يناقش مجلس الأمن، اليوم، مشروع قرار قدمته الولايات المتحدة الأمريكية حول غزة، يتضمن الدعوة إلى هدنة مؤقتة في غزة، دون تحديد وقت تنفيذها، إلى جانب رفض عملية الاجتياح البري المرتقبة لرفح، لخطورتها على المنطقة، في وقت يصوت المجلس على مشروع قرار آخر قدمته الجزائر قبل يومين، ينص على وقف فوري لإطلاق النار، من المتوقع أن يواجه فيتو أمريكيًا، وفق فرانس 24.
وهذه لن تكون المرة الأولى التي يعرقل فيها فيتو أمريكي قرارًا بوقف إطلاق النار في غزة، ففي 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي، عرقلت الولايات المتحدة، منفردة، صدور مشروع قرار تقدمت به الإمارات، طالب بالوقف الفوري لإطلاق النار لدواعٍ إنسانية. وبرر نائب المندوبة الأمريكية ذلك بأنه "لم يذكر الهجمات التي شنتها حركة حماس ضد إسرائيل".
ويتضمن مشروع القرار الأمريكي الجديد، الذي اطلع عليه موقع سي إن إن، "وقفًا مؤقتًا لإطلاق النار في غزة في أقرب وقت ممكن عمليًا"، وهو ما لا يلبي رغبات معظم أعضاء مجلس الأمن الآخرين الذين يريدون وقفًا فوريًا لإطلاق النار، ويدعو مشروع القرار الأمريكي أيضًا إلى إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين.
ونص مشروع القرار فيما يتعلق برفح على أنه "في ظل الظروف الحالية، فإن أي هجوم بري كبير على رفح سيؤدي إلى مزيد من الضرر للمدنيين وتشريدهم بشكل أكبر، بما في ذلك احتمالية نزوحهم إلى البلدان المجاورة، الأمر الذي سيكون له آثار خطيرة على السلام والأمن الإقليميين"، وأكد أن "مثل هذا الهجوم البري الكبير لا ينبغي أن يتم في ظل الظروف الحالية".
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد، السبت الماضي، عزم جيش الاحتلال الإسرائيلي على تنفيذ عمليات في رفح حتى لو توصلوا لاتفاق لتبادل المحتجزين، وقال إن "من يطالبون إسرائيل بالتوقف يطالبونها بخسارة الحرب".
وسبق وحذرت مصر في أكثر من مناسبة من اجتياح رفح بريًا، ووصفت علاقتها مع إسرائيل بالمتوترة.
في غضون ذلك، نشرت وكالة أنباء رويترز، نقلًا عن موقع أكسيوس، أن كبير مستشاري الرئيس الأمريكي جو بايدن للشرق الأوسط، بريت ماكجورك، سيزور مصر وإسرائيل، لإجراء محادثات حول الحرب الإسرائيلية على غزة، والمفاوضات بخصوص المحتجزين الإسرائيليين في القطاع المحاصر، وذلك مع تضاؤل احتمالات التوصل إلى هدنة بعد مرور أكثر من أربعة أشهر على الحرب الإسرائيلية المدمرة، حسب الشرق.
وأفادت القناة 13 الإسرائيلية، نقلًا عن مصدرين وصفتهما بأنهما "مطلعان"، بأنه من المتوقع أن يصل المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي إلى المنطقة، خلال الأيام المقبلة.
وأوضحت القناة أن "المحادثات في مصر ستتركز على ملفين، الأول قضية رفح، والتحرك العسكري الإسرائيلي المحتمل في المدينة الواقعة جنوب قطاع غزة، والثاني ملف المحتجزين الإسرائيليين لدى الفصائل الفلسطينية في قطاع غزة، والرغبة الأمريكية في البدء بالتقدم نحو التوصل إلى اتفاق محتمل يشمل صفقة تبادل أسرى".
واستضافت القاهرة في 13 فبراير/شباط الجاري، مباحثات رباعية حول ورقة باريس، بمشاركة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وليام بيرنز، ورئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي دافيد برنيا، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ورئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، ناقش التهدئة بقطاع غزة، والإفراج عن أسرى فلسطينيين مقابل الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين، ووقف إطلاق النار بالقطاع. وفي اليوم التالي نشر موقع أكسيوس الأمريكي انتهاء جولة محادثات التهدئة دون أي تقدم.
وكان وفد من الكونجرس الأمريكي زار مصر أمس، وأكد وزير الخارجية المصري سامح شكري خلال استقباله على أنه لا بديل عن وقف النار في غزة، مجددًا رفض بلاده أي عملية عسكرية في رفح.