أحد العمال لـ المنصة
جانب من إضراب عمال سيراميكا إينوفا بالفيوم، 26 يناير 2025

بينهم 130 من ذوي الإعاقة و57 امرأة.. "سيراميكا إينوفا" تفصل مئات العمال

أحمد خليفة
منشور السبت 8 مارس 2025

قررت إدارة شركة سيراميكا إينوفا (الفراعنة سابقًا) بمنطقة كوم أوشيم الصناعية في الفيوم، تسريح مئات من العمال، بينهم 57 امرأة، بالإضافة إلى 130 من ذوي الإعاقة ضمن نسبة الـ5%، بعد رفضهم إجازة إجبارية لمدة 6 أشهر يحصلون خلالها على أساسي رواتبهم فقط، فيما توجه عدد منهم أمس واليوم إلى مكتب عمل طامية لتحرير محاضر ضد الإدارة، وفق عدد من العمال المسرحين لـ المنصة.

وشمل العمال المسرحين 130 عاملًا من ذوي الهمم المعينين ضمن نسبة الـ5%، و57 إمرأة أجبرن على الدخول في إجازة إجبارية في 29 يناير/كانون الثاني الماضي، حسب أحد العمال لـ المنصة.

وقال العامل إن إدارة الشركة أبلغت 350 عاملاً من أقسام مختلفة، تشمل المخازن والتكاليف وخطوط إنتاج السيراميك والبورسلين، أغلبهم من مصنع "توت" الذي أُغلق مؤخرًا، بأنهم سيُمنحون إجازة لمدة 6 أشهر يتقاضون خلالها الراتب الأساسي فقط، مع تحذيرهم بأن رفض القرار سيؤدي إلى فسخ عقودهم، وأضاف العامل أن الشركة رفعت بصمة العمال، مما منعهم من دخول المقر أو مقابلة الإدارة.

وأضاف العامل "عمال تخطت مدة خدمتها 30 سنة في الشركة، و130 من ذوي الإعاقة وستات وبنات بيصرفوا على أسر وعندهم أولاد يعملوا إيه 1500 أو 2000 جنيه أساسي، ويروحوا يشتغلوا فين؟ مين هيشغل واحد معدي الخمسين ولا واحد صاحب إعاقة زيي؟".

وقال عامل ثان، إن سياسة تسريح العمال مستمرة بشكل واسع منذ بداية 2024، ولكن الإدارة كانت تقوم بها بشكل "مقنع" حيث تقوم بنقل العمال الراغبة في تسريحهم، إلى مصنع الملكة التابع للشركة، وهو مصنع كل أقسامه يدوية ما يضطر العمال إلى تقديم استقالتهم.

وأشار عامل ثالث إلى أنه في الشهور الأخيرة كانت الإدارة تخير بعض العمال بين الإجازة الإجبارية مقابل الأساسي فقط، أو النقل لأحد أقسام مصنع الملكة، أو الاستقالة، لكن هذه المرة لم يخيروا العمال، حتى إن عددًا منهم طلب نقله إلى الملكة لاستمرار تقاضي راتبه كاملًا لكن الإدارة رفضت.

وأشار العامل إلى أن عددًا من المسرحين مصابون بأمراض صدرية وأمراض الغضروف، نتيجة لظروف العمل، وكانت هناك توقعات باستثنائهم من قرارات التسريح أو الإجازة الإجبارية، لكن ذلك لم يحدث.

وطلب جميع العمال الذين تحدثوا إلى المنصة عدم ذكر أسمائهم.

وفي 22 يناير الماضي دخل عمال "إينوفا" في إضراب عن العمل للمطالبة بصرف راتب شهر ديسمبر/كانون الأول، وتطبيق الحد الأدنى للأجور 6 آلاف جنيه، حيث لا يتخطى متوسط رواتبهم  4 آلاف جنيه، كما طالبوا بعودة أتوبيسات نقل العمال من أماكن إقاماتهم إلى الشركة والتي أوقفت الإدارة 75% منها ما كان يضطر العمال للذهاب إلى الشركة على نفقتهم، دون صرف بدل انتقال.

وخلال الإضراب عقدت عدة اجتماعات بين العمال ونائب محافظ الفيوم للدكتور محمد التوني، بحضور برلمانيين وقيادات حزبية بالمحافظة لحل الأزمة، تلاها اجتماع لمالك الشركة محمد فوزي، مع محافظ الفيوم الدكتور أحمد الأنصاري، شكا خلاله عدم قدرته على دفع رواتب العمال البالغة نحو 12 مليونًا بسبب تعثر الشركة والديون المتراكمة عليها، وأنه تقدم بطلب لوزارة الصناعة بغلق الشركة، فأبلغه المحافظ أن "صندوق إعانات الطوارئ للعمال" التابع لوزارة العمل، وافق على أن يتحمل 4 ملايين جنيه شهريًا من أجور العمال على أن تتحمل الشركة الـ8 ملايين الأخرى.

وبعد بدء صرف نسبة من راتب ديسمبر المتأخر، قرر العمال إنهاء إضرابهم في 29 يناير الماضي، لكن مالك الشركة أبلغ 57 عاملة في اليوم التالي بمنحهم إجازة إجبارية من 4 لـ6 أشهر مقابل تقاضي الأساسي فقط.

وتأسست شركة مجموعة الفراعنة لإنتاج السيراميك والبورسلين والأدوات الصحية، نهاية الثمانينيات، وضمت في البداية شركاء أجانب إلى جانب مؤسسها رجل الأعمال محمد فوزي، قبل أن يستحوذ فوزي على كامل أسهمها.

ولعمال شركة سيراميكا الفراعنة تاريخ كبير من الاحتجاجات والإضرابات، بداية من عام 2009، واشتدت وتيرة الإضرابات في الشركة في أعقاب ثورة 25 يناير.