توغلت آليات جيش الاحتلال الإسرائيلي، منتصف ليل الاثنين-الثلاثاء، بشكل مفاجئ في بلدة بيت حانون ومخيم جباليا شمال قطاع غزة، فيما ألقت مروحياته منشورات اليوم في الشمال والجنوب محذرة الأهالي من العودة إلى منازلهم في الشمال.
وكان المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، حذر أمس، سكان شمال قطاع غزة، من أن المنطقة لا تزال "منطقة قتال خطيرة"، وذلك بعد نجاح بعض النساء والأطفال في التسلل والعودة إلى منازلهم أول أمس.
وأفاد مصدران في شمال غزة لـ المنصة بمحاصرة الجيش مدرسة مهدية الشوا التي تضم عددًا كبيرًا من النازحين، ممن فقدوا منازلهم خلال الحرب الإسرائيلية على القطاع.
وقال المصدر الأول، وهو من سكان محيط المدرسة، إنّ الجيش حاصر النازحين فيها، ولم يُعرف مصيرهم أو ما يجري هناك بسبب صعوبة الوصول للمنطقة، بالإضافة إلى قطع الاحتلال شبكتي الاتصال والإنترنت عن شمال القطاع بالتزامن مع عملية التوغل ومحاصرة المدرسة، ما تسبب بعزل الموجودين هناك.
وأفاد مصدر ثانٍ لـ المنصة بتعرُّض شمال القطاع لقصف مدفعي عنيف طال دمار وركام المنازل المُدمرة وعددًا من الأراضي الزراعية بالتزامن مع التوغل البري الإسرائيلي، كما استهدف مسجد القسام بمخيم جباليا ما أدى إلى تدميره بالكامل.
ورصدت المنصة إلقاء جيش الاحتلال منشورات صباح اليوم، وسط قطاع غزة وجنوبه، تحذر النازحين من العودة إلى شمال وادي غزة الذي يفصل القطاع إلى نصفين من الشرق وحتى الغرب، حيث وصفها الاحتلال بمناطق قتال خطيرة يُمنع العودة إليها.
وفي رفح، جنوب قطاع غزة، قصف جيش الاحتلال عددًا من الأهداف في مناطق متفرقة بالتزامن مع التوغل شماله، حيث استهدف منزلًا بحي تل السلطان غرب رفح، يعود لعائلة أبو لبدة، ما أسفر عن مقتل 4 مواطنين وصلت جثامينهم إلى مستشفى الكويت التخصصي، وعدد من الإصابات نُقلت لتلقي العلاج.
كما قصف جيش الاحتلال أرضًا زراعيةً بحي تل الزهور وأرضًا زراعيةً ثانيةً في خربة العدس، شمال شرق رفح، ولم يُبلغ عن وقوع إصابات وضحايا في الاستهدافين.
وبالتوازي، واصل جيش الاحتلال عملية التوغل البري في يومها الرابع على التوالي شمال مخيم النصيرات للاجئين وسط قطاع غزة. وقال مصدر من المخيم لـ المنصة إنّهم سمعوا دوي اشتباكات كثيفة في مختلف أرجاء المخيم بين الجيش وفصائل المقاومة الفلسطينية.
وأوضح المصدر أن عدة إصابات وقعت لمواطنين بالمنطقتين، وهم داخل منازلهم، بسبب إطلاق الاحتلال الرصاص على المنازل دون الاكتراث للمواطنين المُحاصرين داخلها، وفي الوقت الذي لم تتمكن فيه طواقم الدفاع المدني وطواقم الإسعاف من الوصول للإصابات بسبب كثافة الاشتباكات وإطلاق النار العشوائي من الأرض والجو، حسب المصدر.
وحذرت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة من توقف مولدات الكهرباء في المستشفيات، قائلة في بيان عبر صفحتها على فيسبوك، "بعد مرور 193 يومًا من العدوان على غزة، هناك خشية كبيرة من توقف مولدات الكهرباء التي عملت بكامل طاقتها على مدار الساعة في المستشفيات، والشواهد تشير بأنها قابلة للتوقف في أي لحظة، الأمر الذي يؤدي إلى كارثة صحية".