أثار قتل إسرائيل لسبعة من عائلة رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، ردود فعل واسعة تدين إسرائيل التي باتت في مأزق، خصوصًا أنها أقرت باستهداف أبنائه الثلاثة، زاعمة أنهم من أعضاء الجناح العسكري لحركة حماس، غير أن السيارة التي كانوا يستقلونها ضمت 4 من الأحفاد أيضًا.
لم تستطع إسرائيل تبرير قتلها أحفاد هنية حتى الآن. ووفق موقع سويس إنفو، رفض جيش الاحتلال الرد على سؤال لوكالة رويترز حول قتل 4 أطفال من أحفاده، قائلًا "لا معلومات عن ذلك الآن"، فيما قالت صحيفة هآرتس أن مزاعم إسرائيل في العملية الأخيرة "أمر لا يقبله حتى أشد معارضي حماس"، حسب ما نقله موقع الجزيرة.
وكانت قناة الأقصى نقلت عبر تطبيق تليجرام، بيان لحماس، اطلعت المنصة عليه، ينعي مقتل 3 من أبناء هنية وهم حازم وأمير ومحمد، وأولادهم منى وآمال وخالد ورزان، "إثر غارة صهيونية غادرة وجبانة استهدفتهم في مخيم الشاطئ في أول أيام عيد الفطر المبارك".
ليست هذه أول مرة تستهدف إسرائيل أسرة هنية منذ بدء العدوان على القطاع في 7 أكتوبر الماضي، إذ سبق وقتل جيش الاحتلال حفيده الأكبر الإعلامي محمد جمال هنية، ومن قبله حفيدته الطالبة في كلية الطب رؤى همام. لكنها المرة الأولى التي يعلن فيها جيش الاحتلال استهدافه المباشر لأبنائه على نحو خاص، وليس ضمن عمليات القصف المستمرة التي تودي بحياة العديد من الضحايا كل يوم.
وقال جيش الاحتلال في بيان إن "الثلاثة الذين تم قصفهم هم أمير هنية، قائد خلية في الجناح العسكري لحماس، ومحمد هنية، ناشط عسكري في منظمة حماس الإرهابية، وحازم هنية، وهو أيضًا ناشط عسكري في منظمة حماس الإرهابية"، حسب المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي.
لكن المكتب الإعلامي الحكومي في غزة قال في بيان، اطلعت المنصة عليه، إن "عملية الاغتيال تمت باستهداف سيارة كانوا يستقلونها قريبة من منزل العائلة"، مشيرًا إلى أنهم كانوا يقومون "بزيارات اجتماعية وعائلية بمناسبة حلول عيد الفطر".
وتوالت ردود الفعل عقب الهجوم، وجاءت أغلب التعازي الرسمية من تركيا حيث علق مسؤولون حاليون وسابقون على الحادث.
وبعث الرئيس التركي رجب طيب إردوغان تعازيه لهنية، قائلًا "أن إسرائيل ستُحاسب حتمًا أمام القانون على الجرائم ضد الإنسانية التي ترتكبها"، حسب سي إن إن نقلًا عن وكالة الأناضول.
ومن منفاه الاختياري في فيينا علّق نائب الرئيس المصري الأسبق محمد البرادعي عبر إكس، إن "استهداف وقتل أطفال أبرياء من قبل إسرائيل هو إرهاب الدولة، القتل خارج القانون جريمة حرب. جريمة ضد الإنسانية. الهمجية في أبشع صورها".
وقالت حركة حماس في بيان، وفق موقع الجزيرة، إن هنية "تلقى اتصالًا من رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني حيث قدم التعازي له باستشهاد أبنائه وأحفاده".
كما تلقى هنية برقية تعزية من الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وفق موقع قناة الميادين. وأجرى نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم اتصالاً باسم الأمين العام للحزب حسن نصر الله، لتعزية هنية، حسب لبنان 24.
وعلى الصعيد الفلسطيني، تلقى هنية اتصالًا من الرئيس محمود عباس، حيث عزاه في مقتل أفراد أسرته بـ"قصف إسرائيلي غادر". حسب موقع الشروق.
ويأتي الهجوم الإسرائيلي الأخير فيما لم تخرج تل أبيب بعد من أزمة استهدافها 7 من موظفي منظمة المطبخ العالمي الإغاثية خلال عملها في غزة، وهي العملية التي أثارت ردود فعل دولية واسعة ضد إسرائيل، اضطرت معها الأخيرة إلى الإقرار بخطئها فيها، وبررت القتل بظنها أن السيارة كانت تقل مسلحون لحماس.