أجرى الرئيس الأمريكي جو بايدن اتصالين، أمس الجمعة، بكل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، بشأن عقد صفقة جديدة بين إسرائيل وحماس، تضمن تبادل المحتجزين، في وقت أكد السيسي وتميم ضرورة وقف إطلاق النار.
يأتي ذلك عشية نطق محكمة العدل الدولية بحكمها المبدئي بشأن دعوى الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل، وألزم الحكم تل أبيب بمجموعة من التدابير الاحترازية.
في غضون ذلك، أشار موقع أكسيوس الأمريكي إلى اجتماع مرتقب يجمع رئيس وكالة الاستخبارات الأمريكية ويل بيرنز ورئيس الموساد دايفيد بارنيا مع مدير المخابرات المصري عباس كامل ورئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، للضغط على حماس لإتمام صفقة تتضمن وقفًا لإطلاق النار يمتد لشهرين وإطلاق سراح سجناء فلسطينيين في السجون الإسرائيلية مقابل إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين لدى حماس.
وأشار مسؤول إسرائيلي، وصفه الموقع الأمريكي بالمطلع على المباحثات، إلى اتفاق مبدئي على عقد صفقة جديدة "لكن إصرار حماس على إنهاء الحرب بالكامل وعدد السجناء الفلسطينيين لدى إسرائيل الذين ترغب في الإفراج عنهم هما النقطتان اللتان لم يُتَفَقُ بشأنهما حتى الآن".
في غضون ذلك، قال المتحدث باسم الرئاسة المصرية السفير أحمد فهمي، في بيان مساء أمس، إن الاتصال بين الرئيسين المصري والأمريكي تناول سبل تعزيز العلاقات الثنائية وتأكيد الشراكة الاستراتيجية بين الدولتين.
كما تناول الاتصال الأوضاع الإقليمية في الشرق الأوسط وخاصة الحرب في قطاع غزة، حيث ناقش الرئيسان تطورات الجهود الجارية للتوصل لوقف إطلاق نار إنساني، بهدف حماية المدنيين، وتبادل المحتجزين، وإنفاذ المساعدات الإنسانية، وبما يدفع في اتجاه خفض التوتر وإنهاء الأوضاع الراهنة.
حرص السيسي، وفق البيان، على استعراض المبادرات والجهود المصرية للتواصل مع الأطراف المعنية بهدف التوصل إلى وقف فوري لإطلاق النار، مشيرًا إلى جهود مصر على مدار الشهور الماضية لإدخال المساعدات الإنسانية، وما تقابله تلك العملية من تحديات وصعوبات يجب تذليلها.
وشدد السيسي على أن مصر تستمر في جهودها لتقديم الدعم لأهالي القطاع لتخفيف وطأة المأساة الإنسانية الجارية عليهم، مؤكدًا ضرورة اضطلاع المجتمع الدولي بمسؤولياته تجاه تحقيق تلك الأهداف.
ووفق البيان المصري، أشاد الرئيس الأمريكي بالدور المحوري الذي تقوم به مصر، وجهودها الإيجابية على جميع المسارات ذات الصلة بالأزمة الحالية، مؤكدًا تقدير الولايات المتحدة للمواقف المصرية الداعمة للاستقرار في المنطقة، ودعم جهودها الدؤوبة لإنفاذ المساعدات الإنسانية للمدنيين في قطاع غزة.
وأضاف فهمي أن الرئيسين جددا الموقف الثابت لمصر والولايات المتحدة برفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين خارج أراضيهم، مع التوافق على حل الدولتين باعتباره أساس دعم الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط.
وفي السياق نفسه، قالت وكالة الأنباء القطرية قنا، إن أمير قطر تلقى أمس اتصالًا هاتفيًا، من بايدن، واستعرضا آخر تطورات الأوضاع في غزة.
من جانبه، أكد تميم ضرورة تعزيز التعاون الإقليمي والدولي من أجل الوقف الفوري لإطلاق النار وحقن دماء المدنيين في غزة وحمايتهم، واستمرار فتح المعابر لدخول المساعدات الإنسانية بشكل مستدام إلى قطاع غزة من أجل تعزيز السلام والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، مثمنًا دور الولايات المتحدة الأمريكية في هذا السياق.
ووفق بيان البيت الأبيض فإن بايدن تحدث مع السيسي وتميم حول أهمية تأمين صفقة بشأن المحتجزين. وأعلن البيت الأبيض أنه لا توجد احتمالات "وشيكة" للتوصل إلى اتفاق لتأمين إطلاق سراح المحتجزين في غزة، حتى وسط موجة من الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق.
وسبق أن توصل الوسطاء من قطر ومصر والولايات المتحدة لصفقة بين إسرائيل وحماس تقضي بهدنة بدأت في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، استمرت لمدة أيام، ثم مُدت فترتين أخريين، حتى نهاية الشهر، قبل أن يُستأنف القتال في مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي.
فيما أكد بايدن وأمير قطر أن "صفقة الرهائن أمر أساسي لتحقيق هدنة إنسانية طويلة الأمد في القتال، وضمان وصول المساعدات الإنسانية الإضافية المنقذة للحياة إلى المدنيين المحتاجين في جميع أنحاء غزة، والحاجة الملحة لذلك"، وفق بيان البيت الأبيض.
وكانت حماس شددت على أنها لن تقبل بصفقة جديدة أو تطلق سراح المحتجزين سوى بعد وقف إطلاق النار.
يأتي ذلك في وقت يتواصل العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم الـ113، وراح ضحيته 26 ألفًا و257 قتيلًا، و64 ألفًا و797 مصابًا منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وفق أحدث إحصائية لوزارة الصحة الفلسطينية.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود في بيان إن الخدمات الطبية في مستشفى ناصر "انهارت"، وسط قتال عنيف في خانيونس جنوب قطاع غزة، وأضافت أنها "تأسف للوضع الذي تُرك فيه الناس دون خيارات للذهاب لتلقي العلاج".
وأضاف البيان أن المستشفى، الذي تصفه منظمة أطباء بلا حدود بأنه أكبر منشأة للرعاية الصحية في غزة، لديه الآن قدرة جراحية "شبه معدومة"، في ظل شُح الإمدادات التي لا تكفي للتعامل مع الكم الهائل من الجرحى الفلسطينيين الذين يأتون إلى المستشفى.
واستهدف جيش الاحتلال الإسرائيلي العديد من المستشفيات، بدأت باستهدف المستشفى المعمداني في 17 أكتوبر الماضي، مخلفًا مئات القتلى والجرحى. وفي 16 نوفمبر 2023 اقتحم جيش الاحتلال مستشفى الشفاء، بعد قصف امتد على مدار أسابيع قبل الاقتحام. كما تعرضت العديد من المستشفيات الأخرى للاعتداء.