حساب الحرب العالمية-World War @Ralmaswr، إكس
الضاحية الجنوبية لبيروت تتعرض لهجوم إسرائيلي الجمعة، 20 سبتمبر 2024

هجوم إسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت يخلف 31 قتيلًا بينهم قيادي كبير في حزب الله

قسم الأخبار
منشور السبت 21 سبتمبر 2024

ارتفع عدد ضحايا الهجوم الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت أمس، إلى 31 قتيلًا، وفق ما أعلنه وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض، خلال مؤتمر صحفي السبت، في وقت أجل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، زيارة إلى لبنان بناء على توصية من حزب الله.

وتوالت الهجمات الإسرائيلية النوعية على لبنان خلال الأيام الماضية، بداية من انفجار أجهزة الاتصال عن بعد "بيجر"، التي يستخدمها حزب الله، الأربعاء الماضي، وصولًا إلى هجوم بيروت أمس، الذي أسفر عن مقتل القيادي إبراهيم عقيل، وفق ما أكده حزب الله. ووصفت تقارير إعلامية عقيل بأنه الرجل الثاني في الحزب.

وسبق واغتالت إسرائيل العديد من قيادات حزب الله، في مقدمتهم القيادي فؤاد شكر في يوليو/تموز الماضي.

وأشار وزير الصحة اللبناني، وفق سكاي نيوز، إلى أنه من بين قتلى الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية الجمعة، 3 أطفال و7 نساء و3 سوريين، فضلًا عن 68 جريحًا. 

وأضاف الأبيض أن ضحايا الهجمات الإسرائيلية، خلال اليومين الماضيين، "هجوم الضاحية الجنوبية وقبلها أجهزة البيجر والووكي توكي (أجهزة النداء). وصلت إلى 70 قتيلًا، فيما لا يزال 770 جريحًا يتلقون العلاج".

وأشار وزير الصحة إلى أنهم عملوا على زيادة المخزون الطبي من الأدوية والمستلزمات بما يكفي لمدة 4 شهور، "وسيعمل (لبنان) على زيادة المخزون بشكل أكبر والتعاون مع الدول الصديقة والشقيقة لرفع الجهوزية"، على حد قوله.

وأوضح الوزير أن "الهجوم على الضاحية الجنوبية تسبب في سقوط بناية بأكملها على رؤوس قاطنيها، وكان أغلبهم من المدنيين".

ونعى حزب الله، بخلاف عقيل، 15 من أعضائه، في بيان مساء أمس، من بينهم القيادي أحمد محمود وهبي الذي "تولى مسؤولية وحدة التدريب المركزي".

وأفاد مصدر مقرب من حزب الله، السبت، بأن الغارة الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية استهدفت اجتماعًا لقيادة وحدة الرضوان، وهي وحدة النخبة في حزب الله، ما أدّى إلى مقتل 16 منهم، بينهم قائد الوحدة وقيادي بارز آخر، نعاهم الحزب.

وقال المصدر، لوكالة فرانس برس، إن "الغارة استهدفت اجتماعًا لقيادة وحدة الرضوان في مبنى تحت الأرض"، حسب ما نقله موقع العربية.

وجاء الهجوم على الضاحية الجنوبية عقب يوم واحد من خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، الذي أقر فيه بتعرضهم "لضربة كبيرة وغير مسبوقة"، في إشارة إلى تفجيرات بيجر.

في غضون ذلك، نقل موقع سكاي نيوز عن وسائل إعلام إيرانية أن وزير الخارجية عباس عراقجي كان يعتزم السفر إلى لبنان، قبل توجهه إلى نيويورك، لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، ولكن تم تأجيل الزيارة إلى موعد آخر "بناءً على توصية حسن نصر الله".

مجلس الأمن

في سياق متصل، حذر المفوض السامي للأمم المتحدة لحقوق الإنسان فولكر تورك، من تصاعد الأوضاع في لبنان، وذلك خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن حول لبنان أمس، بناء على طلب من الجزائر.

وانتقد تورك، وفق الموقع الرسمي للأمم المتحدة، الهجمات الإسرائيلية الأخيرة، ووصفها بأنها "جرائم حرب"، قائلًا إن "الاستهداف المتزامن لآلاف الأفراد، سواء كانوا مدنيين أو أعضاء في جماعات مسلحة، دون معرفة من كان بحوزته الأجهزة المستهدفة وموقعها ومحيطها وقت الهجوم، ينتهك القانون الدولي لحقوق الإنسان، والقانون الدولي الإنساني في حدود قابليته للتطبيق".

وأضاف أن "ارتكاب العنف بهدف نشر الرعب بين المدنيين يعد جريمة حرب". وجدد الدعوة إلى إجراء تحقيق مستقل وشامل وشفاف في ملابسات هذه الانفجارات، مشددًا على "ضرورة محاسبة أولئك الذين أمروا بهذه الهجمات ونفذوها".

ولفت المفوض السامي لحقوق الإنسان إلى أن "هذا الوضع المأساوي لا يمكن النظر إليه بمعزل عن كل ما سبق. فهو مرتبط بالحرب في غزة، والعنف المتصاعد في الضفة الغربية، بما في ذلك القدس الشرقية، واستمرار احتلال إسرائيل للأرض الفلسطينية".

من جانبه قال وزير الخارجية اللبناني عبد الله بو حبيب، إن "تفجير آلاف أجهزة الاتصال عن بعد بشكل جماعي وغادر دون اعتبار لمن يحملها أو لمن يوجد بالقرب منها. يعد أسلوبًا قتاليًا غير مسبوق في وحشيته وإرهابه".

وأضاف أن استهداف آلاف الأشخاص من مختلف الفئات العمرية وفي مناطق واسعة أو مكتظة بالسكان تشمل كافة المناطق اللبنانية أثناء ممارستهم لحياتهم اليومية في المنازل والشوارع وأماكن العمل ومراكز التسوق، "هو الإرهاب بعينه، وهو انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان، ويصنف من دون أدنى شك كجريمة حرب".

وحذر من أن "المغامرة الجديدة التي تبشرنا بها إسرائيل" قد تؤدي إلى حرب إقليمية طاحنة تختلف عن كل سابقاتها من حيث رقعتها الجغرافية على امتداد الشرق الأوسط.

ورد مندوب إسرائيل الدائم لدى الأمم المتحدة داني دانون، بقوله إن "إسرائيل لا تسعى إلى صراع أوسع نطاقًا"، لكنه أكد في الوقت نفسه "لن نسمح بأن يعيش شعبنا تحت التهديد المستمر. ولن نسمح لحزب الله باستخدام الأراضي اللبنانية كمنصة لإطلاق أعمال العنف".

وأِشار دانون إلى أن حزب الله أطلق مئات الصواريخ على المدنيين الإسرائيليين في الشمال، وقال "لم يكن هذا استفزازًا. كان هجومًا مدروسًا لإظهار الدعم لحماس". 

وأضاف دانون، موجهًا كلامه إلى وزير الخارجية اللبناني، "لقد سمحتم لمنظمة إرهابية بإنشاء دولة داخل دولتكم، تجلب الخراب لشعبكم.... يجب أن تتخذوا الإجراءات الآن لكبح جماح حزب الله وتجنب المزيد من التصعيد. إذا استمريتم في تجاهل عدوانه، فإن آلام ومعاناة الشعب اللبناني ستكون على أكتافكم".