رصدت المنصة، أمس، وجود رافعات وشاحنات على الجانب المصري من الحدود مع قطاع غزة، تعمل على تعزيز الجزء الغربي من السور الحدودي الفاصل بين الجانبين، في ظل استمرار التهديدات الإسرائيلية بتنفيذ عملية عسكرية في مدينة رفح جنوب القطاع.
وحذرت مصر أكثر من مرة من أي عملية عسكرية برية في رفح، باعتبارها الملاذ الأخير لنحو 1.5 مليون نازح فروا إليها من ويلات القصف الإسرائيلي، مؤكدة رفضها تهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم.
وسبق ورصدت المنصة محاولة شبان فلسطينيين اجتياز السياج الحدودي بين مصر وقطاع غزة، لكنهم لم يتمكنوا من ذلك.
يأتي ذلك فيما تواصل إسرائيل عملياتها العسكرية في القطاع، حيث استهدف جيش الاحتلال بصاروخ من طائرة استطلاع، سيارة مدنية وسط مدينة رفح، في شارع مكتظ بالنازحين، عصر أمس، ما أسفر عن مقتل اثنين وإصابة آخرين.
ومساءً، استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي منزلًا بحي البرازيلي جنوب مدينة رفح، بالقرب من الحدود المصرية، دون وقوع إصابات، كما استهدف منزلًا بحي الجنينة، ما أسفر عن مقتل 8 أشخاص وصلوا أشلاء إلى مستشفى أبو يوسف النجار، وإصابة آخرين، عرف من بينهم صاحب المنزل وزوجته و5 من أبنائه وحفيدته.
وقالت مصادر طبية لـ المنصة إنه "لا يزال هناك عدد من المواطنين تحت الأنقاض".
وبشكل مفاجئ، وصلت عدد من الدبابات والآليات العسكرية المتمركزة في مدينة خانيونس إلى أقصى المنطقة الغربية، حتى شارع البحر بجوار ميناء القرارة، وحسب شهود عيان من النازحين في الخيام، فإن الدبابات الإسرائيلية قطعت طريق البحر بين وسط وجنوب قطاع غزة، وهو الطريق الوحيد الذي يصل بين المنطقتين.
وقال اثنان من شهود العيان لـ المنصة إنّ الدبابات الإسرائيلية تقدمت من شارع 5 تحت غطاء وإطلاق نار كثيف من طائرات الكواد كابتر، وقصف مدفعي، ما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات من النازحين في الخيام بمنطقة المواصي التي طالب جيش الاحتلال في وقت سابق الناس بالنزوح إليها.
وأكد مصدر طبي في مستشفى أبو يوسف النجار وصول 6 قتلى من منطقة المواصي قتلوا برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال عملية التوغل البري.
وأفاد شهود العيان الذين تواصل معهم مراسل المنصة، بأنّ النازحين في الخيام، وفور عملية التوغل وإطلاق النار الكثيف، هربوا جريًا على أقدامهم، بعضهم باتجاه المنطقة الشمالية حيث مدينة دير البلح وسط القطاع، وآخرون باتجاه المنطقة الغربية لمدينة رفح، فيما لم يعرف ما إذا كانت العملية البرية ستؤدي إلى قطع الطريق بشكل دائم أم مؤقت حتى اللحظة.
وحسب شاهد عيان تحدث لـ المنصة مساء أمس، فإن جيش الاحتلال طلب من كافة النازحين في منطقة مواصي القرارة التوجه إلى شاطئ البحر، وعدم التحرك نهائيًا، حيث يقوم الجيش بتفتيش كافة الأماكن والشاليهات الموجودة في المنطقة.
وفي دير البلح ومخيم النصيرات، وسط قطاع غزة، استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي عدة منازل للمواطنين، ما أسفر عن أكثر من 40 قتيلًا وعدد من الإصابات وصلت إلى مستشفى شهداء الأقصى منتصف الليلة.
كما استهدف بعدد من القذائف المدفعية عدة منازل ومبان بحي الزيتون جنوب شرق مدينة غزة، وكان جيش الاحتلال بدأ عملية عسكرية في حي الزيتون والتركمان منذ صباح الثلاثاء، مانعًا وصول سيارات الإسعاف للمنطقة.
في غضون ذلك، أعلن برنامج الأغذية العالمي وقف توزيع المساعدات في شمال القطاع إثر أعمال عنف تعيق توزيعها. وقال برنامج الأغذية، في بيان، إن تلك الخطوة ستعرض مزيدًا من السكان لخطر الموت جوعًا، حسب الشرق الأوسط.