شدد القيادي في حركة حماس محمود مرداوي على أن "الحركة لن تناقش أي مقترحات بشأن صفقات لتبادل الأسرى مع إسرائيل دون وقف إطلاق نار كامل في قطاع غزة"، في وقت ناقش رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن ملف الأسرى مع مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان على هامش منتدى دافوس، الذي يعقد حاليًا في سويسرا.
وسبق ونجحت الوساطة القطرية المصرية الأمريكية في التوصل لهدنة بين إسرائيل وحماس في 24 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، استمرت لمدة أيام، ثم مُدت فترتين أخريين، حتى نهاية الشهر، قبل أن يُستأنف القتال في مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وقال القيادي في حركة حماس، في تصريح لوكالة أنباء العالم العربي، إن "الحركة لن تقبل في كل الأحوال بهدن مؤقتة مقابل إطلاق سراح أسرى".
وكانت الدوحة أعلنت، أمس، التوصل لاتفاق بين إسرائيل وحركة حماس بوساطة فرنسية قطرية، يقضي بإدخال مساعدات إنسانية إلى المدنيين في قطاع غزة، مقابل إيصال أدوية للمحتجزين الإسرائيليين لدى الحركة الفلسطينية.
وأضاف مرداوي، اليوم، "المقترحات التي تصل من خلال الوسطاء لا تتوقف، لكن لن يتم مناقشة أي مقترح لا يتضمن وقفًا كاملًا لإطلاق النار ولن نتراجع عن موقفنا"، مؤكدًا "وقف إطلاق النار في غزة أولًا، ومن ثم سيتم التفاوض حول كل التفاصيل. لن نقبل أي هدن مؤقتة مقابل إطلاق سراح أسرى إسرائيليين".
من جهة أخرى، أعلن البيت الأبيض، اليوم، أن مستشار الأمن القومي جيك سوليفان التقى رئيس وزراء قطر ووزير الخارجية محمد بن عبد الرحمن، على هامش منتدى دافوس، و"ناقشا الجهود العاجلة لإطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين الذين تحتجزهم حركة حماس، من بينهم الأمريكيون"، إضافة إلى المبادرات الجارية لتسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وفق ما نقله موقع بي بي سي.
وفي سياق استمرار العدوان الإسرائيلي على غزة، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان اليوم ارتكاب جيش الاحتلال "16 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 163 شهيدًا و350 إصابة، خلال الـ24 ساعة الماضية".
وارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي على القطاع إلى 24 ألفًا و448 قتيلًا، و61 ألفًا و504 مصابين، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، حسب الوزارة.
من جهته، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي مقتل ضابطين في غزة ما يرفع إجمالي عدد القتلى في صفوفه منذ بدء العملية البرية إلى 192 قتيلًا.
كان موقع نيويورك تايمز نشر تقريرًا، أمس، قال فيه إن "الجيش الإسرائيلي فوجئ بمدى وعمق ونوعية شبكة الأنفاق تحت غزة، الأمر الذي يعقد العملية العسكرية وسط مخاوف من احتجاز رهائن تحت الأرض"، وفق ما نقله موقع سكاي نيوز.
وأشار الموقع الأمريكي إلى أن "أحد الأنفاق كان واسعًا بما يكفي لقيادة سيارة، وامتدت منطقة أخرى بطول ثلاثة ملاعب كرة قدم تقريبًا، وتحت منزل أحد كبار قادة حماس عثر الجيش الإسرائيلي على سلم حلزوني يؤدي إلى نفق يبلغ عمقه حوالي 7 طوابق".
وحسب النيويورك تايمز، فإن "أنفاق القائد أعمق وأكثر راحةً، مما يسمح بفترات إقامة، أما الأنفاق الأخرى فأكثر تقشفًا، وغالبًا ما تكون أقل عمقًا".
وقدر مسؤولون إسرائيليون، تحدثوا لنيويورك تايمز، بشرط عدم الكشف عن هويتهم، حجم شبكة الأنفاق بأنها "تتراوح حاليًا بين 563 و724 كم"، كما أشار عدد منهم إلى "وجود ما يقرب من 5700 فتحة منفصلة تؤدي إلى الأنفاق".