استنكرت وزارة الخارجية المصرية تصريحات وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، ووصفتها بـ"التحريضية وغير المقبولة"، في وقت أكد سامح شكري أن "الدمار والقتل بين المدنيين في قطاع غزة وصلا لمستوى غير مسبوق في انتهاك صارخ لكل أحكام القانون الدولي".
وقالت الخارجية، في بيان أمس الاثنين، إنه "من المؤسف والمشين أن يستمر وزير المالية الإسرائيلي في إطلاق تصريحات غير مسؤولة وتحريضية، ولا تكشف إلا عن نهم للقتل والتدمير، وتخريب لأي محاولة لاحتواء الأزمة في قطاع غزة".
واعتبرت الخارجية المصرية أن مثل هذه التصريحات "غير مقبولة جملةً وتفصيلًا، حيث تسيطر مصر بشكل كامل على أراضيها، ولا تسمح لأي طرف بأن يقحم اسم مصر في أي محاولة فاشلة لتبرير قصور أدائه".
كانت وسائل إعلام نقلت عن سموتريتش قوله إن مصر "تتحمل مسؤولية كبيرة عما حدث في 7 أكتوبر/تشرين الأول، وإن "إمدادات حماس من الذخيرة تمر عبر مصر إلى حد كبير".
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية المصرية أحمد أبو زيد، في تصريحات تليفزيونية الاثنين، إن هناك "توترًا" في العلاقات بين مصر وإسرائيل، بعدما أكدت القاهرة رفضها القاطع لعملية عسكرية برية إسرائيلية محتملة في رفح بجنوب قطاع غزة.
وأضاف أبو زيد أن القاهرة "مستعدة لأي سيناريو، ولديها العديد من الأوراق التي تستخدمها عندما يحين وقتها، لسنا بصدد الدخول في حروب كلامية مع مسؤولين إسرائيليين، ونركز حاليًا على الوصول لوقف لإطلاق النار".
وذكر أن "الحديث عن مسؤولية مصر في 7 أكتوبر هراء، وسعي لتحميلنا الفشل"، مشيرًا إلى أن الحكومة الإسرائيلية "مسؤولة عن أي تصريحات تصدر عن أعضائها، والحكومة الإسرائيلية بها عناصر متطرفة للغاية تصدر تصريحات غير مسؤولة، ليست مجرد تصريحات غير مسؤولة، وإنما تحريضية ومشينة".
وخلال مؤتمر صحفي بين وزير الخارجية المصري سامح شكري، ونائبة رئيس الوزراء ووزيرة الشؤون الخارجية والأوروبية السلوفينية تانيا فايون، أمس الاثنين، قال شكري إن "الدمار والقتل بين المدنيين في قطاع غزة وصلا لمستوى غير مسبوق، في انتهاك صارخ لكل أحكام القانون الدولي"، ولا بد من إنفاذ المساعدات الإنسانية اللازمة بالقدر الكافي والمستدام للقطاع، والعمل على إزالة العوائق الإسرائيلية أمام عملية دخول المساعدات.
"لقد تخطت أعداد الضحايا الفلسطينيين كل حدود المفاهيم الإنسانية وقواعد القانون الدولي الإنساني، ويتعين على المجتمع الدولي تسمية الانتهاكات الإسرائيلية بمسمياتها الحقيقية" على حد قول شكري، الذي حذر "من العواقب الوخيمة لتوسيع دائرة العنف والعمليات العسكرية الإسرائيلية في جنوب قطاع غزة".
وقال إن "مدينة رفح تؤوي حوالي 1.4 مليون نازح واستهدافها ينذر بكارثة إنسانية وشيكة، فاستهداف رفح وعرقلة إسرائيل لدخول المساعدات يسهم بشكل مباشر في الدفع لتهجير الشعب الفلسطيني، ويجب على الأطراف الدولية تحمل مسؤولياتها القانونية والإنسانية والسياسية لدرء مخاطر تنفيذ مثل هذا الأمر".
وحول ما تردد خلال الأيام الماضية بشأن إمكانية تعليق مصر لاتفاقية السلام مع إسرائيل، قال شكري "حافظت مصر على اتفاقية السلام مع إسرائيل على مدار الـ40 عامًا الماضية، فدائمًا ما تحافظ مصر على التزاماتها ما دام الأمر تبادليًا بين الطرفين، لذلك سأستبعد أي تعليقات تم الإدلاء بها في هذا الشأن".
ومطلع الأسبوع الجاري، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" إن القاهرة حذرت تل أبيب بتعليق معاهدة السلام بين البلدين، إذا دفعت الفلسطينيين للتهجير نحو مصر، إثر الحديث عن اجتياح وشيك لمدينة رفح الفلسطينية على الحدود مع سيناء، وأشارت إلى اجتماع مصري قطري أمريكي إسرائيلي سيعقد الثلاثاء في القاهرة، لبحث صفقة التبادل.
وأوضحت "وول ستريت جورنال" أن وفدًا مصريًا زار تل أبيب يوم الجمعة الماضي لإجراء محادثات مع المسؤولين الإسرائيليين بشأن رفح، وأكد المسؤولون المصريون رفضهم التعاون مع إسرائيل فيما يتعلق بالعملية العسكرية المرتقبة في رفح.
وأكد مصدر أمني مصري مسؤول أن القوات المصرية عززت انتشارها على الحدود وعمدت إلى زيادة ارتفاع الجدار الحدودي مع القطاع ووضع المزيد من الأسلاك الشائكة، قائلًا إن "هذه الإجراءات تأتي بسبب تعرض أجزاء من الجدار وأسلاكه الشائكة لأضرار جراء القصف الإسرائيلي للجانب الفلسطيني منه خلال الأيام الماضية".
كما أوضح أن القوات المصرية عززت انتشارها على طول حدود غزة من البحر المتوسط شمالًا حتى كرم أبو سالم جنوبًا على خلفية التهديدات الإسرائيلية بقرب شن هجوم على رفح الفلسطينية.
والسبت الماضي، نقل موقع الشرق عن رويترز أن مصر عززت من قواتها في سيناء ترقبًا للاجتياح، وقال مصدران أمنيان مصريان لرويترز، إن القاهرة أرسلت نحو 40 دبابة وناقلة جند مدرعة إلى شمال شرق سيناء خلال الأسبوعين الماضيين، في إطار سلسلة تدابير لتعزيز الأمن على حدودها مع قطاع غزة، وسط تلويح إسرائيل باجتياح مدينة رفح الحدودية مع مصر.
وأعلنت مصر، الأحد الماضي، رفض الدعاوى الإسرائيلية لتنفيذ عملية عسكرية في مدينة رفح، وحذرت من عواقبها الوخيمة، وطالبت بضرورة تكاتف جميع الجهود الدولية والإقليمية للحيلولة دون استهداف المدينة الحدودية.