حاول شبان من قطاع غزة، اليوم، قصَّ الأسلاك الشائكة على الجدار الخرساني الفاصل بين رفح الفلسطينينة والمصرية، للفرار إلى مصر، مع قصف إسرائيلي متصاعد وتأكيدات باجتياح بري وشيك للمدينة.
وسبق وحذرت مصر من مخطط تهجير الفلسطينيين إلى سيناء. وشدد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في أكثر من مناسبة على أن "حل القضية الفلسطينية لن يكون على حساب مصر".
وقال أحد الشبان الذين حاولوا اختراق الحدود، رفض نشر اسمه، لـ المنصة، إنهم وبعد التهديدات المتصاعدة من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، وعدم وجود أي منطقة آمنة في قطاع غزة، لم يجدوا أمامهم مكانًا يلجأون إليه بحثًا عن الأمان والهرب من الصواريخ الإسرائيلية.
وتابع "إلى أين نذهب؟ حاولنا قص الجدار الحديدي لكننا لم ننجح، نحن نعلم أن أمامنا أكثر من جدار وأنّ الجيش المصري هنا، لكن لا توجد أمامنا خيارات إذا ما استمرت الحرب".
وسبق وقال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات ضياء رشوان إن مصر اتخذت خطوات لتعزيز حدودها خلال الفترة الماضية، منها "عمل منطقة عازلة بطول 5 كيلو مترات من مدينة رفح المصرية حتى الحدود مع غزة، وتدمير أكثر من 1500 نفق، كما قامت مصر بتقوية الجدار الحدودي مع القطاع الممتد لـ14 كيلو مترًا، عبر تعزيزه بجدار خرساني طوله 6 أمتار فوق الأرض و6 تحت الأرض".
يأتي ذلك في وقت قدمت جنوب إفريقيا طلبًا عاجلًا، اليوم، لمحكمة العدل الدولية بخصوص الهجوم على رفح. وقال بيان لرئاسة جنوب إفريقيا على فيسبوك إن "طلبهم للنظر في قرار إسرائيل توسيع عملياتها العسكرية في رفح وتحديد ما إذا كان يتطلب أن تستخدم المحكمة سلطتها لمنع المزيد من الانتهاكات لحقوق الفلسطينيين في قطاع غزة".
وكانت جنوب إفريقيا رفعت دعوى تتهم إسرائيل بارتكاب جريمة الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة. وقررت محكمة العدل الدولية في يناير/كانون الثاني الماضي، إلزام إسرائيل بعدة إجراءات لضمان عدم ارتكاب عملية الإبادة، مع استمرارها في نظر الدعوى، علمًا بأن تل أبيب لم تنفذ أيًا من تلك الإجراءات حتى اﻵن.
وفي سياق متصل، اتخذ عشرات من النازحين الفلسطينيين في رفح قرارًا بالعودة إلى وسط قطاع غزة، حيث مدينة دير البلح ومخيم النصيرات والزوايدة، وسط الخوف من عملية برية إسرائيلية في رفح. أحد هؤلاء محمود عبدالهادي صاحب الـ42 عامًا، وهو من سكان شمال القطاع، قال لـ المنصة، "صحيح لم يتم مطالبتنا بالإخلاء حتى اللحظة، لكن قصف المنازل يتزايد على رفح، ولم نعد نستطيع النوم ليلًا خوفًا من حدوث أي قصف قريب من مكان وجودنا".
وعبد الهادي نزح عدة مرات خلال الحرب على القطاع وصولًا إلى منطقة خربة العدس شرق رفح، التي ينزح منها أخيرًا، مع عشرات غيره استقلوا السيارات والشاحنات مع أمتعتهم وخيامهم عبر شارع البحر.
وأشار عبد الهادي لـ المنصة، فيما يهم بالنزوح، إلى أنه سيذهب باتجاه المنطقة الوسطى، للبحث عن مكان أكثر أمنًا، على الرغم من قناعته بأن جميع المناطق في غزة مستهدفة وتحت مرمى صواريخ جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وحذرت دول عدة من شن عملية برية في رفح، في مقدمتها مصر التي وصفت علاقتها مع إسرائيل بـالمتوترة. وقال شكري في مؤتمر صحفي أمس إن مدينة رفح تؤوي حوالي 1.4 مليون نازح واستهدافها وعرقلة دخول المساعدات يسهم بشكل مباشر في الدفع لتهجير الشعب الفلسطيني، مضيفًا أن مصر حافظت على اتفاقية السلام مع إسرائيل على مدار الـ40 عامًا الماضية، "فدائمًا ما تحافظ مصر على التزاماتها ما دام الأمر تبادليًا بين الطرفين".
وفي السياق نفسه، أعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك أنهم لن يشاركوا في عملية "التهجير القسري للسكان" في رفح، مكررًا أنه لا يوجد "مكان آمن" في قطاع غزة لنقلهم إليه.
وكانت إسرائيل دعت أمس هيئات الإغاثة التابعة للأمم المتحدة إلى المساعدة في عمليات إجلاء المدنيين من مناطق الحرب في قطاع غزة قبل التوغل البري، وفق ما نقله موقع سويس إنفو عن رويتزر.
وبالتزامن، قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي بقذائف مدفعية، اليوم، عددًا من الأهداف على طول الحدود الشرقية لمدينة رفح، وسقطت إحدى تلك القذائف على الجدار الخارجي للصالة الخارجية بمعبر رفح البري ما أدى إلى إصابة طفل كان في طريقه للسفر مع أسرته لخارج قطاع غزة.
كما قصف جيش الاحتلال ثلاثة تجمعات لأفراد من المواطنين في مناطق مختلفة بمدينة رفح، الأولى شمال شرق رفح، الثانية جنوب القطاع، والثالثة غربًا، حيث وصلت ظهر اليوم عدد من الإصابات لمستشفى الكويت التخصصي ومستشفى أبو يوسف النجار.
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، عبر صفحتها على فيسبوك، ارتكاب جيش الاحتلال "16 مجزرة ضد العائلات في قطاع غزة راح ضحيتها 133 شهيدًا و162 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية".
وارتفعت حصيلة العدوان الاسرائيلي على القطاع إلى 28 ألفًا و473 قتيلًا و 68146 مصابًا، منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وفي خانيونس، طالب جيش الاحتلال عبر مكبرات الصوت كافة النازحين بمُجمع ناصر الطبي، بالإخلاء الفوري عن طريق البوابة الشرقية للمستشفى وصولًا إلى مدينة رفح من المنطقة الشمالية الشرقية للمدينة، في الوقت الذي يجري خلاله حرق المنازل المحيطة بالمُجمع.