يمثل شيخ الأزهر أحمد الطيب عند الجماعة الشعبية الصوفية والآلاف من أعضاء نقابة الأشراف زعيمًا مدافعًا عن طبعة الإسلام كما يعتقدون فيه. ويعتبر بعض المعارضين العلمانيين وقوفه في وجه السلطة السياسية الحالية دليلًا على استقلاله وجرأته. وتصنفه أبواق للإخوان المسلمين زعيمًا سياسيًا معارضًا بسبب رفضه ما أطلق عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي "تطوير الخطاب الديني"، وقبلها تبرؤه من طريقة فض اعتصام رابعة.
لكن هؤلاء جميعًا يُغفلون حقيقة أن الشيخ نفسه جزء من منظومة الحكم الحالية، كما كان وقت نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك ونجله عندما رفض أي "معارضة للنظام طالما يعمل الشخص في مؤسسات الدولة"، وأنه "لا تعارض مطلقًا بين منصب شيخ الأزهر وانتمائي للحزب الوطني"، وأن عضويته في الحزب تتكامل مع منصبه الجديد "إذ أقدّم للحزب الرأي الرشيد وأستفيد من دعمه ومساندتي في أداء عملي"، وغير ذلك من تصريحات في أول أيامه كشيخ للأزهر في 21 مارس/ آذار 2010.
الشيخ الطيب لم يكن أول مشايخ الأزهر الذي يقول لا في وجه السلطة، فقد سبقه وقت الملك فاروق الشيخان محمد سليم الذي خسر منصبه لأول مرة بالإقالة عام 1951 بسبب تصريح "تقتير هنا وإسراف هناك"، وقبله الشيخ المراغي بسبب "رفض إطلاق فتوى تحرم زواج طليقة الملك فاروق مرة ثانية في عام 1945"، بحسب دار الإفتاء المصرية.
لكن المختلف في حالة الطيب هو استناده إلى قوة معنوية وتاريخية هائلة لم يمتلكها شيخ قبله بحكم الإقليم الذي ينتمي إليه والعائلة التي ينحدر منها والحلف الطبقي الذي يمثله. تظهر هذه القوة في حوادث قد لا تبدو ضخمة للقاهريين، لكنها مؤثرة في إقليم الصعيد، ونقصد هنا دوره في كبح تفجر غضب شعبي واسع بسبب مقتل مواطنين آخرهم عويس الراوي هذا العام، وقبله طلعت شبيب في العام 2015.
في هذا المقال سنحاول الإجابة على هذين السؤالين: من أين يستمد الطيب قوته؟ وإلى أى ظهير يستند؟ بعد أن نتذكر سريعًا موقف الطيب في زمن ثورة يناير.
تفجرت الثورة فارتبك الشيخ الطيب، فهو شيخ الأزهر الذي يمثل مرجعية المذهب السني في العالم الإسلامي كله، والمصريون غضبوا على الحاكم الذي عينه واصطفاه وجعله الإمام الأكبر، وهو شيخ طاعة لا شيخ عصيان، ومطلوب منه قول فصل في الحدث الكبير الذي تشهده البلاد، فانتظر حتى اعتزل مبارك الحكم وتولى عمر سليمان زمام الأمور، وهنا نطق الشيخ يوم 3 فبراير/ شباط، بعد يوم واحد من موقعة الجمل التي قتل فيها العشرات، فقال في بيان استخدم فيه لغة الأجندات الرائجة آنذاك "أحث الشباب على التعقل"، معتبرًا المظاهرات التي أسماها الأحداث "يراد بها تفتيت مصر وتصفية حسابات وتنفيذ أجندات خارجية"، داعيًا شباب الميدان "إلى العودة إلى بيوتهم وتهدئة الأوضاع، وانتخاب مجموعة منهم للاجتماع معه للتباحث في حل للأزمة ولنقف على كلمة سواء"، مضيفًا "أناشد المحتجين كوالدهم، فلا يوجد من في قلبه مثقال ذرة من دين يريد أن يغمس يده في ما يحدث".
هذا الرأي في مواجهة الشارع الثائر دفع بالشيخ إلى الخلف، لكن مَن يعرفون تاريخ عائلة الشيخ اندهشوا من هذا الموقف تحديدًا مفترضين به أن يكرر تاريخ أسرته، فاثنين من أجداده قاوما محمد علي باشا الكبير، ومن بعده الخديو إسماعيل، ودانت لهما زعامة جنوب الصعيد بين أعوام 1820 و1864.
الطيب الجعفري يواجه الباشا
في العام 1820 وبالتحديد في منطقة الأقصر ظهر شيخ يدعى أحمد عبيد الجعفري، هذا الشيخ جاء من أسوان، حيث يتجمع الجعافرة، أحفاد الحسين، واستقر في الأقصر. وأحمد عبيد شيخ متصوف اجتمع حوله الناس لأسباب عديدة أهمها الانتماء للدوحة النبوية، آل البيت، بجانب صلاحه وتقواه وسيره بين الناس سيرًا حسنًا. والناس في القرى خاصة في الصعيد يُجلّون رجال البيت النبوي، وكان محمد علي في تلك الفترة، قد انتهى من معركته مع المماليك بمذبحة القلعة الشهيرة عام 1811، تلك المؤامرة التي قتل فيها نحو خمسمائة من قادة وجنود المماليك، وكانوا يشكلون عقبة كبرى في سبيل تحقيق حلمه الإمبراطوري منذ أن تولى حكم مصر في مايو/ أيار 1805 وأطاح بقائد الثورة الشعبية عمر مكرم نقيب الأشراف ونفاه إلى دمياط.
وقتها امتلأت قلوب الأشراف بالكراهية ضد الباشا. ولما بدأ في السيطرة على أراضي المماليك والمُلتزمين (جباة الضرائب)، وألغى نظام الالتزام ووضع يده بالقوة على كل الأراضي، ومنح جزءًا منها لشيوخ قبائل العربان وموظفي دواوين حكمه. هنا بدأت تتشكل قاعدة شعبية للغضب، وفي الصعيد واجه مقاومة من الأشراف والملتزمين القدامى، وكان الشيخ أحمد عبيد حاضرًا في المشهد.
التف حول الشيخ كارهو الباشا، وقاوم الرجل الشريف المتصوف قدر استطاعه، لكن عصا الباشا الغليظة كانت أقوى من قدرات الشيخ الجعفري فهرب إلى العراق، وعاش هناك ما يزيد عن خمسة عشرة عامًا وعاد من غربته، وهو يحمل لقب البغدادي لقضائه سنوات في بغداد، وأنشأ قرية البغدادية وواظب على أوراده في خلوته وواظب الناس على التقرب إليه، فأصبح زعيمًا شعبيًا رغم هروبه من مواجهة الباشا.
هنا نقرأ ما سجله علي باشا مبارك في كتابه الموسوعي الخطط التوفيقية حول الشيخ الطيب عند حديثه عن قرى السليمية والبغدادية والقرنة، في الأقصر حاليًا، ومركز آل الطيب ودائرة نفوذهم الروحي. يقول علي باشا مبارك "وقد ظهر في قرية السليمية سنة ست وثلاثين ومائتين وألف (هجرية، أو 1820 بالميلادية) رجل اسمه الشيخ أحمد يدّعي الصلاح، وأقام بناحية حجازة من بلاد قفط، واجتمعت عليه الناس، وصار يعطيهم بعض العهود وكثر أتباعه حتى بلغوا نحو أربعين ألفًا، فاغتر بذلك وأظهر الخروج على الحكومة، ورتّب مع أتباعه حكامًا كحكام الديوان وضرب على البلاد الجرائم ونهب الأموال وما في الأشوان من غلال الميري وما عند الصيارف من نقود، وأكثر من الإفساد برًا وبحرًا، وخافته البلاد والحكام".
وجهة نظر السلطة ممثلة فيما كتبه علي باشا مبارك، أغفلت أن حركة الشيخ الطيب امتدت في الصعيد حتى وصلت إلى أسيوط، والجزء المتوارث الذي حكاه أحفاد هؤلاء الفلاحين كتاريخ شفاهي يتطابق في أجزاء كبيرة منه مع رواية علي باشا مبارك.
وفي العام 1864 اختلف المشهد حين ظهر ابن الشيخ أحمد ويدعى الطيب ليقود ثورة فلاحية عارمة، ويجنّد الثوار بطول الصعيد وعرضه مستندًا لتاريخ والده، ومعتمدًا على رصيده الروحي، فهو أيضًا شيخ صوفي وجعفري وكلمته مسموعة بين الفلاحين.
يتداول أحفاد الفلاحين الثائرين الحديث عن مذبحة وقعت وقت الخديو إسماعيل ضد أهالي قرية قاو الكبيرة التي تتبع مركز البداري، الواقعة ضمن أعمال محافظة أسيوط، وأن القوات الحكومية استخدمت المدافع لدك البيوت على رؤوس الفلاحين المنضمين لثورة الشيخ الطيب وسجنت منهم المئات، وهربت عائلات منهم إلى طما في سوهاج الواقعة غرب النيل، وأن المهّجرين من الفلاحين الثائرين أسسوا قريتين هما قاوّ غرب وعزبة القاوية.
استمرت آثار هذه المذبحة حاضرة في الذاكرة الشعبية لأهالي في صورة مواويل وأغنيات رثاء وحكايات عن القتلى والمفنيين والمسجونين بسبب تلك الثورة الفلاحية المجهولة*.
يؤكد هذه الروايات الشفاهية التي سمعتها في قريتنا بسوهاج صغيرًا مقطع قصير في مذكرات نوبار باشا، أول رئيس وزراء لمصر في مجلس النظار الذي أسسه الخديو إسماعيل عام 1878، وصدرت هذه المذكرات عن دار الشروق عام 2009 من ترجمة وتحقيق جارو روبير طبقيان، وإلهام ذهني، ولطيفة محمد سالم.
يقول نوبار باشا في مذكراته عما حدث في منطقة قاو: "وصلتنا الأنباء عن ظهور مهدي في قرية اسمها قاو شرق يثير نيران الثورة في القرى المجاورة، وفي الحال بدأ إرسال القوات، وتمت محاصرة القرى، وقصفت بالمدافع، وسجن كل سكانها وسافر الوالي إسماعيل مع بدء تنفيذ أحكام الإعدام التي استمرت أثناء وجوده، لدرجة أن راغب بك الذي كان قد عين وكيلًا للوالي جاء ليقابلني والغضب يتملكه وهو يقص عليّ ماحدث، واقترح أن نرسل برقية للوالي لنخبره بالأصداء السيئة التي انتشرت في القاهرة بسبب الأحكام التي نفذت بمنتهى الوحشية وكان يتولى أمرها شاهين باشا قائد القوات".
ويكمل نوبار باشا رسم الصورة فينقل حكاية أخرى عن ثورة الفلاحين بقيادة الشيخ الطيب الكبير "بعد عام أو عامين مضيا على هذه الأحداث، كنت مع الوالي إسماعيل ذات ليلة في سراي الجزيرة وحكى لنا أن مدير إسنا (قبل تأسيس قنا كمحافظة) أخبره بأن عجوزًا تم سجنه، وكان من الناجين من قاو شرق، حكى عن المهدي المنتظر ورسالته بإيمان شديد وقال للمدير: تخيل إننا نراه كثيرًا وهو يدخل إلى كوخ ويغلق الباب وراءه، ثم نلاحظ تصاعد دخان خفيف من سقف الكوخ، فإذا دخلنا الكوخ وجدناه قد اختفى، بعد أن تحول إلى الدخان الذي شاهدناه، وأنهى الوالي قصته بقوله لقد أمرت بتحطيم رأس هذا العجوز".
هذه الرواية التى أوردها نوبار باشا تشرح الخيال الشعبي الذي جعل من الشيخ الطيب نموذجًا أسطوريًا للمهدي المخلّص، الموجود في إيمان الشيعة وبعض المتصوفة، والذي يعتبرونه بمثابة طوق نجاة يعود فيملأ الأرض عدلًا بعد أن مُلئت جورًا وظلمًا.
زاد من ترسيخ هذه الصورة الأسطورية عن الشيخ الطيب الكبير، رسائل الليدي لوسي داف جوردن، الشاهدة على ثورة الفلاحين وقت إقامتها في الأقصر آنذاك، التي كتبت عدة رسائل وصفت فيها هذه الثورة المجهولة وصدرت هذه الرسائل مجمعة في كتاب بعنوان رسائل من القاهرة من ترجمة الروائي إبراهيم عبد المجيد، عن دار بيت الياسمين عام 2019، وتتضمن هذه الرسائل إشارة إلى الشيخ الطيب ووصفته بأنه شيوعي (بحسب الترجمة) يريد تقسيم الأرض التي يملكها الأغنياء ويوزعها على الفلاحين الفقراء.
وإنطلاقًا من هذه الرسائل؛ وصفت الدكتورة زينب أبو المجد مشاهد الصراع بين الفلاحين وحكومة الخديو إسماعيل والأوربيين الذين منحهم حق تملك الأراضي واستغلال نهر النيل في النقل التجاري، وذلك ضمن كتاب إمبراطوريات متخيلة الذي حمل عنوانًا فرعيًا هو تاريخ الثورة في الصعيد، من ترجمة الزميل الصحفي أحمد زكي عثمان، والصادر عن المركز القومي للترجمة بالقاهرة في العام 2015.
بعد التاريخ الذي سردناه في السطور السابقة عن التراث الثوري لعائلة شيخ الأزهر أحمد الطيب، يبقى السؤال: وماذا تبقى من هذا التاريخ؟ وهل يدفع هذا النظام والأجهزة الأمنية للجوء للشيخ لحل المشكلات التى تصنعها حماقات صغار الضباط والموظفين؟
الإجابة هي: انظروا إلى ساحة الشيخ.
هذه الساحة التي تحمل اسم الطيب، وهي مكان يرتاده أعضاء الطريقة الصوفية الخلوتية التي يرأسها الشيخ محمد الطيب، شقيق الشيخ أحمد، شيخ الأزهر، وتقع في جبل القرنة بالقرب من وادي الملوك والملكات ومعبد حتشبسوت، وتضم مكتبة تراثية ودارًا لتحفيظ القرآن الكريم، وتستقبل الزوار من كل مناطق مصر، حيث تُحلّ فيها النزاعات بين القبائل وتُعقَد فيها جلسات المصالحة العرفية بين المتنازعين برعاية كبار آل الطيب الذين يتمتعون بمكانة عظيمة في نفوس الناس هناك.
أنشئت هذه الساحة في العام 1900 على مساحة خمسة قراريط (القيراط 176 مترًا) على يد الشيخ الطيّب الحسّاني، وكان أزهريًا معممًا درس في الجامع الكبير لكنه رفض العمل في الحكومة وتفرغ لزراعة أرضه وأصبح شيخ طريقة وشيخ قبيلة، يوقره الآلاف ويفزعون إليه في أوقات الأزمات.
والأجانب القادمون لزيارة آثار الأقصر يقصدون هذه الساحة ويتعرفون فيها على مبادئ الإسلام والكثير من تعاليم الصوفية والثقافة الشعبية والعادات والتقاليد والمعتقدات، وللشيخ الطيب فيديو شهير يتحدث فيه إلى سائحين فرنسيين جاؤوا إلى الساحة ليتعرفوا عليها، وصادف وجود الشيخ الذي يجيد الفرنسية.
تبقى في النهاية مساحات التوافق بين الشيخ الطيب من ناحية، ونظام الرئيس عبد الفتاح السيسي ومن قبله مبارك، أكبر من مساحات الاختلاف، لكن يبدو أن نظام مبارك أدار مساحات الاختلاف بطريقة تُعطي الشيخ قدره اعتمادًا على ثقله الجماهيري والسند العائلي والثقافي التاريخي الذي يتكئ عليه.
مساحات الاتفاق الواسعة مع الشيخ يمكن تلخيصها في ناحيتين: الأولى فكرية والثانية اجتماعية وطبقية. المساحة الفكرية المشتركة هي العداء الكبير المشترك لجماعة الإخوان المسلمين، والإيمان بـ "الوسطية الدينية" التي تسمى نظريًا "العقيدة الأشعرية". كما يلتقي الشيخ والنظام في محطة رفض الثورة، كما شرحنا في بداية المقال، وتناقضها مع مصالح ما يسمى بالبورجوازية المحلية الصغيرة.
الجانب الثاني الذي يتفقان فيه هو الاقتصاد والطبقة الاجتماعية، فالشيخ يمثل في الصعيد الطريقة الخلوتية التي تضم في سجلاتها أغنياء المتصوفين، على العكس من طريقة ثانية في نفس المنطقة تسمى الطريقة السعدية وتضم الحرفيين والفقراء من قرى الصعيد.
هذا كله قد يفسّر لنا الحدة التي بدت في خطاب الشيخ الطيب في مؤتمر جامعة القاهرة الذي كان مخصصًا للعزف على نغمة ما يسمى "تجديد الخطاب الديني وتنقية التراث الإسلامي" والذي يتجسد بحسب الرئيس السيسي في تغيير الخطاب الأزهري في مواجهة المشروع الإخواني. في هذا المؤتمر ظهر الشيخ الطيب بصورة أقوى من مناظِره رئيس جامعة القاهرة وكانت له الغلبة، وتداول الناس كلمته على مواقع التواصل الاجتماعي ووصفوه بالشيخ المدافع عن الدين والمعارِض للسلطة السياسية.
إجمالًا يمكن القول إن الشيخ أحمد الطيب المدعوم بتاريخ عائلي ثوري عريق استفاد من هذا التاريخ والمكانة الروحية الكبيرة التي تتمتع بها عائلته المنتمية إلى الجعافرة الأشراف وهم قوة اجتماعية كبيرة تقدر بالآلاف، ولو أضفنا إليهم الأدارسة، نسبة إلى الإدريسي صاحب المقام المشهور في الأقصر الذي يحج إليه كل عام أدارسة المغرب والسودان، لعرفنا أن له بعدًا إقليميًا أيضًا.
هذا كله جمع للطيب أوراقًَا كثيرة تجعله قادرًا على خوض المعارك في مواجهة أي نظام، إن أحب، مستندًا إلى وظيفته في "حماية نسخة الإسلام السني المصري"، ومستندًا إلى تاريخه العائلي العريق. هذا كله يجعله شيخًا مختلفًا عن سابقيه الذين تولوا المشيخة لكنهم لم يمتلكوا القوة المعنوية التي تضمن لهم القدرة على مواجهة السلطة، الغاشمة بطبيعتها.
*سأورد هنا نسخة من الرواية الشفاهية لأسطورة نجاة ثوار قاو من السجن في قلعة محمد علي، حسبما سمعتها من الراوي محمد أبو زيد عبد الله، في قريتنا في سبعينيات القرن الماضي: