نجح النادي الأهلي في التتويج ببطولة الدوري العام المصري هذا الموسم بعد صراع احتدم في الأسابيع الأخيرة من المسابقة مع الزمالك. أضاف الأهلي اللقب 38 لسجل بطولاته في الدوري، واستعاد الدرع الذي حصل عليه الزمالك الموسم الماضي، وتستعرض المنصة في التقرير التالي أبرز الأسباب التي ساهمت في تتويج المارد الأحمر باللقب، وضياعه من الفارس الأبيض.
التدعيمات
كان السبب الرئيسي في فقدان الأهلي للقب الدوري الموسم الماضي لصالح الزمالك، هو استقدام الزمالك لعدد كبير من اللاعبين المميزين. قام الأهلي بالشيء نفسه هذا الموسم، واستقدم عدة لاعبين مؤثرين على رأسهم ماليك إيفونا ورامي ربيعة وأحمد حجازي، بالإضافة إلى عودة أحمد فتحي من فريق أم صلال القطري. ورغم عدم بروز لاعب بعينه ضمن هذه الصفقات بشكل يتفرد به على الجميع، إلا أن وجودهم معًا ساعد الأهلي على حسم العديد من المباريات لصالحه.
شخصية يول
لم تظهر بصمات المدير الفني للأهلي مارتن يول على الفريق بالشكل المتوقع والمنتظر منه حتى الآن، رغم تتويج الفريق ببطولة الدوري، لكن أهم ما ساعد يول منذ قدومه هو شخصيته القوية وتاريخه الكبير، الذي تولى خلاله أندية بحجام توتنهام الإنجليزي وأياكس الهولندي، هذا جعل الجميع يقتنع به منذ البداية، وجعل اللاعبون يطيعونه، وذلك بخلاف ما حدث مع مدرب الأهلي السابق جوزيه بيسيرو، الذي صاحب قدومه لمصر رفضًا عارمًا من الجماهير انعكس بالسلب على اللاعبين.
الجانب الإداري
لن نتطرق للانقسامات التي ضربت إدارة الأهلي الموسم الماضي والتي هدأت بشكل نسبي هذا الموسم، خاصة بعد حل مجلس الأهلي وقبول نصف الأعضاء ورئيس النادي البقاء بالتعيين، لكننا سنتحدث عن استقرار فريق كرم القدم وتأثير الثنائي الموكل إليه إدارة ملف اللعبة بالنادي، وهما مدير الكرة سيد عبد الحفيظ ورئيس جهاز الكرة عبد العزيز عبد الشافي.
في العام الماضي تولى الثنائي علاء عبد الصادق ووائل جمعة المنصبين، لكن الأمور لم تسر معهما على ما يرام، وذلك بعد فشل الأول في جلب العديد من الصفقات القوية واستقدام عناصر لا تناسب المارد الأحمر، وغيرها من المشاكل الإدارية، إلى جانب قلة خبرة جمعة الذي اصطدم بعدد من اللاعبين الكبار بالفريق، كل هذه الأمور تلاشت تمامًا مع رحيلهما وقدوم عبد الحفيظ وعبد الشافي.
فيريرا لا يتكرر
سلسلة التغييرات الفنية التي قام بها رئيس الزمالك الموسم الماضي في الجهاز الفني، انتهت بالاستقرار على البرتغالي جوسفالدو فيريرا أحد أفضل المدربين الذي تولوا تدريب الأبيض في المواسم الأخيرة. ولم يتكرر هذا الاستقرار النهائي هذا العام، إذ تولى البرازيلي باكيتا المسؤولية قرابة شهر وتبعه ميدو ثم ماكليش ومحمد صلاح مؤقتًا، قبل أن يتولى محمد حلمي المسؤولية حتى اللحظة.
الصدفة وحدها هي التي قادت الزمالك بعد تخبطه العام الماضي للتعاقد مع فيريرا ونجاحه في الفوز ببطولتي الدوري والكأس، فقد عرف البرتغالي كيف يطوّع إمكانيات اللاعبين لحصد النقاط تباعًا والفوز في النهاية رغم الظروف الصعبة المحيطة به، وأبرزها رئيس النادي نفسه.
تخبط الزمالك، المنافس التقليدي للأهلي، أتاح الفرصة للأخير بأن يتقدم على حساب عثرات الزمالك، وآخرها تعادله مع المصري، ليخفق في الاستمرار بالمنافسة.
أزمات رئيس الزمالك مع اللاعبين
لم يكتف رئيس الزمالك بالتدخل في عمل الجهاز الفني طوال الموسم وتغيير أكثر من جهاز فني، لكنه هاجم أكثر من لاعب بالفريق بشكل شخصي في أكثر من مناسبة، الأمر الذي أثر بشكل سلبي على نفسية اللاعبين، وجعل المردود الفني لديهم منخفضًا للغاية.
تكررت أزمات رئيس الزمالك مع لاعبي الفريق، ففي إحدى المرات صرّح قائلًا: "لاعبو الزمالك لديهم علاقات نسائية". وفي مرة أخرى دخل في أزمة مع مهاجم الفريق باسم مرسي لنشره صورة على موقع "إنستجرام"، إلى جانب تدخل في وضع تشكيل الفريق، هذا الذي يعطي انطباعًا أن المشاركة في المباريات معتمدة على علاقة اللاعب برئيس النادي.