حساب بنيامين نتنياهو على إكس
رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في فلوريدا للقاء المرشح الجمهوري دونالد ترامب، 26 يوليو 2024

الولايات المتحدة وإسرائيل ترفضان خطة مصر لإعادة إعمار غزة.. وحماس ترحب

قسم الأخبار
منشور الأربعاء 5 مارس 2025

أعلنت إسرائيل والولايات المتحدة رفضهما للخطة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة التي اعتمدتها القمة العربية الطارئة في بيانها الختامي أمس في القاهرة، في وقت رحبت حركة حماس بالخطة ودعت إلى توفير جميع مقومات نجاحها، كما ثمنت جهود القاهرة في التحضير لعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة. 

وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية، عقب انتهاء القمة العربية الطارئة، مساء الثلاثاء، إن البيان الصادر عن القمة العربية "يفشل في معالجة حقائق الوضع بعد السابع من أكتوبر 2023، ويبقى متجذرًا في وجهات نظر عفا عليها الزمن" حسب نص البيان.

واستنكرت الخارجية الإسرائيلية عدم ذكر "الهجوم الإرهابي الوحشي لحماس، الذي أسفر عن مقتل الآلاف من الإسرائيليين ومئات عمليات الاختطاف" في البيان الختامي للقمة، وقالت "لا يوجد أي إدانة لهذا الكيان الإرهابي القاتل، على الرغم من فظائعه الموثقة جيدًا والتهديد الذي يشكله لإسرائيل والمنطقة".

وأضافت "يستمر البيان في الاعتماد على السلطة الفلسطينية والأونروا، فقد أظهر كلاهما مرارًا وتكرارًا الفساد ودعم الإرهاب والفشل في حل القضية".

وروجت إسرائيل في البيان نفسه إلى مخطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يدعو فيه إلى تهجير الفلسطينيين من أراضيهم إلى مصر والأردن، وهو المقترح الذي لاقى اعتراضات عربية ودولية، وقالت "لمدة 77 عامًا استخدمت الدول العربية الفلسطينيين كبيادق ضد إسرائيل، وحكمت عليهم بوضع لاجئ أبدي. الآن، مع فكرة الرئيس ترامب، هناك فرصة للغزيين للاختيار الحر بناءً على إرادتهم الحرة. يجب تشجيع هذا! بدلاً من ذلك، رفضت الدول العربية هذه الفرصة، دون منحها فرصة عادلة، وتستمر في توجيه اتهامات لا أساس لها ضد إسرائيل".

بدوره، أعلن البيت الأبيض رفضه للخطة المصرية قائلًا إنها لا تعالج الأزمة الإنسانية المتفاقمة في القطاع، حسب العربية.

وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض بريان هيوز إن "الخطة الحالية لا تعالج حقيقة أن غزة غير صالحة للسكن حاليًا، ولا يمكن للسكان العيش فيها وسط الأنقاض والذخائر غير المنفجرة".

كما أضاف أن الرئيس الأمريكي لا يزال ملتزمًا برؤيته لإعادة إعمار غزة "خالية من حماس"، لكنه شدد على أن الولايات المتحدة "تتطلع إلى مزيد من المحادثات" بشأن هذه القضية.

واعتمدت القمة العربية الطارئة في بيانها الختامي أمس الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة، بالتنسيق الكامل مع فلسطين والدول العربية، واستنادًا إلى الدراسات التي أجراها البنك الدولي والصندوق الإنمائي للأمم المتحدة، بشأن التعافي المبكر وإعادة إعمار غزة باعتبارها خطة عربية جامعة، والعمل على تقديم كل أنواع الدعم المالي والمادي والسياسي لتنفيذها.

كما رحبت القمة العربية بعقد مؤتمر دولي في القاهرة، في أقرب وقت، للتعافي وإعادة الإعمار في قطاع غزة، بالتعاون مع فلسطين والأمم المتحدة، وحث المجتمع الدولي على المشاركة فيه للتسريع في تأهيل قطاع غزة، وإعادة إعماره بعد الدمار الذي تسبب به العدوان الإسرائيلي، والعمل على إنشاء صندوق ائتماني يتولى تلقي التعهدات المالية من كل الدول ومؤسسات التمويل المانحة، بغرض تنفيذ مشروعات التعافي وإعادة الإعمار.

وحذرت في بيانها الختامي من أن أي "محاولات آثمة لتهجير الشعب الفلسطيني، أو محاولات لضم أي جزء من الأرض الفلسطينية المحتلة، سيكون من شأنها إدخال المنطقة في مرحلة جديدة من الصراعات، وتقويض فرص الاستقرار، وتوسيع رقعة الصراع ليمتد إلى دول أخرى بالمنطقة، وبما يعد تهديدًا واضحًا لأسس السلام في الشرق الأوسط، وينسف آفاقه المستقبلية ويقضي على طموح التعايش المشترك بين شعوب المنطقة؛ والتأكيد في هذا الصدد على الجهود التي تقع على عاتق المملكة الأردنية الهاشمية وجمهورية مصر العربية في مواجهة مخاطر التهجير وتصفية القضية الفلسطينية".

وتتضمن الخطة المصرية تولي لجنة مستقلة غير فصائلية تعمل تحت مظلة الحكومة الفلسطينية إدارة قطاع غزة لمدة 6 أشهر كفترة انتقالية.

وتشير الخطة إلى أن مصر والأردن سيعملان على تدريب عناصر الشرطة الفلسطينية تمهيدًا لنشرها في القطاع.

وفي كلمته أمام القمة العربية، قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن "مصر عملت بالتعاون مع السلطة الفلسطينية والمؤسسات الدولية المعنية على بلورة خطة لإعادة الإعمار تتضمن الإغاثة العاجلة والتعافي المبكر وصولًا لإعادة الإعمار".

وأعرب السيسي عن ثقته في قدرة نظيره الأمريكي على تحقيق السلام فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية، مشيرًا إلى استضافة القاهرة مؤتمرًا لإعادة إعمار غزة الشهر المقبل.

من جهتها، قالت حركة حماس في بيان على تليجرام إن عقد القمة العربية "يدشن مرحلة متقدمة من الاصطفاف العربي والإسلامي مع القضية الفلسطينية العادلة".

كما رحبت بخطة إعادة إعمار غزة، التي اعتمدتها القمة العربية في بيانها الختامي، ودعت إلى توفير جميع مقومات نجاحها، كما ثمنت جهود مصر في التحضير لعقد مؤتمر دولي لإعادة إعمار غزة، وأكدت وقوفها "مع ما يخدم مصلحة شعبنا الفلسطيني في إزالة آثار العدوان وحرب الإبادة التي تستهدف شعبنا وأرضنا، وأعلنا تأييدنا لقرار تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي لمتابعة ملف الإغاثة وإعادة الإعمار وإدارة غزة باعتبارها جزءًا لا يتجزأ من الدولة الفلسطينية".

وقالت إن "دعوة القمة لتنفيذ اتفاق وقف النار في غزة كما تم التوقيع عليه تمثل إسنادًا سياسيًا للشعب الفلسطيني، وضغطًا على الكيان لمنعه من تغيير الاتفاق أو إفشاله". 

وأكدت ضرورة "إلزام العدو المجرم باحترام تعهداته ضمن اتفاق وقف إطلاق النار، وندعو إلى اتخاذ خطوات عربية موحدة وعملية تجبره على تنفيذ بنود الاتفاق، والضغط لإدخال المساعدات والإغاثة والإيواء، والشروع في مفاوضات المرحلة الثانية والمضي قدمًا في تنفيذ الاتفاق".

 الوساطة المصرية القطرية الأمريكية نجحت في التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة بين جيش الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، بعد 15 شهرًا من بدء الحرب في أعقاب طوفان الأقصى في 7 أكتوبر 2023. لكن المرحلة الأولى من الاتفاق انتهت دون الوصول إلى تفاهم بشأن المرحلة الثانية، ما يهدد بعودة الحرب مرة أخرى.