حساب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على إكس
مؤتمر صحفي لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، 2 سبتمبر 2024

إسرائيل تعتمد مقترحًا أمريكيًا لهدنة في غزة خلال رمضان.. ورسالة من حماس للقمة العربية

سالم الريس
منشور الأحد 2 مارس 2025

أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، اعتماده مقترح مبعوث الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف لوقف إطلاق النار في قطاع غزة خلال شهر رمضان وعيد الفصح، في وقت رفضت حركة حماس المقترح، مطالبة بتطبيق المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار، كما بعثت برسالة إلى القمة العربية الطارئة المقرر أن تعقد في القاهرة بعد أيام.

وينص المقترح الأمريكي على إطلاق المقاومة سراح نصف المحتجزين الإسرائيليين لديها، الأحياء والأموات، في اليوم الأول من تنفيذ الاتفاق في حال وافقت حركة حماس عليه.

وجاء في البيان الإسرائيلي أن "إسرائيل تعتمد خطة المبعوث الرئاسي الأمريكي ستيف ويتكوف لوقف إطلاق نار مؤقت خلال شهر رمضان" الذي من المقرر أن ينتهي في نهاية مارس/أذار المقبل وخلال عيد الفصح اليهودي الذي سيحتفل به في منتصف أبريل/نيسان.

ونقلت يديعوت أحرونوت الإعلان الإسرائيلي عقب اجتماع لحكومة الاحتلال امتد نحو 4 ساعات، ترأسه نتنياهو عقب انتهاء المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي توصل له الطرفين في قطر قبل قرابة شهر ونصف.

وبدأ تنفيذ المرحلة الأولى من الاتفاق في 19 يناير/كانون ثاني الماضي، بعد وساطة مصرية قطرية أمريكية، نتج عنها وقف مؤقت لإطلاق النار وانسحاب إسرائيلي تدريجي من مناطق وسط قطاع غزة إلى المناطق الحدودية الجنوبية والشرقية والشمالية، والسماح بعودة النازحين من جنوب القطاع إلى شماله بعد تفتيش مركباتهم من قبل مراقبين دوليين، إلى جانب عمليات تبادل المحتجزين بين الجانبين.

وحسب الاتفاق كان من المفترض البدء في إطلاق عملية تفاوض في اليوم السادس عشر من المرحلة الأولى، وذلك للاتفاق على تطبيق المرحلة الثانية التي تحدت خطوطها العريضة، ومن أهمها "انسحاب جيش الاحتلال من محور فيلادلفيا الحدودي مع مصر وحتى المناطق الجنوب شرقية لمدينة رفح، وفتح معبر رفح البري لسفر المواطنين، وفتح شارع صلاح الدين الرئيس الذي يربط جنوب القطاع بشماله وعودة حرية الحركة وتنقل الغزيين دون تفتيش من قبل القوات الدُولية.

وزعم البيان الإسرائيلي أن حركة حماس انتهكت بنود الاتفاق خلال تنفيذ المرحلة الأولى مرارًا وتكرارًا، فيما التزم الاحتلال بتنفيذ البنود دون أي انتهاك، حسب زعمه، متجاهلًا مماطلاته وتأخير عمليات إطلاق سراح المعتقلين الفلسطينيين، التي كان آخرها تأخير إطلاق سراح المعتقلين في الدفعة السابعة يوم السبت من الأسبوع الماضي، حيث أطلق سراحهم الخميس بعد تدخل الوسطاء وحل الخلاف.

ويقترح ويتكوف أيضًا، بعد تبادل نصف المحتجزين الأحياء والأموات الإسرائيليين، أن يتم إطلاق سراح النصف الثاني دفعة واحدة في حال التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار دائم بين حماس وإسرائيل إذا ما نجحت عمليات التفاوض برعاية الوسطاء في التوصل لذلك خلال الفترة المقبلة.

وألمح البيان الإسرائيلي إلى أن جيشه يستطيع العودة إلى القتال واستئناف الحرب بعد اليوم الثاني والأربعين، وهو اليوم الأخير في المرحلة الأولى، إذا شعر الاحتلال بأن المفاوضات غير فعالة، لكنه لم يشير إلى النية لاستئناف الحرب.

لكن مصدر إسرائيلي لم تسمه يديعوت أحرونوت قال "نحن أقرب إلى العودة إلى القتال من وقف إطلاق النار. لن يكون هناك وقف لإطلاق النار دون استمرار إطلاق سراح المحتجزين".

من جانبه، قال المتحدث باسم حركة حماس حازم قاسم إنه لا توجد حتى اللحظة أي مفاوضات تدور مع حركته حول المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين، مضيفًا "الاحتلال يريد من الحديث عن تمديد المرحلة الأولى استعادة أسراه مع إمكانية استئناف العدوان على القطاع وهذا عكس نص الاتفاق".

وأكد قاسم، في بيان على تليجرام، رفض حماس تمديد المرحلة الأولى من الاتفاق وفق الصيغة التي تطرحها إسرائيل، موضحًا "المطلوب من الوسطاء والدول الضامنة إلزام الاحتلال بالاتفاق بمراحله المختلفة، والاحتلال يحاول إعادة الأمور إلى نقطة الصفر من خلال خلط الأوراق من طرحه تمديد المرحلة الأولى".

كما نشرت حركة حماس، السبت، على تليجرام، مقطعًا مصورًا لمحتجزين إسرائيليين خلال توديع بعضهم البعض، حيث جرى إطلاق سراح عدد منهم خلال الأسابيع الماضية فيما لا يزال بعضهم قيد الاحتجاز لدى كتائب القسام. وظهر في المقطع المصور محتجزان شقيقان أحدهما أُطلق سراحه فيما لا يزال الثاني لدى القسام.

وقال المحتجز الإسرائيلي في رسالة وجهها لحكومته "لا يعقل أن يخرج أخي بينما أنا وآخرون لا زلنا هنا، يجب على حكومتنا إطلاق سراحنا جميعًا"، وطالب من نتنياهو بالتوقيع على المرحلة الثانية والثالثة من وقف إطلاق النار، حتى يتمكن والآخرون من العودة لعائلاتهم أحياء.

المقترح الأمريكي رفضته حماس وطالبت بتطبيق المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، واعتبرت الحركة أن المقترح الأمريكي "تأكيد واضح أن الاحتلال يتنصل من الاتفاقات التي وقع عليها".

وقال القيادي في حماس محمود مرداوي في بيان "الطريق الوحيد لاستقرار المنطقة وعودة الأسرى هو استكمال تنفيذ الاتفاق، بدءا من تنفيذ المرحلة الثانية التي تضمن المفاوضات على وقف إطلاق النار الدائم والانسحاب الشامل وإعادة الإعمار ثم إطلاق سراح الأسرى في إطار صفقة متفق عليها، هذا ما نصر عليه ولن نتراجع عنه"، حسب سكاي نيوز.

وأمس، بعثت حركة حماس برسالة إلى القمة العربية الطارئة المقرر أن تعقد الأسبوع المقبل في القاهرة. جددت خلالها التأكيد على موقف الحركة الثابت بأن اليوم التالي للحرب يجب أن يكون فلسطينيًا خالصًا يستند إلى التوافق الوطني والدعم العربي الشقيق.

يأتي ذلك بعدما نشرت وول ستريت جورنال تقريرًا الخميس الماضي عن خلافات وصفتها بـ"الكبيرة" بين حركة حماس وإسرائيل بشأن المرحلة الثانية من الاتفاق، في وقت يدفع الوسطاء بقوة نحو تمديد الاتفاق بجميع بنوده.