سيطر جيش الاحتلال الإسرائيلي، الجمعة، على كامل محور فيلادلفيا، بطول الحدود الفلسطينية المصرية، جنوب مدينة رفح، وذلك بعد وصول دبابات وجرافات إسرائيلية إلى أقصى نقطة جنوب غرب رفح، في وقت نفذ جيش الاحتلال، صباح اليوم، هجومًا جديدًا على مخيم النصيرات، ما أسفر عن سقوط عشرات من القتلى والجرحى توافدوا على مستشفى شهداء الأقصى.
وقال شاهد عيان لـ المنصة، أمس، إنّ دبابتين إسرائيليتين تمركزتا عند آخر نقطة على الحدود الجنوبية الغربية لرفح، موجهة مدفعيتها باتجاه الساحل الغربي لمدينة رفح، فيما تعمل جرافة إسرائيلية تحت حماية جيش الاحتلال على تجريف منازل المواطنين في تلك المنطقة.
وأفاد مصدر ثانٍ في الدفاع المدني لـ المنصة، اليوم، بأنهم تلقوا نداء استغاثة من مواطنين تحت الركام جنوب غرب رفح، "أثناء توجهنا إلى شارع البحر، تفاجأنا بدبابة وجرافة إسرائيلية في المنطقة، حيث فتحت الدبابة نيرانها باتجاهنا ما أجبرنا على الانسحاب".
وبالتزامن مع ذلك، استمرت عمليات القصف المدفعي ومداهمة الجنود لمنازل المواطنين في مختلف أحياء رفح، في المناطق الشرقية بحي السلام والحي البرازيلي وحي الجنينة ووسط المدينة وغربها في مخيم يبنى وتل زعرب وحي الشابورة وتل السلطان والحي السعودي.
وقال مصدر طبي، رفض نشر اسمه لـ المنصة، "هناك عشرات الشهداء والجرحى وصلتنا من ذويهم مناشدات لانتشالهم دون قدرتنا على الوصول لهم منذ أيام".
في سياق متصل، تستمر عملية جيش الاحتلال الإسرائيلي البرية شرق مخيم البريج وشرق دير البلح وسط قطاع غزة، حيث استهدفت مدفعية الاحتلال عددًا من منازل المواطنين المأهولة بالسكان، ما أدى إلى مقتل 10 أشخاص من بينهم نساء وأطفال، وصلت جثامينهم إلى مستشفى شهداء الأقصى، صباح اليوم.
وقال مصدر في الإسعاف لـ المنصة "ما وصل إلى المستشفى من شهداء وجرحى، هؤلاء من استطعنا الوصول لهم، وهناك العديد من المناطق لم نتمكن من دخولها والوصول للمنازل المستهدفة فيها، بسبب سيطرة ووجود جنود الاحتلال واستهدافهم لسيارات الإسعاف".
وظهرًا، قصف جيش الاحتلال منزلًا جوار مستشفى شهداء الأقصى، ونقلت عشرات الإصابات إلى المستشفى، غالبيتهم أطفال.
ولا يزال جيش الاحتلال يسيطر على منطقة المطاحن بين خانيونس ودير البلح، بالتحديد على شارع صلاح الدين حيث يفصل الطريق. وأفاد شاهد عيان بتمركز دبابة إسرائيلية شرق طريق صلاح الدين، إضافة إلى وجود عدد من قناصة الاحتلال الذين يستهدفون المارة وكل ما يتحرك في تلك المنطقة، ما يشكل خطورة على حياة المدنيين.
وأكد مصدر في مستشفى شهداء الأقصى من قسم الاستقبال وصول عدد من الجرحى والمصابين، الجمعة، كانت قناصة جيش الاحتلال استهدفتهم على شارع صلاح الدين أثناء عبورهم من هناك.
وبالتزامن، نفذ جيش الاحتلال هجومًا جديدًا على مخيم النصيرات، حيث أطلقت طائرات الأباتشي النيران على المواطنين في المخيم، وتقدمت الدبابات فيه، فيما أكد شهود عيان أن جيش الاحتلال أطلق النيران على المسعفين الذين ينقلون القتلى والجرحى من الشوارع.
وكان جيش الاحتلال استهدف فجر الخميس مدرسة النصيرات الإعدادية بمخيم النصيرات، والتي تؤوي نازحين وراح ضحيتها قرابة 40 غزيًا.
وادعى المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، أمس، اغتيال 9 من حماس والجهاد الإسلامي والعاملين في الأجنحة العسكرية، لتبرير العملية، ونشر عبر إكس قائمة بأسمائهم الرباعية وصورًا شخصية.
لكن المكتب الإعلامي الحكومي بغزة فند خلال مؤتمر صحفي منتصف ليلة الجمعة - السبت، بمستشفى شهداء الأقصى هذه الادعاءات. وقال منسق المكتب الإعلام الحكومي بغزة إسماعيل الثوابتة، "القائمة التي نشرها جيش الاحتلال الإسرائيلي فيها ثلاثة مواطنين على قيد الحياة، بينهم مواطن مسافر منذ سنوات والآن يعيش خارج فلسطين".
وأضاف "القائمة التي نشرها جيش الاحتلال الإسرائيلي تضم أسماء استشهدت في أماكن أخرى وفي مواعيد مغايرة، مثل الشهيد مجد عاطف درويش، الذي استشهد يوم الأربعاء في مخيم المغازي وليس يوم الخميس في مجزرة مخيم النصيرات".
وأضاف الثوابتة "وكذلك الشهيد ماهر محمود فاضل، استشهد يوم الأربعاء في مخيم البريج وليس يوم الخميس في مجزرة مخيم النصيرات، وكذلك الشهيد معتصم مفيد شقرة استشهد أمام منزله في مخيم البريج وليس في مجزرة النصيرات، وكذلك الحاج جميل المقادمة الذي توفي وفاة طبيعية عام 2017، ولم يستشهد في مجزرة النصيرات".
كما ذكر منسق المكتب الإعلامي الحكومي في غزة أسماء 12 طفلًا قتلوا في مخيم النصيرات، وذلك ردًا على "زعم جيش الاحتلال أنه لم يقتل أطفالًا في مجزرة النصيرات، ولكن الأسماء تكذّب روايتهم وتدحض افتراءاتهم"، مشيرًا إلى أنه بالإضافة لذلك فإن "طفلين اثنين وصلا عبارة عن أشلاء مُقطّعة جثامينهم ولم يتم التعرف عليهم حتى الآن".
وكانت الأمم المتحدة أعلنت أمس إدراج جيش الاحتلال الإسرائيلي على القائمة السوداء التي تضم الأطراف التي ترتكب انتهاكات ضد حقوق الأطفال خلال النزاعات.
وتابع الثوابتة أن "جيش الاحتلال يتعمّد استهداف وقتل أكبر عدد ممكن من المدنيين والنازحين وخاصة من الأطفال والنساء، وأنه يستهدف مدارس الأونروا ومراكز الإيواء والنزوح التي تضم عشرات الآلاف الذين هربوا من القتل والقصف بشكل متعمّد في إطار الإبادة الجماعية وفي إطار الضغط على أهالي قطاع غزة وتأزيم واقعهم الإنساني بشكل غير مسبوق".
وسبق واستهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي في 27 مايو/أيار الماضي، خيام النازحين في رفح، فيما عرف بمجزرة الخيام في تل السلطان، ثم جددت قصف نفس المنطقة بعد يومين.