أحد العمال لـ المنصة
جانب من إضراب عمال سيراميكا إينوفا بالفيوم، 26 يناير 2025

بعد منحهم إجازة إجبارية.. سيراميكا إينوفا توجه إنذارات بالفصل لـ45 عاملًا

أحمد خليفة
منشور الخميس 22 مايو 2025

وجهت إدارة شركة سيراميكا إينوفا (الفراعنة سابقًا) بمنطقة كوم أوشيم الصناعية في الفيوم، إنذارات بالفصل لنحو 45 عاملًا، كانت منحتهم إجازة إجبارية ضمن مئات العمال، مقابل تقاضيهم الراتب الأساسي فقط، بدعوى عدم الاستجابة لاستدعائهم للعمل وقطع الإجازة، وفق عاملين تحدثا لـ المنصة.

وفي مارس/آذار الماضي، أبلغت إدارة إينوفا 350 عاملًا من أقسام مختلفة، بينهم 130 عاملًا من ذوي الإعاقة المعينين ضمن نسبة الـ5%، بأنهم سيُمنحون إجازة لمدة 6 أشهر يتقاضون خلالها الراتب الأساسي فقط، وسرحت من رفضوا الإجازة، وكانت أجبرت قبلها بشهرين 57 عاملة هن كل النساء العاملات بالشركة، على الدخول في إجازة إجبارية، فيما أعدت الإدارة قائمة بـ300 عامل آخرين تمهيدًا لتسريحهم.

وقال أحد العمال لـ المنصة، طالبًا عدم نشر اسمه، إن الشركة استدعت الأسبوع الماضي عددًا من العمال من الإجازة لحاجة العمل إليهم، وبالفعل انتظم 15 منهم في العمل منذ قرار استدعائهم، وبعدها بنحو أسبوع أرسلت إنذارات بالفصل لـ45 عاملًا قالت إنهم امتنعوا عن الحضور للعمل، رغم أنهم لم يكونوا ضمن من تم استدعائهم.

ويرجح العامل أنها "حيلة للتخلص نهائيًا من أكبر عدد ممكن من العمال وفصلهم لأي سبب، والتهرب من أي التزام ناحيتهم أو تعويضهم بأي شكل".

وأكد عامل ثانٍ، وهو من المنذَرين بالفصل، أنه لم يتلقَ أي استدعاء للعمل بشكل رسمي، مكتوب أو بأي وسيلة أخرى، مشيرًا إلى أن الإنذار الذي وصل إليه جاء فيه أنه يعتبر منقطعًا عن العمل منذ أسبوع، لأنه لم يستجب لاستدعائه ويقطع الإجازة.

وأضاف لـ المنصة، طالبًا عدم نشر اسمه "احنا كنا رافضين الإجازة الإجبارية، ومصرين نستمر في شغلنا، معقول لما يقولولنا ارجعوا الشغل نرفض؟ يعني احنا مش عاوزين ناخد مرتباتنا كاملة، بدل الـ1500 جنيه اللي بناخدها من صندوق الطوارئ، ومش بتكفي بيوتنا أسبوع واحد عيش حاف".

ومنذ يناير/كانون الثاني الماضي يتكفل صندوق إعانات الطوارئ للعمال التابع لوزارة العمل بدفع 4 ملايين جنيه شهريًا من أجور العمال فيما تتحمل الشركة الـ8 ملايين الأخرى.

وجاء قرار الصندوق بعد عدة اجتماعات بين العمال ونائب محافظ الفيوم الدكتور محمد التوني، بحضور برلمانيين وقيادات حزبية بالمحافظة لحل أزمة تأخر الرواتب، تلاها اجتماع لمالك الشركة محمد فوزي، مع محافظ الفيوم الدكتور أحمد الأنصاري، شكا خلاله فوزي من عدم قدرته على دفع رواتب العمال البالغة نحو 12 مليونًا بسبب تعثر الشركة والديون المتراكمة عليها.

ووفق عمال تحدثوا لـ المنصة في وقت سابق، تمارس إينوفا سياسة تسريح العمال بشكل واسع منذ بداية 2024، ولكن الإدارة كانت تقوم بها بشكل "مقنَّع" حيث تنقل العمال الراغبة في تسريحهم إلى مصنع الملكة التابع للشركة، وهو مصنع كل أقسامه يدوية ما يضطر العمال إلى تقديم استقالتهم، وفي الشهور الأخيرة كانت تخير بعض العمال بين الإجازة الإجبارية مقابل الأساسي فقط، أو النقل لأحد أقسام مصنع الملكة، أو الاستقالة، لكن منذ شهر مارس أصبحت تفصل العمال بشكل صريح.

وفي 22 يناير الماضي دخل عمال "إينوفا" في إضراب عن العمل للمطالبة بصرف راتب شهر ديسمبر/كانون الأول، وتطبيق الحد الأدنى للأجور 6 آلاف جنيه، حيث لا يتخطى متوسط رواتبهم 4 آلاف جنيه، كما طالبوا بعودة أوتوبيسات نقل العمال من أماكن إقاماتهم إلى الشركة والتي أوقفت الإدارة 75% منها ما كان يضطر العمال للذهاب إلى الشركة على نفقتهم، دون صرف بدل انتقال.

وبعد بدء صرف نسبة من راتب ديسمبر المتأخر، قرر العمال إنهاء إضرابهم في 29 يناير الماضي، لكن مالك الشركة أبلغ 57 عاملة في اليوم التالي بمنحهن إجازة إجبارية من 4 لـ6 أشهر مقابل تقاضي الأساسي فقط.

وتأسست شركة مجموعة الفراعنة لإنتاج السيراميك والبورسلين والأدوات الصحية نهاية الثمانينيات، وضمت في البداية شركاء أجانب إلى جانب مؤسسها رجل الأعمال محمد فوزي، قبل أن يستحوذ فوزي على كامل أسهمها.

ولعمال شركة سيراميكا الفراعنة تاريخ كبير من الاحتجاجات والإضرابات، بداية من عام 2009، واشتدت وتيرة الإضرابات في الشركة في أعقاب ثورة 25 يناير.