الصفحة الرسمية للمتحدث باسم رئاسة الجمهورية
الرئيس السيسي في القمة العربية 4 مارس 2025

رغم غياب 8 زعماء بينهم السعودية والإمارات.. سياسيون: القمة العربية حققت أهدافها

محمد الخولي
منشور الأربعاء 5 مارس 2025

انتهت جلسات القمة العربية الطارئة في القاهرة، أمس، لكن الزخم والجدل حولها لم ينتهيا بعد، إذ أعلن البيت الأبيض رفضَه للخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة، فيما أكد دبلوماسيان لـ المنصة أن القمة حققت أهدافها قبل أن تنعقد بالاتفاق العربي على عدم تهجير سكان القطاع.

وأكد البيان الختامي للقمة العربية الطارئة، التي عقدت الثلاثاء، على الرفض القاطع لتهجير الفلسطينيين من أرضهم تحت أي ظرف أو مسمى. كما أقرّ تبني الخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة، مع التأكيد على اعتبارها مبادرة عربية شاملة.

وشدد البيان على ضرورة تقديم كافة أشكال الدعم المالي والمادي والسياسي لضمان تنفيذها، إلى جانب دعوة المجتمع الدولي والمؤسسات المالية الدولية والإقليمية إلى الإسراع في تقديم الدعم اللازم لإنجاح الخطة.

مصالح أمريكا

وبينما رحبت حركة حماس بالخطة العربية لإعادة إعمار قطاع غزة، هاجمتها إسرائيل ورفضتها أمريكا، وهو أمر متوقع، حسب مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير رخا أحمد حسن، موضحًا لـ المنصة أن "الرفض متوقع لسببين؛ الأول تركيبة شخصية ترامب نفسه، والثاني التوافق والتطابق شبه التام بين إسرائيل وترامب وإدارته". 

وعلى الدول العربية ولجنة المتابعة بجامعة الدول العربية، من وجهة نظر رخا، التواصل مع ترامب لشرح قرارات القمة وخطورة تنفيذ مقترح تهجير سكان قطاع غزة واستمرار إسرائيل في سياستها العنصرية والإجرامية ضد الشعب الفلسطيني.

واقترح الدبلوماسي السابق عدة محاور يمكن الانطلاق منها في التواصل مع إدارة ترامب، أولها تأكيد الموقف الشعبي الرافض لتهجير الشعب الفلسطيني، وأن الحكام لن يستطيعوا مواجهة شعوبهم في ظل استمرار هذا المقترح.

وأضاف رخا على الدبلوماسية العربية أن تشرح للإدارة الأمريكية أن السلام في الشرق الأوسط الذي يتحدث عنه ترامب لن يتحقق في ظل خطة التهجير، وستكون هناك أزمة في تطبيع العلاقات العربية مع إسرائيل في ظل هذه الإبادة الجماعية.

وتابع "إضافة إلى كل ما سبق ستكون هناك خطورة على المصالح الأمريكية في المنطقة، والاستثمارات العربية في الولايات المتحدة".

وخلال الفترة الماضية، كرر ترامب أنه يخطط للسيطرة على قطاع غزة وإعادة توطين الفلسطينيين في دول مجاورة أخرى وتحويل القطاع إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، لكن دعوته قُوبلت بانتقادات دولية واسعة النطاق، كما نددت جماعات لحقوق الإنسان باقتراحه، ووصفته بأنه "تطهير عرقي"، قبل أن يصرح ترامب لفوكس نيوز بأن "خطته بشأن غزة جيدة لكن لن يفرضها، وإنه يوصي بها فقط".

قمة بحجم التوقعات

واعتبر أستاذ العلوم السياسية في القدس أيمن الرقب أن القمة جاءت بحجم التوقعات، مشيرًا في حديث لـ المنصة إلى التحديات الكبيرة التي واجهت القمة بداية من الطرح الأمريكي لتهجير سكان القطاع، لافتًا إلى أن القمة حققت هدفها وشعارها وهو "تعمير بلا تهجير"، من خلال إنشاء مناطق مؤقتة حتى يتم إعمار القطاع بشكل كامل، ومشيرًا إلى المؤتمر الدولي لإعمار غزة المقرر انعقاده في القاهرة، الذي يحتاج "دعمًا سخيًا لتوفير مبلغ 53 مليار دولار لإعادة إعمار غزة".

وأشاد الأكاديمي الفلسطيني بالخطة المصرية، التي تتضمن تشكيل لجنة "إدارة غزة" لتتولى تسيير شؤون القطاع في مرحلة انتقالية لمدة 6 أشهر، على أن تكون اللجنة مستقلة ومكونة من شخصيات غير فصائلية "تكنوقراط" تعمل تحت مظلة الحكومة الفلسطينية.

وأضاف الرقب أن طرح وجود قوات دولية يتطلب توجه المجموعة العربية والإسلامية إلى مجلس الأمن للمطالبة بإصدار قرار لإرسال قوات دولية للفصل بين الفلسطينيين والاحتلال ووقف الحرب وانسحاب الاحتلال من قطاع غزة.

وقال الرقب إن الخطة أكدت عدم مناقشة سلاح المقاومة إلا عندما تزول أسباب وجوده أي انتهاء الاحتلال "في هذه الحالة فقط يمكن مناقشة مسألة سلاح المقاومة سواء تفكيكه أو بقائه".

وهو ما اتفق فيه مساعد وزير الخارجية الأسبق السفير محمد حجازي، قائًلا لـ المنصة إن القمة لم تكن مجرد اجتماع لقادة، وجاء بيانها الختامي "بلغة عاقلة ومتزنة وشاملة".

ورحبت القمة العربية بعقد مؤتمر دولي في القاهرة، في أقرب وقت، للتعافي وإعادة الإعمار في قطاع غزة، بالتعاون مع دولة فلسطين والأمم المتحدة، وحث المجتمع الدولي على المشاركة فيه للتسريع في تأهيل قطاع غزة، وإعادة إعماره بعد الدمار الذي تسبب به العدوان الإسرائيلي، والعمل على إنشاء صندوق ائتماني يتولى تلقي التعهدات المالية من كل الدول ومؤسسات التمويل المانحة، بغرض تنفيذ مشروعات التعافي وإعادة الإعمار.

وحذرت في بيانها الختامي من أن أي "محاولات آثمة لتهجير الشعب الفلسطيني، أو محاولات لضم أي جزء من الأرض الفلسطينية المحتلة، سيكون من شأنها إدخال المنطقة في مرحلة جديدة من الصراعات، وتقويض فرص الاستقرار ، وتوسيع رقعة الصراع ليمتد إلى دول أخرى بالمنطقة، وبما يعد تهديدًا واضحًا لأسس السلام في الشرق الأوسط، وينسف آفاقه المستقبلية ويقضي على طموح التعايش المشترك بين شعوب المنطقة؛ والتأكيد في هذا الصدد على الجهود التي تقع على عاتق المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية في مواجهة مخاطر التهجير وتصفية القضية الفلسطينية".

ولفت حجازي إلى أن القمة طرحت أفقًا سياسيًا للأزمة وهو الأمر الذي يؤدي إلى حل دائم ينهي المأساة في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن القطاع نفسه تم تدميره من قبل حوالي 5 مرات لكن هذه المرة الأكثر تدميرًا وتحتاج إلى تعامل مختلف.

الغياب

وغاب 8 قادة عرب أمس عن اجتماعات القمة؛ ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، والرئيس الإماراتي محمد بن زايد آل نهيان، وأمير الكويت مشعل الأحمد الصباح، وسلطان عمان هيثم بن طارق، وملك المغرب محمد السادس، ورئيس تونس قيس سعيد، ورئيس الجزائر عبد المجيد تبون، والرئيس الصومالي حسن شيخ محمود.

واعتبر مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير جمال بيومي في حديث مع المنصة أن عدم حضور الرئيس أو الملك شخصيًا جلسات القمة لا يعني عدم مشاركة دولهم.

وأوضح الدبلوماسي السابق أن هناك فارقًا بين المشاركة والحضور "فالمشاركة في القمم لها أشكال عدة من بينها حضور رئيس الدولة لكن ليس هذا الشكل الوحيد، وإنما أيضًا حضور من يمثله سواء كان رئيس الحكومة أو وزير خارجيتها أو مندوبها في الجامعة فهذا أيضًا حضور وتمثيل قانوني سليم وتصبح قرارات القمة ملزمة للجميع".

وأكد بيومي أن القمة التي عقدت في القاهرة أمس "نجحت قبل أن تنعقد"، حيث سبق وأجمع قادة الدول العربية على رفض المخطط الأمريكي على تهجير سكان غزة، واتفقوا على جدول أعمال القمة وبيانها المشترك.