سادت حالة من الغضب بين عمال شركة سيراميكا إينوفا (الفراعنة سابقًا) بمنطقة كوم أوشيم الصناعية في الفيوم، بسبب تأخر صرف مساهمة صندوق إعانات الطوارئ للعمال التابع لوزارة العمل، في الأجور عن شهر أبريل/نيسان الماضي، إضافة لتأخر الإدارة في صرف راتب نفس الشهر لمن تزيد رواتبهم عن 5300 جنيه، و"عدم مراعاة ظروف العمال مع حلول العيد"، حسبما قال عاملان لـ المنصة.
ونهاية يناير/كانون الثاني الماضي، تكفل صندوق إعانات الطوارئ للعمال بتحمل 4 ملايين جنيه شهريًا من أجور العمال البالغة 12 مليون جنيه، على أن تتحمل الشركة الـ8 ملايين الأخرى.
جاء قرار الصندوق بعد اجتماع لمالك الشركة محمد فوزي مع محافظ الفيوم الدكتور أحمد الأنصاري، شكا خلاله فوزي من عدم قدرته على دفع رواتب العمال البالغة نحو 12 مليونًا بسبب تعثر الشركة والديون المتراكمة عليها لشركات الغاز والكهرباء والمياه.
وأشار أحد العمال، في تصريح إلى المنصة، إلى أن مساهمة صندوق الطوارئ في الأجور تتراوح من 1500 إلى 2000 جنيه، حسب راتب كل عامل، بما يعادل الثلث، وكانت ترسل عبر البريد إلى العمال في موعد أقصاه 30 من كل شهر، عن الشهر الذي سبقه "مش عارفين إيه اللي حصل، لأول مرة يتأخر الصندوق في الصرف، ده غير إن الإدارة لسه ما صرفتش مرتب أبريل لحوالي 30% من العمال، واللي رواتبهم بتزيد عن 5300 جنيه".
وأضاف العامل، طالبًا عدم نشر اسمه، أن الشركة اعتادت صرف الراتب على دفعات، بمعدل دفعة كل 3 أو 4 أيام، حيث قسمت العمال إلى شرائح، حسب راتب كل شريحة، موضحًا "بعد نص الشهر تبدأ الإدارة صرف الراتب بتاع الشهر اللي قبله على دفعات، مثلًا النهارده تصرف مرتبات العمال اللي رواتبهم 3500، وبعدها بـ3 أيام تصرف مرتبات اللي أقل من 4 آلاف، وهكذا لحد ما تخلص صرف الرواتب، وممكن عمال يخلصوا الشهر التاني ولسه ما صرفوش مرتباتهم، قولنا يمكن يراعوا ظروف العيد، لكن مفيش فايدة الإدارة مصرة تذل العمال".
وقال عامل ثانٍ لـ المنصة، طالبًا عدم نشر اسمه، إنه بعد تأخر صرف الرواتب من قبل الإدارة والصندوق، كان العمال يفكرون في الاعتصام داخل الشركة لكن حلول العيد منعهم من تنفيذ ذلك "شوفنا إنه ما ينفعش الناس تكون بتعيد مع ولادها وإحنا قاعدين في الشركة".
وأضاف أن أحد العمال وهو من القدامى في الشركة لم يستطع حبس دموعه أمس أمام أحد مديري المصانع، "يعني الصندوق استكتر علينا الـ1500 جنيه اللي بيبعتها، وكمان مفيش مرتبات، نقول لولادنا إيه مش قادرين نجيبلهم 2 كيلو لحمة في العيد".
وفي مايو/أيار الماضي وجهت إدارة سيراميكا إينوفا إنذارات بالفصل لنحو 45 عاملًا، كانت منحتهم إجازة إجبارية ضمن مئات العمال، مقابل تقاضيهم الراتب الأساسي فقط، بدعوى عدم الاستجابة لاستدعائهم للعمل وقطع الإجازة، رغم تأكيد عدد من العمال المنذَرين بالفصل في حديث سابق لـ المنصة أنهم لم يتلقوا أي استدعاء للعمل بشكل رسمي، مكتوب أو بأي وسيلة أخرى.
وفي مارس/آذار الماضي، أبلغت إدارة إينوفا 350 عاملًا من أقسام مختلفة، بينهم 130 عاملًا من ذوي الإعاقة المعينين ضمن نسبة الـ5%، بأنهم سيُمنحون إجازةً لمدة 6 أشهر يتقاضون خلالها الراتب الأساسي فقط، وسرحت من رفضوا الإجازة، وكانت أجبرت قبلها بشهرين 57 عاملة هن كل النساء العاملات بالشركة، على الدخول في إجازة إجبارية، فيما أعدت الإدارة قائمةً بـ300 عامل آخرين تمهيدًا لتسريحهم.
وفي 22 يناير/كانون الثاني الماضي دخل عمال إينوفا في إضراب عن العمل للمطالبة بصرف راتب شهر ديسمبر/كانون الأول، وتطبيق الحد الأدنى للأجور القديم 6 آلاف جنيه، حيث لا يتخطى متوسط رواتبهم 4 آلاف جنيه، كما طالبوا بعودة أوتوبيسات نقل العمال من أماكن إقاماتهم إلى الشركة التي أوقفت الإدارة 75% منها ما كان يضطر العمال للذهاب إلى الشركة على نفقتهم، دون صرف بدل انتقال.
وبعد بدء صرف نسبة من راتب ديسمبر المتأخر، قرر العمال إنهاء إضرابهم في 29 يناير الماضي، لكن مالك الشركة أبلغ 57 عاملة في اليوم التالي بمنحهن إجازة إجبارية من 4 لـ6 أشهر مقابل تقاضي الأساسي فقط.
وتأسست شركة مجموعة الفراعنة لإنتاج السيراميك والبورسلين والأدوات الصحية نهاية الثمانينات، وضمت في البداية شركاء أجانب إلى جانب مؤسسها رجل الأعمال محمد فوزي، قبل أن يستحوذ فوزي على كامل أسهمها.
ولعمال شركة سيراميكا الفراعنة تاريخ كبير من الاحتجاجات والإضرابات، بداية من عام 2009، واشتدت وتيرة الإضرابات في الشركة في أعقاب ثورة 25 يناير.