طالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حركة حماس بإطلاق سراح جميع المحتجزين في غزة على الفور فيما أسماه بـ"التحذير الأخير" لهم، وطالب في الوقت نفسه قادة الحركة بمغادرة قطاع غزة.
وكتب ترامب على تروث سوشيال، مساء الأربعاء "شالوم حماس، تعني مرحبًا ووداعًا، يمكنكم الاختيار. أطلقوا سراح جميع المحتجزين الآن، وليس لاحقًا، وأعيدوا فورًا جميع جثث القتلى الذين قتلتموهم، وإلا انتهى الأمر بالنسبة لكم. فقط المرضى والمنحرفون هم من يحتفظون بالجثث، وأنتم مرضى ومنحرفون!".
وأضاف ترامب "سأرسل لإسرائيل كل ما تحتاجه لإنهاء المهمة، لن يكون هناك عضو واحد من حماس في مأمن إذا لم تفعلوا ما أقوله. لقد التقيت للتو مع المحتجزين السابقين الذين دمرتم حياتهم. هذا هو التحذير الأخير لكم!".
وبالنسبة لقيادة حماس، قال ترامب لهم "حان الوقت لمغادرة غزة، بينما لا تزال لديكم الفرصة". كما وجه رسالة لسكان غزة "ينتظركم مستقبل جميل، لكن ليس إذا احتجزتم الرهائن. إذا فعلتم ذلك، فأنتم في عداد الموتى! اتخذوا قرارًا ذكيًا. أطلقوا سراح المحتجزين الآن، أو ستدفعون الثمن غاليًا لاحقًا!".
وهذه ليست المرة الأولى الذي يطلق ترامب تحذيرًا مماثلًا، ففي ديسمبر/كانون الأول الماضي حذر الرئيس الأمريكي من "جحيم" في الشرق الأوسط حال عدم إطلاق سراح المحتجزين قبل تنصيبه في 20 يناير/كانون الثاني.
وقال "إذا لم يتم إطلاق سراح الرهائن قبل 20 يناير 2025، وهو التاريخ الذي أتولى فيه بفخر منصبي كرئيس للولايات المتحدة، فسيكون هناك جحيم سيدفع في الشرق الأوسط ثمنه الباهظ أولئك المسؤولون الذين ارتكبوا هذه الفظائع ضد الإنسانية".
وأضاف وقتها "سيتعرض المسؤولون عن ذلك لضربة أقوى من أي ضربة أخرى تعرض لها أي شخص في التاريخ الطويل والحافل للولايات المتحدة الأمريكية. أطلقوا سراح الرهائن الآن".
وكرر ترامب نفس التهديدات الشهر الماضي، عقب إعلان حماس آنذاك تأجيل تسليم المحتجزين الإسرائيليين حتى إشعار آخر. وهدد حماس بـ"جحيم حقيقي" إذا لم تفرج عن جميع المحتجزين الإسرائيليين لديها، قائلًا "دع الجحيم يندلع؛ تستطيع إسرائيل أن تتغلب عليه".
من جهته، قال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو لفوكس نيوز، عقب تهديدات ترامب أمس، إن الرئيس الأمريكي "فقد صبره إزاء أهوال حماس".
وحذر حماس من الاستهانة بتحذيرات الرئيس الأمريكي، وقال "آمل أن تفعل حماس بالضبط ما طلب منها الرئيس ترامب. الرئيس خلق مساحة ووقتًا كافيًا لحل مشكلة المحتجزين، وحان الوقت لوضع حد لهذه الأزمة، على حماس أن تأخذ تهديدات ترامب على محمل الجد، لأنه لن يقول شيئًا إلا إذا كان جادًا بشأنه".
بالتزامن، أكدت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت، الأربعاء، أن مسؤولين أمريكيين أجروا محادثات ومناقشات مع مسؤولي حماس، وتأتي المحادثات في الوقت الذي لا يزال فيه وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس معلقًا.
ووفق الشرق الأوسط، تكمن أهمية المباحثات التي أجراها المبعوث الرئاسي الأمريكي لشؤون المحتجزين آدم بولر في أنها غير مسبوقة، إذ لم تنخرط الولايات المتحدة من قبل بشكل مباشر مع حماس، التي صنفتها واشنطن منظمة إرهابية في عام 1997.
من جانبها، أكدت إسرائيل أن الولايات المتحدة تشاورت معها في شأن اتصالات مباشرة بين مع حركة حماس. وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في بيان مقتضب بعد إعلان البيت الأبيض وجود اتصالات مباشرة مع حماس "خلال مشاورات مع الولايات المتحدة، أعطت إسرائيل رأيها بشأن محادثات مباشرة مع حماس"، وفق الشرق الأوسط.
ويبقى اتفاق وقف النار في غزة حاليًا معلق بين إسرائيل التي أعلنت الأحد اعتمادها مقترح أمريكي لوقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال شهر رمضان وعيد الفصح في تمديد للمرحلة الأولى من الاتفاق، في وقت رفضت حركة حماس المقترح، مطالبة بتطبيق المرحلة الثانية من الاتفاق.
وبدأ تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق في 19 يناير/كانون ثاني الماضي، بعد وساطة مصرية قطرية أمريكية، نتج عنها وقف مؤقت لإطلاق النار وانسحاب إسرائيلي تدريجي من مناطق وسط قطاع غزة إلى المناطق الحدودية الجنوبية والشرقية والشمالية، والسماح بعودة النازحين من جنوب القطاع إلى شماله بعد تفتيش مركباتهم من قبل مراقبين دوليين، إلى جانب عمليات تبادل المحتجزين بين الجانبين.
ويسعى ترامب إلى تنفيذ مقترحه بتهجير سكان غزة إلى دول مجاورة مثل مصر والأردن، وهو المقترح الذي قوبل برفض عربي ودولي، وردت القاهرة عليه بالدعوة لقمة عربية طارئة اعتمدت في بيانها الختامي خطة مصرية لإعادة إعمار غزة دون الحاجة لتهجير سكانها، رحبت بها حماس، ورفضتها الولايات المتحدة وإسرائيل.