هاجم جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر الاثنين، عددًا من المناطق والأحياء بمدينة رفح، حيث استهدف أكثر من 14 منزلًا، و3 مساجد قريبة من خيام النازحين، وقصف عددًا من الأهداف على الحدود الجنوبية مع مصر، وفق مراسل المنصة.
وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي إنه نفذ الليلة الماضية "عملية تحرير ناجحة لمختطفين إسرائيليين، اختطفتهما حماس في السابع من أكتوبر/تشرين الأول من مستوطنة نير إسحاق، واحتجزتهما في رفح".
ووفق المتحدث باسم جيش الدفاع الإسرائيلي للإعلام العربي، أفيخاي أدرعي، دخلت وحدة خاصة بشكل سري إلى مدينة رفح، وبالتحديد حي الشابورة، بعدما حدد جيش الاحتلال موقع اثنين من المحتجزين الإسرائيليين في بناية بالحي، واشتبكت القوة مع عناصر مسلحة داخل شقة سكنية، بالتزامن مع قصف مكثف على عدة أهداف غالبيتها تركزت في ذات الحي، وتمكنت القوة الخاصة من تحرير محتجزين اثنين، ونقلهما إلى منطقة أعدت لذلك، تمهيدًا لنقلهما بطائرة أباتشي.
وقال أدرعي على إكس "أتممنا الليلة الماضية عملية تحرير بطولية نوعية وناجحة لمختطفين إسرائيليين، وهما لويس هر (70) وفرناندو مرمان (60)".
كما قصفت الزوارق الحربية الإسرائيلية شاطئ البحر غرب رفح، ما أدى إلى مقتل 44 شخصًا وإصابة العشرات، الذين وصلوا إلى المستشفى الكويتي ومستشفى أبو يوسف النجار، حسب مصادر طبية.
وفي ظل القصف بجوار مخيمات النزوح، هرب النازحون من خيامهم إلى المستشفيات القريبة، مع أطفالهم بعد تساقط الشظايا فوق رؤوسهم.
والأحد، قالت القناة 13 الإسرائيلية إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طلب إعادة تعبئة جنود الاحتياط من أجل الاستعداد للاجتياح العسكري في رفح. ولم تعلن بعد ملامح خطة اجتياح المدينة الواقعة على الحدود مع مصر ولا مدتها.
وأوضح مصدر أمني مصري مسؤول أن القوات المصرية عززت انتشارها على الحدود وعمدت إلى زيادة ارتفاع الجدار الحدودي مع القطاع ووضع المزيد من الأسلاك الشائكة، وفقًا لسكاي نيوز.
وقال المصدر الأمني المصري إن هذه الإجراءات تأتي بسبب تعرض أجزاء من الجدار وأسلاكه الشائكة لأضرار جراء القصف الإسرائيلي للجانب الفلسطيني منه خلال الأيام الماضية.
وشددت مصر، في بيان صادر عن وزارة الخارجية، أمس، على رفضها الكامل للتصريحات الصادرة عن مسؤولين رفيعي المستوى بالحكومة الإسرائيلية بشأن اعتزام القوات الإسرائيلية شن عملية عسكرية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة، محذرة من العواقب الوخيمة لمثل هذا الإجراء، لا سيما في ظل ما يكتنفه من مخاطر تفاقم الكارثة الإنسانية في قطاع غزة.
وفي ظل استمرار التهديدات الإسرائيلية باجتياح بري على مدينة رفح، قرر العشرات من النازحين قسرًا من مختلف مناطق ومخيمات المنطقة الوسطى للقطاع العودة إلى منازلهم أو مراكز إيواء قريبة منها بعدما دمرها جيش الاحتلال خلال عمليته البرية في المنطقة الشرقية واستمراره في قصف واستهداف المباني والمنازل والبنى التحتية، فيما لا يزال آلاف النازحين من مدينة غزة وشمال القطاع ومدينة خانيونس ممنوعين من الوصول إلى مناطق سكنهم للشهر الخامس على التوالي.
محمد حسونة (56) من مدينة غزة، والمقيم في خيمة مع أبنائه وأسرهم على الحدود الجنوبية لرفح بجوار الجدار الفاصل، يقول إنهم يشعرون بالقلق من التصريحات الإسرائيلية التي تهدد باجتياح رفح بعدما اضطروا للتنقل والنزوح 3 مرات خلال العدوان الإسرائيلي، حتى وصلوا لآخر نقطة على الحدود الجنوبية، وقال لـ المنصة "وين بدنا نروح بعد هيك؟".
لا يستطيع حسونة العودة إلى منطقة سكنه الأصلية بمدينة غزة بسبب تقسيم الاحتلال القطاع إلى نصفين، حيث يشدد الجيش قطعه للطريق مستهدفًا كل من يحاول الاقتراب من منطقة وادي غزة الذي يقطع القطاع من شرقه وحتى أقصى الغرب، وهي المنطقة التي حددها جيش الاحتلال كمنطقة عسكرية ممنوع الاقتراب منها منذ بداية اجتياحه البري خلال الحرب التي انطلقت شرارتها في السابع من أكتوبر.
حسونة ليس النازح الوحيد الموجود في رفح، هو واحد من قرابة مليون و400 ألف نازح يقطنون مختلف مناطق المدينة، ويتركز وجود مخيماتهم في وسط وغرب وجنوب رفح. أسامة عبد الهادي (62 سنة) من شمال قطاع غزة موجود مع أسرته وأبنائه في خيام النازحين غرب رفح، يعاني من عدة أمراض مزمنة "ضغط وسكري والقلب"، يشير إلى تدهور صحته خلال الأشهر الأخيرة بسبب عدم قدرته على توفير الأدوية اللازمة.
يقول لـ المنصة "بطل عندي صحة وقدرة على التنقل والحركة والنزوح من مكان لمكان، والله تعبنا"، مشيرًا إلى أن زوجته تعاني أيضًا من عدة أمراض مزمنة وصحتها في تراجع ولا تستطيع الحركة والتنقل أيضًا "والله منا عارف وين بدنا نروح ولا كيف بدنا نقدر نهرب من الموت إللى ملاحقنا من مكان لمكان".
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان ارتفاع حصيلة العدوان إلى 28176 قتيلًا و67784 مصابًا.