تصوير سالم الريس لـ المنصة
آثار الدمار الذي لحق بمدرسة السردي في النصيرات وسط قطاع غزة، التي تأوي نازحين واستهدفها الاحتلال الإسرائيلي بعدد من الصواريخ، 6 يونيو 2024

ارتفاع أعداد قتلى مدرسة النصيرات إلى 39.. وحماس: مجزرة مروعة

سالم الريس
منشور الخميس 6 يونيو 2024

أكد مصدر طبي بمستشفى شهداء الأقصى في دير البلح بقطاع غزة لـ المنصة ارتفاع أعداد قتلى مدرسة السردي، التابعة لوكالة الغوث وتشغيل اللاجئين "الأونروا"، وتؤوي نازحين في النصيرات، إلى 39 قتيلًا، فضلًا عن إصابة العشرات، إثر استهدافها من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر الخميس، ما وصفته حركة حماس بـ"المجزرة المروعة".

وقالت شاهدة عيان لـ المنصة إنه قرابة الواحدة والنصف فجرًا، وبينما كان النازحون نيامًا داخل فصول المدرسة وفي ساحتها، اهتزت بهم المباني والأرض مع سقوط الشظايا وانتشار الدخان الكثيف، مضيفة "مش عارفة كيف طلعنا نجري لقينا حالنا وسط غيمة دخان ونيران، وصارت النسوان والأطفال يصرخوا".

وأوضحت أن المدرسة التي كانوا قد لجأوا لها، وهي واحدة من 3 مدارس مُتجاورة وجميعها تؤوي نازحين، كانت تُستخدم مركز إيواء وفيها عشرات العائلات، مشيرة إلى أن "القصف استهدف المبنى الذي كان يستخدمه الذكور للمبيت"، فيما كان يُستخدم "المبنى المقابل لمبيت النساء والأطفال".

واعترف المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي للإعلام العربي أفيخاي أدرعي، على إكس، بمهاجمة المدرسة، زاعمًا أن جيش الاحتلال هاجم "مجمعًا لحماس داخل مدرسة في النصيرات، للقضاء على العديد من المخربين الذين شاركوا في المجزرة البشعة في السابع من أكتوبر (عملية طوفان الأقصى)".

وتابع "هاجمت طائرات حربية خلال ساعات الليلة الماضية بتوجيه من هيئة الاستخبارات والشاباك مجمعًا كانت تستخدمه حماس ويقع داخل مدرسة للأونروا في منطقة النصيرات". 

وقال شاهد من المدرسة المجاورة للمدرسة المستهدفة لـ المنصة إن جيش الاحتلال استهدفها بثلاثة صواريخ مُباشرة ودون تحذير مُسبق، موضحًا أنهم يستخدمون المدارس مراكز إيواء منذ بداية الحرب قبل ثمانية أشهر "ومن المفترض أن الاحتلال الذي يراقب أجواء وأرض قطاع غزة يعلم جيدًا أن المنطقة مكتظة بالمدنيين النازحين والأطفال والنساء".

وخلال توديع ذوي القتلى لأبنائهم في مستشفى شهداء الأقصى، صرخت إحدى السيدات التي فقدت زوجها وابنها "يا عالم ارحمونا، احنا إيش عملنا، كنا نايمين وعايشين عيشة الكلاب ما بتقبل تعيشها، وين بدنا نروح، وين بدنا نلاقي أمان".

ومن جانبها، قالت وزيرة الخارجية البلجيكية حجة لحبيب، على إكس، إن "الغارة الإسرائيلية المدمرة على مدرسة للأونروا في غزة مروعة وغير مقبولة ويجب وقف إطلاق النار الآن". 

وفي بيانها، قالت حماس إن "المجزرة المروعة التي ارتكبها جيش الاحتلال المجرم فجر اليوم ضد المدنيين الآمنين النازحين، التي تسببت بارتقاء نحو أربعين شهيدًا، وعشرات الجرحى المدنيين، هي جريمة ارتكبت عن سبق إصرار وترصد من الكيان الصهيوني النازي الذي أمن العقاب أمام تقاعس المجتمع الدولي عن القيام بدوره في حماية المدنيين من جريمة الإبادة والتطهير العرقي التي تُرتكب على مسمع ومرأى من العالم".

وأدانت الحركة "هذه الجريمة الجديدة، واستمرار حرب الإبادة والتطهير العرقي ضد الشعب"، وطالبت المجتمع الدولي والأمم المتحدة وكل الأطراف ذات العلاقة "بالضغط على الاحتلال لوقف هذه الإبادة والمجازر الوحشية"، كما طالبت محكمة العدل الدولية، ومحكمة الجنايات الدولية وكل الجهات القضائية والقانونية في العالم "بمحاسبة وملاحقة هذا الكيان المارق الذي انتهك كل القوانين والأعراف الدولية".

وفي السياق، استمر القصف الإسرائيلي على مخيمات وأحياء وسط قطاع غزة، حيث استهدف الجيش أكثر من 3 منازل مأهولة بالسكان شرق دير البلح وفي مخيم المغازي، ما أدى إلى مقتل 10 مواطنين آخرين، بينهم أطفال ونساء، وإصابة وجرح العشرات وصلوا إلى مستشفى شهداء الأقصى لتلقي العلاج.

وقبل نهاية الشهر الماضي، قصف جيش الاحتلال خيام النازحين الغزيين في منطقة البركسات غرب مدينة رفح والمجاورة لمخازن ومستودعات تابعة للأمم المتحدة، بثمانية صواريخ ثقيلة ما أدى إلى مقتل 45 فلسطينيًا، غالبيتهم نساء وأطفال كانوا نيامًا في خيامهم، ما أعقبه اجتماع لمجلس الأمن ومظاهرات في أوروبا للتنديد بما عرف إعلاميًا بـ"محرقة الخيام".