انتهى منذ قليل المؤتمر الذي تنظمه نقابة الصحفيين لمناقشة طبيعة رد الفعل على اقتحام قوات الأمن للنقابة في 1 مايو/آيار. وكذلك متابعة لقرارات الجمعية العمومية التي أجريت يوم 4 مايو.
وكالعادة أغلق الأمن الشوارع المؤدية للنقابة، مع تواجد 11 مدرعة أمن بالقرب من المقر. حشد الصحفيين اليوم بدا أقل من نظيره في الجمعية العمومية يوم 4 مايو، إذ يُقدّر بحوالي ألف صحفي في مقابل حوالي ثلاثة آلاف في الجمعية العمومية.
بعد أن ألقى نقيب الصحفيين يحيى قلاش تقريره عن الأزمة الذي تحدث عن كرامة الصحفيين وربطها بمعارك حرية الصحافة وإقرار قانون الصحافة والإعلام الموحد، استقبل أعضاء الجمعية العمومية التقرير بغضب، لعدم الحديث عن قرارات 4 مايو، وبعد أن فتح النقيب باب الكلمات للحضور من الأعضاء، طالب أعضاء الجمعية العمومية محاسبة أعضاء مجلس النقابة المنقلبين على اجتماع 4 مايو. لكن النقيب قال: "إن ذاكرة الجمعية العمومية لا تنسى، وأن هذا ليس وقت الحساب، إنما هو وقت معركتنا الرئيسية وعلينا ألا نستجيب للتشتيت".
وقالت الصحفية منى سليم إنه "تم تجميع التوقيعات لعقد جمعية عمومية طارئة لفرض قراراتنا بآلية قانونية، وتم تقديم هذه المذكرة رسميًا، ونطالب ببدء اتخاذ قرار بعقد الجمعية العمومية في أقرب وقت".
ونُقلت رسالة الصحفي المعتقل عمرو بدر التي قال فيها: "إحنا صحافة مش خوافة، ولا تتراجعوا عن وحدتكم".
وقال الصحفي محمد منير "إن السبب الحقيقي للهجمة علينا أن أعضاء في هذه النقابة دافعوا عن مصرية الأراضي التي جرى التنازل عنها، ولأن المتظاهرين الرافضين جاءوا إليها كمنبر لحرية الرأي".
أما رجائي الميرغني فتحدث عن المنقلبين على قرارات النقابة قائلًا: "إحنا هنا للتاكيد على ثبات النقابة على قراراتها وموقفها ونجاحها في تجاوز المواقف التي يحاول بها البعض اختبار وحدتنا، ما فعلوه يستوجب التحقيق معهم نقابيًا بموجب ميثاق الشرف، ندعوهم للعودة إلى البيت الأساس، سمعنا ملاحظات أشارت لارتفاع سقف المطالب والتعجل في استخدام كل أوراق الضغط واحنا قادرين على تصحيح أخطاءنا والاعتراف بها".
وأضاف الميرغني أن "البعض تحلل من الالتزامات، لن ننتقم منهم ولن نحقق معهم لكننا لن ننسى. تخصيص يوم من كل أسبوع ترفع فيه لافتة بالمطلب الأساسي بإقالة وزير الداخلية والاستمرار في أشكال الاحتجاج المنشورة في الصحف والمواقع".
وقال أسامة شرشر عضو البرلمان: "آن الأوان أن تجد الدولة المصرية سبيلًا للتواصل مع هذا الشباب الوطني الرائع، لن تُفرض الحراسة على النقابة ولن نسمح، والنظام ليس بهذا الغباء ليأخذ هذه الخطوة، تقدمنا بمبادرة سياسية لحل الخلاف بين النقابة والوزارة وهي من مؤسسات الامن القومي".
وقوبل الحديث عن وزارة الداخلية بهتافي: "الداخلية بلطجية" و"الإقالة".
من جهته أصر أبو المعاطي السندوبي في كلمته على التمسك بمطالب 4 مايو، إذ قال: "مطالبنا ثابتة الإقالة والاعتذار والإفراج عن الصحفيين، وآخرهم علي عابدين مصور الفجر".
وأضاف السندوبي أن المجلس لم يستثمر مشهد 4 مايو بشكل كاف، إذ لم يلتق بشباب الصحفيين وأنفق الوقت في لقاء شيوخ المهنة.
من جهته قال الصحفي المخضرم حسين عبد الرازق: "أنا عضو من 55 سنة في النقابة، خاضت النقابة معارك عديدة وكل هذه المعارك لم يحدث فيها اعتداءات، ولا تراجع عن إقالة وزارة الداخلية".
تغيب اليوم عن المؤتمر أعضاء مجلس النقابة الخمسة الذين انضموا لجبهة تصحيح المسار.
وفي نهاية المؤتمر أعلن النقيب أن كل الاقتراحات التي قدمت وكل وجهات النظر التي تضمن مواصلة مسيرة 4 مايو ستُجمع وتُطبع وتصدر عن هذا الاجتماع. وأضاف: "حرية الصحافة هي حرية المواطن وسيفشلون في الإيقاع بيننا وبين الرأي العام، فنحن مندوبو الرأي العام".
واُختتم المؤتمر بهتاف: "عاشت حرية الصحافة.. عاشت وحدة الصحفيين".
وتظاهر الصحفيون أمام النقابة بعد المؤتمر، ورغم أن الآن أغلق الشوارع المؤدية للنقابة في الساعات التي سبقت المؤتمر عاد وفتحها مرة أخرى أثناء تظاهر الصحفيين. وتواجدت أعداد قليلة من المواطنين المعترضين على فعاليات الصحفيين، واصطحبوا مكبرات صوت لتشغيل الأغاني الوطنية. وطالب بعضهم بدهس الصحفيين مع فتح قوات الأمن للطريق.