أحد العمال لـ المنصة
جانب من إضراب عمال سيراميكا إينوفا بالفيوم، 26 يناير 2025

عمال سيراميكا إينوفا ينهون إضرابهم.. و57 عاملة في إجازة إجبارية مقابل الراتب الأساسي فقط

أحمد خليفة
منشور الأربعاء 29 يناير 2025

أنهى عمال مصنع سيراميكا إينوفا (الفراعنة سابقًا) بمحافظة الفيوم اليوم الأربعاء، إضرابهم عن العمل، الذي بدأوه في 22 يناير/كانون الثاني الماضي، للمطالبة بزيادة الرواتب، وصرف الرواتب المتأخرة، ووقف الفصل التعسفي، بعد اتفاق مع الإدارة على صرف راتب شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، الثلاثاء المقبل، وفق عاملين تحدثا لـ المنصة.

فيما قررت الإدارة منح 57 عاملة، هن كل النساء العاملات بالشركة، إجازة إجبارية تتراوح بين 4 إلى 6 أشهر مقابل تقاضيهن الراتب الأساسي فقط.

وقال أحد العمال لـ المنصة إنهم اضطروا للموافقة على هذا الاتفاق، والعودة للعمل، خوفًا من غلق الشركة بشكل كامل وقطع أرزاق آلاف العمال، إضافة إلى حاجتهم لصرف راتب ديسمبر الموقوف صرفه حتى الآن.

من جانبه، قال القيادي بالحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي بالفيوم أيمن الصفتي لـ المنصة، وهو أحد الوسطاء لحل أزمة العمال مع الإدارة، إن اجتماعًا عُقد مساء الاثنين مع مالك الشركة محمد فوزي، بديوان عام محافظة الفيوم، بحضور المحافظ الدكتور أحمد الأنصاري، وإن فوزي شكا خلال الاجتماع عدم قدرته على دفع رواتب العمال البالغة نحو 12 مليونًا بسبب تعثر الشركة والديون المتراكمة عليها، وأنه تقدم بطلب لوزارة الصناعة بغلق الشركة.

وأضاف الصفتي أن المحافظ أبلغ فوزي خلال الاجتماع أن "صندوق إعانات الطوارئ للعمال" التابع لوزارة العمل، وافق على أن يتحمل 4 ملايين جنيه شهريًا من أجور العمال على أن تتحمل الشركة الـ8 ملايين الأخرى.

وأشار الصفتي إلى أنه تم بالفعل صرف النسبة المتفق عليها من صندوق الطوارئ، للعمال عبر هيئة البريد، عن راتب شهر ديسمبر، منذ أول أمس الاثنين، وأن باقي راتب ديسمبر سوف تقوم الشركة بصرفه للعمال الثلاثاء المقبل، وفقًا لتعهد محمد فوزي خلال الاجتماع، وأنه التقى ممثلي العمال عقب اجتماع المحافظ، ووافقوا على ما تم الاتفاق عليه، وتشغيل المصنع اليوم.

وفي مايو/أيار من العام الماضي 2024 وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة تخصيص 5 مليارات جنيه دعمًا لصندوق إعانات الطوارئ للعمال التابع لوزارة العمل، وزيادة الحد الأدني لإعانات الأجور للعمال إلى 1500 جنيه، بدلًا من 600 جنيه.

ولفت الصفتي إلى الجزء الخاص بمنح العاملات إجازة تتراوح بين 4 إلى 6 أشهر، مقابل تقاضيهن الراتب الأساسي فقط، طرحت باجتماع المحافظ، وأنه حضر اجتماعًا عقد صباح اليوم، ضم مالك الشركة محمد فوزي والعاملات، حيث أبلغهم بالقرار، ووعدهم بعودتهم إذا تحسنت أوضاع الشركة.

وقالت إحدى العاملات لـ المنصة إن العاملات الـ57 في إجازة إجبارية منذ 3 أشهر، بسبب وقف الإدارة للمواصلات التابعة للشركة، لكن كن يتقاضين خلالها رواتبهن، ولكن أبلغن اليوم بصرف الأساسي فقط ابتداء من راتب شهر يناير.

وأضافت العاملة التي طلبت عدم نشر اسمها "يعني بعد سنين شغل في الشركة كنا بنقبض 4 أو 5 آلاف عايشين بيهم بالعافية، عايزين يدونا الأساسي بس، يعني 900 أو ألف جنيه طيب ناكل ونأكّل عيالنا إزاي"، مشيرة إلى أن العاملات وكن يصطحبن أطفالهن، بكين أثناء اجتماعهن مع فوزي، لإلغاء هذا القرار "الظالم" على حد وصفها، الذي ترى أنه لا يختلف عن الفصل.

وبدأ الإضراب عمال سيراميك الحوائط والأرضيات، في 22 يناير الجاري ثم انضم لهم  عامل بمصنع الملكة للأدوات الصحية، التابع لمجموعة إينوفا، السبت الماضي، إلى الإضراب للمطالبة بتطبيق الحد الأدنى للأجور، قبل أن ينهي عمال الملكة إضرابهم الاثنين، بعد صرف الإدارة زيادة سنوية من 500 إلى 1000 وفقًا لسنوات عمل كل عامل.

وطالب عمال إينوفا خلال الإضراب بتطبيق الحد الأدنى للأجور وقيمته 6 آلاف جنيه، حيث يعانون من تدني رواتبهم التي لا تتخطى 4 آلاف جنيه، كما قلصت الإدارة عدد الأوتوبيسات التي تقل العمال من أماكن إقامتهم من مراكز الفيوم المختلفة إلى مقر المصنع بمنطقة كوم أوشيم، ما يضطر العمال لتأجير سيارات على حسابهم، وتمتنع الشركة عن صرف بدل الانتقال كما وعدت.

وتأسست شركة مجموعة الفراعنة لإنتاج السيراميك والبورسلين والأدوات الصحية، نهاية الثمانينيات، وضمت في البداية شركاء أجانب إلى جانب مؤسسها رجل الأعمال محمد فوزي، قبل أن يستحوذ فوزي على كامل أسهمها.

ولعمال شركة سيراميكا الفراعنة تاريخ كبير من الاحتجاجات والإضرابات، بداية من عام 2009، واشتدت وتيرة الإضرابات في الشركة في أعقاب ثورة 25 يناير.