جدد الرئيس عبد الفتاح السيسي رفض مصر ما يتردد عن تهجير سكان قطاع غزة إلى صحراء سيناء، معتبرًا أن "ذلك يعني تصفية القضية الفلسطينية"، وقال "إننا نرى أن ما يحدث في غزة الآن ليس فقط حرص إسرائيل على توجيه عمل عسكري ضد حماس، إنما محاولة لدفع المدنيين إلى اللجوء والهجرة لمصر".
ومنذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، عقب عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أثير موضوع توطين سكان القطاع في سيناء، وهو ما أكدت مصر أكثر من مرة رفضه.
وأكد السيسي، خلال مؤتمر صحفي مع المستشار الألماني أولاف شولتس، اليوم الأربعاء، أن "مصر دولة ذات سيادة، ونقل المواطنين من غزة إلى سيناء يعني نقل المقاومة من الأراضي الفلسطينية إلى مصر، وبالتالي تصبح سيناء قاعدة للانطلاق بعمليات ضد إسرائيل، وفي الحالة دي هيبقى من حق إسرائيل الدفاع عن نفسها تقوم في إطار رد فعلها تتعامل مع مصر وتقوم بتوجيه ضربات إلى الأراضي المصرية ومصر دولة كبيرة حرصت على السلام بإخلاص، بالتالي محتاجين إن كلنا نساهم أن الاستثمار الكبير اللى عملناه في هذا السلام لا يتم تبديده بفكرة غير قابلة للتنفيذ".
وتابع السيسي أن مصر "حرصت خلال السنوات الماضية منذ توقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل على أن يكون هذا المسار خيارًا استراتيجيًا نحرص عليه وننميه، ونسعى أيضًا على أن يكون هذا المسار داعم لدول أخرى للانضمام إليه".
واستطرد السيسي "إذا كانت هناك فكرة للتهجير، توجد صحراء النقب في إسرائيل، ممكن قوي يتم نقل الفلسطينيين حتى تنتهي إسرائيل من مهمتها المعلنة في تصفية المقاومة أو الجماعات المسلحة حماس والجهاد الإسلامي في القطاع ثم بعد كده ترجعهم إذا شاءت، لكن نقلهم إلى مصر، العملية العسكرية دي ممكن تستمر لسنوات، عملية فضفاضة، وتتحمل مصر تبعات هذا الأمر، وتتحول سيناء إلى قاعدة للانطلاق بعمليات إرهابية ضد إسرائيل، وتتحمل مصر مسؤولية ذلك، والسلام اللي عملناه يتلاشى بين إيدينا".
وأوضح أن القضية الفلسطينية هي قضية القضايا، والرأي العام المصري والعربي يتأثر ببعضه البعض، وقال "مصر فيها 105 ملايين نسمة، وإذا استدعى الأمر أن أطلب من الشعب المصري الخروج للتعبير عن رفض هذه الفكرة، ستروا ملايين من المصريين لدعم الموقف المصري، إن الهدف من حصار غزة وقطع الكهرباء والمياه ومنع دخول المساعدات إلى القطاع هو نقل سكان غزة إلى مصر، وهو ما نرفضه".
وقال السيسي، خلال المؤتمر، إن "فكرة النزوح وتهجير الفلسطينيين من القطاع إلى مصر معناه ببساطة إنه سيحدث أمر مماثل هو تهجير الفلسطينيين من الضفة إلى الأردن، وبالتالي فكرة الدولة الفلسطينية اللي بنتكلم عليها غير قابلة للتنفيذ لأن الأرض موجودة لكن الشعب مش موجود".
وكان العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني حذر، الثلاثاء، من الدفع بموجة لاجئين من قطاع غزة الذي تقصفه إسرائيل بعنف باتجاه المملكة ومصر. وقال، في مؤتمر صحفي بعد لقائه مع المستشار الألماني أولاف شولتس، "هذا خط أحمر، لأنني أعتقد أن الخطة لدى بعض المشتبه بهم المعتادين هي محاولة خلق أمر واقع على الأرض. لا لاجئين في الأردن ولا لاجئين في مصر".
وشدد السيسي خلال المؤتمر الصحفي على أن استمرار العمليات العسكرية والتصعيد في غزة يهدد المنطقة بأكملها، لافتًا إلى ضرورة حل القضية الفلسطينية من منظور شامل يضمن تحقيق حل الدولتين، وقال "يجب السماح بمرور المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة"، مؤكدًا أن "مصر لم تغلق معبر رفح منذ بدء التصعيد".
وقصفت قوات الاحتلال الإسرائيلي الجانب الفلسطيني من معبر رفح، فجر الثلاثاء، فيما تكدست مئات الشاحنات على الجانب المصري من المعبر، في انتظار فتحه لإدخال المساعدات لسكان غزة.
وفي ضوء استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة قرر السيسي، في بيان، إعلان حالة الحداد العام في جميع أنحاء الجمهورية لمدة 3 أيام "على أرواح الضحايا الأبرياء لجريمة قصف المستشفى الأهلي المعمداني بقطاع غزة، وعلى جميع الشهداء من أبناء الشعب الفلسطيني الشقيق".
وقتل مساء أمس الثلاثاء المئات من الفلسطينيين في قصف الجيش الإسرائيلي لمستشفى الأهلي المعمداني بوسط غزة، كان يتواجد بداخله طواقم طبية، بالإضافة إلى مئات الغزيين النازحيين في محيطه، بعدما اضطروا لإخلاء منازلهم جراء التهديدات والتحذيرات الإسرائيلي المطالبة لهم بإخلاء منازلهم.
ومن جهة، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش، إنه "هاله سقوط المئات من المدنيين الفلسطينيين في قصف على مستشفى المعمداني في غزة".
واعتبرت منظمة هيومن رايتس ووتش، أن مقتل أكثر من 500 فلسطيني في مستشفى المعمداني في غزة "فظاعة تفوق الوصف"، مطالبة قادة العالم بـ"التحرك لمنع المزيد من الفظائع بحق المدنيين، وألّا يفلت الجناة من العقاب".
كما قالت منظمة الصحة العالمية في بيان إنها "تستنكر بشدة" الهجوم الذي استهدف مستشفى المعمداني في غزة.