استضافت القاهرة، عصر اليوم الثلاثاء، مباحثات رباعية، بمشاركة مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وليام بيرنز، ورئيس جهاز الاستخبارات الإسرائيلي دافيد برنيا، ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، مع مسؤولين مصريين في القاهرة، الثلاثاء، لمناقشة التهدئة بقطاع غزة، حسبما صرح مصدر مصري رفيع المستوى، لم تسمه، قناة القاهرة الإخبارية.
وتناقش المباحثات الإفراج عن أسرى فلسطينيين مقابل الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين في غزة، ووقف إطلاق النار بالقطاع، وفق المصدر.
وعلى هامش اجتماع الأطراف الأربعة، عقد الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم، لقاءين، بحضور رئيس المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، كان الأول مع بيرنز، بينما كان الثاني مع عبد الرحمن آل ثاني ورئيس جهاز أمن الدولة القطري عبد الله بن محمد الخليفي.
وشهد لقاء السيسي وبيرنز استعراض تطورات الموقف الراهن والتأكيد على استمرار التشاور والتنسيق المكثف لتحقيق أهداف وقف إطلاق النار وحماية المدنيين وتفعيل حل الدولتين بما يعزز جهود إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة.
واستعرض السيسي في لقائه بالمسؤولين القطريين الجهود الرامية للتوصل لوقف لإطلاق النار بقطاع غزة، وحماية المدنيين من الأوضاع المتدهورة بالقطاع، وجهود إنفاذ المساعدات الإنسانية.
وجرى "تأكيد الخطورة البالغة لتصعيد العمليات في رفح، والتحذير من العواقب الوخيمة لمثل هذا الإجراء، في ظل ما يكتنفه من مخاطر تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة، مع التشديد على ضرورة تكاتف الجهود الدولية للحيلولة دون اتساع دائرة الصراع وزيادة عوامل التوتر في المنطقة"، وفق رئاسة الجمهورية المصرية.
وبينما تستضيف مصر مباحثات تهدف لوقف إطلاق النار في غزة، نقلت وسائل إعلام عن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش قوله إن مصر "تتحمل مسؤولية كبيرة عما حدث في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وإن "إمدادات حماس من الذخيرة تمر عبر مصر إلى حد كبير".
وردًا على ذلك، استنكرت وزارة الخارجية المصرية تصريحات سموتريتش، ووصفتها بـ"التحريضية وغير المقبولة"، في وقت أكد سامح شكري أن "الدمار والقتل بين المدنيين في قطاع غزة وصلا لمستوى غير مسبوق في انتهاك صارخ لكل أحكام القانون الدولي".
يأتي هذا فيما قال الرئيس الأمريكي جو بايدن، أمس، إن واشنطن تسعى إلى هدنة في غزة لمدة 6 أسابيع كنقطة انطلاق نحو وقف أطول لإطلاق النار، بينما حذر ملك الأردن عبد الله الثاني من "كارثة إنسانية" إذا اقتحمت إسرائيل، رفح، داعيًا لإنهاء الحرب بشكل فوري ودائم.
وأضاف بايدن، خلال مؤتمر صحفي بعد محادثات مع ملك الأردن "نعمل بجد من أجل السلام والأمن والكرامة لكل من الشعبين الفلسطيني والإسرائيلي، وأنا أعمل على ذلك ليل نهار"، مشيرًا إلى بدء الاتفاق بتوقف القتال لمدة 6 أسابيع على الأقل "ويمكننا عندها أخذ الوقت الكافي للتوصل لشيء أكثر استدامة".
من جانبه، حذر الملك عبد الله الثاني، خلال المؤتمر، من أي هجوم إسرائيلي على رفح، مؤكدًا أنه سيؤدي إلى "كارثة إنسانية" أخرى، مشيرًا إلى ضرورة التوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في القطاع.
وفجر الاثنين، هاجم جيش الاحتلال الإسرائيلي، عددًا من المناطق والأحياء بمدينة رفح، حيث استهدف أكثر من 14 منزلًا، و3 مساجد قريبة من خيام النازحين، وقصف عددًا من الأهداف على الحدود الجنوبية مع مصر، وقال المتحدث باسم وزارة الصحة الفلسطينية، الدكتور أشرف القدرة، إن 67 قتيلًا وصلوا إلى المستشفيات "نتيجة المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بمدينة رفح، ولا زالت عملية انتشال الضحايا مستمرة".