استمر عمال مصنع سيراميكا إينوفا (الفراعنة سابقًا) بمحافظة الفيوم في إضرابهم عن العمل للمطالبة بزيادة الرواتب، وصرف راتب شهر ديسمبر/كانون الأول الماضي، ووقف الفصل التعسفي، فيما بدأ العمال أمس صرف إعانة مالية من "صندوق إعانات الطوارئ للعمال" التابع لوزارة العمل، لحين صرف رواتبهم، وفق اثنين من العمال لـ المنصة.
وأنهى أمس الاثنين عمال مصنع الملكة للأدوات الصحية، التابع لمجموعة إينوفا إضرابهم عن العمل الذي بدأوه السبت الماضي، للمطالبة بتطبيق الحد الأدنى للأجور، بعد صرف الإدارة زيادة سنوية من 500 إلى 1000 وفقًا لسنوات عمل كل عامل، وهي تقريبًا نفس الزيادة التي حصلوا عليها العام الماضي، حسبما قال أحد عمال الملكة لـ المنصة.
وقال القيادي بالحزب المصري الديمقراطي الاجتماعي بالفيوم أيمن الصفتي، وهو أحد الوسطاء لحل أزمة العمال مع الإدارة، إنه عقب اجتماع مع نائب المحافظ الدكتور محمد التوني، الذي ضم نواب بالبرلمان، جرت اتصالات بين المحافظة ووزارتي العمل والصناعة، وتقرر صرف منحة مالية تتراوح بين 600 و2500 جنيه لعمال إينوفا، حسب سنوات العمل.
وأضاف الصفتي لـ المنصة أن اجتماعًا عقد أمس بديوان محافظة الفيوم بحضور مالك الشركة محمد فوزي للتوصل إلى حل للأزمة، ومناقشة مطالب العمال وعلى رأسها صرف الرواتب المتأخرة.
وفي مايو/أيار من العام الماضي 2024 وجه الرئيس عبد الفتاح السيسي بضرورة تخصيص خمسة مليارات جنيه دعمًا لصندوق إعانات الطوارئ للعمال التابع لوزارة العمل، وزيادة الحد الأدني لإعانات الأجور للعمال إلى 1500 جنيه، بدلًا من 600 جنيه.
وفي الشهر نفسه، قالت وزارة العمل إن صندوق إعانات الطوارئ للعمال أنفق منذ تأسيسه عام 2002، وحتى نهاية سبتمبر/أيلول 2023، مليارين و217 مليونًا و400 ألف جنيه، استفاد منها 423 ألفًا و832 عاملًا يعملون في 3985 منشأة، كما أنفق الصندوق إعانات خلال الفترة من 1 مايو 2023 وحتى 17 أبريل/نيسان 2024، مبلغًا قيمته 29 مليونًا و800 ألف جنيه، استفاد منها 30 منشأة يعمل بها 5177 عاملًا.
ويطالب عمال إينوفا البالغ عددهم نحو 4 آلاف عامل بينهم عشرات العاملات، بتطبيق الحد الأدنى للأجور وقيمته 6 آلاف جنيه، وإقرار زيادة سنوية لا تقل عن 20%، وصرف راتب شهر ديسمبر، وفق العاملين اللذين تحدثا لـ المنصة.
وحسب العاملين، يعاني عمال إينوفا من تدنى رواتبهم التي لا تتخطى 4 آلاف جنيه، كما قلصت الإدارة عدد الأوتوبيسات التي تقل العمال من أماكن إقامتهم من مراكز الفيوم المختلفة إلى مقر المصنع بمنطقة كوم أوشيم، ما يضطر العمال لتأجير سيارات على حسابهم، وتمتنع الشركة عن صرف بدل الانتقال كما وعدت،
كما يطالبون بوقف الفصل التعسفي للعمال، إذ تعرض المئات من عمال إينوفا للتسريح خلال عام 2024، وأغلقت الكثير من خطوط الشركة، جراء الأزمات المالية التي لاحقت الشركة، والديون المتراكمة عليها للكهرباء والغاز والتأمينات، حسبما قال عمال لـ المنصة في وقت سابق.
وبدء الإضراب عمال سيراميك الحوائط والأرضيات، في 22 يناير الجاري ثم انضم لهم نحو 2000 عامل بمصنع الملكة للأدوات الصحية، التابع لمجموعة إينوفا، السبت الماضي، إلى الإضراب للمطالبة بتطبيق الحد الأدنى للأجور، حيث "لا يعاني عمال الملكة من بقية المشكلات التي يعانيها عمال إينوفا"، حسب أحد العمال بمصنع الملكة لـ المنصة.
وتأسست شركة مجموعة الفراعنة لإنتاج السيراميك والبروسلين والأدوات الصحية، نهاية الثمانينيات، وضمت في البداية شركاء أجانب إلى جانب مؤسسها رجل الأعمال محمد فوزي، قبل أن يستحوذ فوزي على كامل أسهمها.
ولعمال شركة سيراميكا الفراعنة تاريخ كبير من الاحتجاجات والإضرابات، بداية من عام 2009، واشتدت وتيرة الإضرابات في الشركة في أعقاب ثورة 25 يناير.