقاءاته بما لمسه من توافق مع أعضاء الكونجرس حول أهمية تعزيز وتطوير العلاقات الثنائية بين البلدين في مختلف صورها السياسية والاقتصادية والأمنية والعسكرية".
وأضاف المتحدث أن لقاءات وزير الخارجية "أتاحت الفرصة لاستعراض كافة جوانب العلاقات الثنائية السياسية والاقتصادية والتجارية والعسكرية، وما شهدته مصر من تقدم على صعيد حقوق الإنسان".
ويعاني الملف الحقوقي المصري من انتقادات عدة، تتضمن استمرار القبض على الصحفيين وتقييد حرية التظاهر، وغياب تداول المعلومات. وألقت قوات أمنية بلباس مدني في 24 يوليو الماضي القبض على رسام الكاريكاتير في المنصة أشرف عمر، والمحبوس احتياطيًا حاليًا على ذمة التحقيقات في القضية رقم القضية 1968 لسنة 2024 حصر أمن الدولة.
واستعرض عبد العاطي، خلال لقاءاته أيضًا، جهود مصر في مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف. كما تطرقت النقاشات إلى التهديدات التي يواجهها أمن وحرية الملاحة في البحر الأحمر، والأزمة الليبية، والسد الإثيوبي، والوضع في القرن الإفريقي.
وفي سياق متصل، عقد وزير الخارجية المصري لقاءات منفصلة مع مبعوثي الولايات المتحدة في لبنان وليبيا واليمن والسودان.
وشدد عبد العاطي على "الأهمية القصوى لمواصلة الجهود لاحتواء التصعيد في جنوب لبنان وتجنب الانزلاق لسيناريو الحرب الإقليمية الشاملة"، مشيرًا إلى "جهود مصر الحثيثة للتهدئة في المنطقة بوجه عام وجنوب لبنان على الأخص". وذلك خلال لقاءه مع المبعوث الأمريكي في لبنان أموس هوكشتاين.