أعادت شركة الفيوم للغاز توصيل الغاز الطبيعي لشركة سيراميكا إينوفا (الفراعنة سابقًا) بمنطقة كوم أوشيم الصناعية في الفيوم، بعد قطعه لـ6 أيام، عقب اتفاق بين الشركتين على جدولة الديون المتراكمة على إينوفا التي تقترب من المليار جنيه، فيما لم يتقاضَ العمال رواتبهم للشهر الثاني ما أثار حالة من الغضب بينهم، وفق ثلاثة مصادر عمالية تحدثت لـ المنصة.
كانت إينوفا أغلقت مصانعها منذ الأربعاء الماضي بسبب قطع الغاز عن الشركة، وأبلغت العمال أنهم في إجازة لحين إعادة توصيله، وذلك بعد أيام قليلة من إنهاء العمال إضرابًا عن العمل، استمر 10 أيام للمطالبة بصرف الرواتب المتأخرة وتطبيق الحد الأدنى للأجور.
وقال أحد المصادر العمالية، وهو قريب من الإدارة، لـ المنصة، إن اجتماعًا جمع صاحب إينوفا محمد فوزي مع قيادات بالشركة الوطنية للطاقة بالقاهرة، التابعة لها الفيوم للغاز، اتفقوا خلاله على دفع إينوفا جزءًا من المديونية بشكل عاجل، على أن تسدد باقي المديونية وفق جدول زمني تم تحديده خلال الاجتماع.
وأشار المصدر، الذي طلب عدم نشر اسمه، إلى أن المديونية المتراكمة على إينوفا لشركة الغاز تبلغ 980 مليون جنيه تقريبًا، كما تتخطى مديونية شركة الكهرباء الـ100 مليون جنيه، وأن إدارة إينوفا سددت بالأمس 500 ألف جنيه لشركة الكهرباء، بعد إصرار موظفي الشركة على قطع التيار الكهربائي عن إينوفا.
وقال عامل ثانٍ لـ المنصة إن الإدارة أبلغت عمال أقسام الأفران والصيانة والسلامة المهنية بالمجيء إلى الشركة اليوم لتشغيل الأفران تمهيدًا لبدء الإنتاج غدًا أو بعد غد، حيث إن الأفران لا بد من تشغيلها على درجات حرارة منخفضة ثم يتم رفعها تدريجيًا، موضحًا أنه لم يتم بعد إبلاغ عمال الأقسام الإنتاجية بموعد العودة للعمل.
وقال عامل ثالث إن العمال في حالة "غضب شديد" بسبب تأخر راتب شهري مايو/أيار ويونيو/حزيران، حيث لم تنفذ الإدارة اتفاقها مع العمال بصرف راتب مايو على شرائح قبل انتهاء الشهر الحالي، ثم البدء في صرف راتب يونيو مع بداية يوليو/تموز، وهو الاتفاق الذي أنهى العمال بموجبه إضرابهم في 19 يونيو الجاري.
واعتادت الشركة صرف الراتب الشهري على دفعات بمعدل دفعة كل 3 أو 4 أيام حيث قسمت العمال إلى شرائح بحسب الأجر.
وأضاف العامل الثالث الذي تحدث لـ المنصة، طالبًا عدم نشر اسمه، "العمال بيقولوا يعني صاحب الشركة عرف يوفر عشرات الملايين دفعها للغاز والكهربا ومش قادر يوفر 12 مليون رواتب العمال في الشهر، طيب وفين الحكومة، ولا هي تعرف تضغط بس على صاحب الشركة علشان يدفع لها، لكن ما تعرفش تضغط عليه علشان مرتبنا اللي بنأكل به ولادنا".
وأكدت المصادر العمالية التي تحدثت لـ المنصة أن العمال قد يلجأون للإضراب مرة أخرى عند إبلاغهم بالعودة للعمل قبل صرف رواتبهم.
ولا يزال المئات من عمال إينوفا، من بينهم نساء وذوو إعاقة منحوا إجازات إجبارية خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الجاري مقابل الراتب الأساسي فقط، محرومين من تقاضي رواتبهم منذ أبريل/نيسان الماضي.
وفي الفترة من يناير/كانون الثاني حتى مارس/آذار 2025، أجبرت إدارة إينوفا المئات من العمال بينهم 57 امرأة هن كل العاملات بالشركة، بالإضافة إلى 130 من ذوي الإعاقة ضمن نسبة الـ5%، على الدخول في إجازة إجبارية يتقاضون خلالها الراتب الأساسي فقط، الذي لا يزيد عن ثلث الراتب الشامل الذي كانوا يتقاضونه قبل الإجازة، وفصلت من رفضوا القرار.
وفي مايو الماضي وجهت إدارة سيراميكا إينوفا إنذارات بالفصل لنحو 45 عاملًا، كانت منحتهم إجازة إجبارية ضمن مئات العمال، مقابل تقاضيهم الراتب الأساسي فقط، بدعوى عدم الاستجابة لاستدعائهم للعمل وقطع الإجازة، رغم تأكيد عدد من العمال المنذَرين بالفصل في حديث سابق لـ المنصة أنهم لم يتلقوا أي استدعاء للعمل بشكل رسمي، مكتوبًا أو بأي وسيلة أخرى.
وفي 22 يناير الماضي دخل عمال إينوفا في إضراب عن العمل للمطالبة بصرف راتب شهر ديسمبر/كانون الأول، وتطبيق الحد الأدنى للأجور القديم 6 آلاف جنيه، حيث لا يتخطى متوسط رواتبهم 4 آلاف جنيه، كما طالبوا بعودة أوتوبيسات نقل العمال من أماكن إقاماتهم إلى الشركة التي أوقفت الإدارة 75% منها، ما كان يضطر العمال للذهاب إلى الشركة على نفقتهم، دون صرف بدل انتقال.
وبعد بدء صرف نسبة من راتب ديسمبر المتأخر، قرر العمال إنهاء إضرابهم في 29 يناير الماضي، لكن مالك الشركة أبلغ 57 عاملة في اليوم التالي بمنحهن إجازة إجبارية من 4 لـ6 أشهر مقابل تقاضي الأساسي فقط.
وتأسست شركة مجموعة الفراعنة لإنتاج السيراميك والبورسلين والأدوات الصحية نهاية الثمانينيات، وضمت في البداية شركاء أجانب إلى جانب مؤسسها رجل الأعمال محمد فوزي، قبل أن يستحوذ فوزي على كامل أسهمها.
ولعمال شركة سيراميكا الفراعنة تاريخ كبير من الاحتجاجات والإضرابات، بدأت في 2009، لكن وتيرتها ارتفعت في أعقاب ثورة 25 يناير.