
ابني متنمر.. كيف أنقذه؟
اتصالٌ هاتفي صباحي تلقته غادة المصري من مديرة حضانة طفلتها التي لم تتجاوز الثلاث سنوات ونصف، تشتكي من سلوكها مع زملائها الذي ينطوي على ما أسمته "تنمر واضح"، "قالت لي بنتك رافضة تتعامل مع أصحابها الأسوانيين والسودانيين، وبتبعدهم لو حد وقف جنبها وتقوله يع، روح إغسل وشك".
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل امتد إلى رفض الطفلة السلام على زوج المديرة ذي البشرة السمراء "مارضيتش تسلم عليه وطلبت منه نفس الحاجة". لم تستطع غادة الرد على الشكوى، الصدمة أعاقتها.
كان أمام غادة طريقان إما الاستعانة بمتخصص تعديل سلوك، أو الاعتماد على خبرتها التي اكتسبتها من دبلومة التربية التي حصلت عليها، وهو ما فضلته وقررت التعامل مع مشكلة طفلتها بطريقة غير مباشرة.
"قررت إني مافتحش كلام معاها عن الموضوع وما أعاقبهاش، من ناحية تانية بصيت حواليا لقيت كل عرايسها شقرا، فبدأت أفكر إنها محتاجة تتعلم إن مش كل الناس حاجة واحدة" تقول الأم.
المدارس بيئة خصبة للتنمر
الأثر الذي يتركه التنمر في ضحاياه لا يتوقف عند ما يصيب مشاعرهم أو يوثر على نفسياتهم وسلوكياتهم، لكنه قد ينتهي بكارثة مثلما حدث مع صباح وليد، التلميذة بالصف الأول الإعدادي، إذ وقعت ضحيةً لتنمر أقرانها بمدرسة الإسكان العائلي الإعدادية للبنات كونها من ذوات الإعاقة وتعاني من تأخر عقلي بسيط، ما عرضها للإيذاء النفسي والبدني، وانتهى بفقدها حياتها داخل المدرسة.
حادثة صباح ليست الوحيدة، حيث تشهد المدارس المصرية عشرات الحوادث التي تصل للأذى البدني، ووفق إحصاءات يونيسف بالتعاون مع المجلس القومي للطفولة والأمومة في 2018، فإن 70% من أطفال مصر يتعرضون للتنمر في الفئة العمرية من 10 إلى 12 سنة على يد زملائهم في المدارس.
وترى الدكتورة إيمان عزت مؤسِّسة حملة حماية لتوعية الأطفال والأسرة من التحرش والتنمر والعنف أن هذه النسبة أقل من الواقع، "دي الحالات إللي بيتبلغ عنها بس" تقول لـ المنصة.
وتُفسّر إيمان الحاصلة على الدكتوراه في فلسفة التربية من جامعة القاهرة ارتفاع معدلات التنمر بين الطلاب في المدارس بغياب التوعية التربوية بشكل عام، وعدم إلمام المدرسين بمفهوم التنمر وآثاره الخطيرة، "ما حدّش واخد الموضوع جد".
ويتسبب التنمر في عدد من الآثار السلبية الشائعة كما رصدتها يونيسف مثل فقدان الثقة بالنفس، وفقدان التركيز وتراجع المستوى الدراسي، والخجل الاجتماعي والخوف من مواجهة المجتمعات الجديدة، وتأثر الصحة النفسية بأمراض مثل الاكتئاب، والقلق، والرغبة في الانتحار.
الأسرة هي الأساس
تكشفت تجربة منى السداوي مع ابنها "ز" صاحب الأعوام العشرة عن دورٍ للأسرةٍ في تغذية سلوك التنمر عند أطفالها، تقول لـ المنصة "كنا بنضحك في البيت على تريقته علينا وتقليده لينا، لكن لما عمل كده مع زمايله في المدرسة بدأت تجيلي شكاوى، وبدأت أحس إن فيه مشكلة".
"دي مسؤولية الأسرة" تُحَمِّلهم ليلى أحمد كرم الدين، أستاذة علم النفس بكلية الدراسات العليا للطفولة في جامعة عين شمس، مسؤولية حماية الأبناء من التعرض للتنمر، أو ممارسته ضد أقرانهم في المدارس "لو الأسرة بتشجع ابنها ومحسساه بالثقة والأمان ومبتهزقوش، هيقدر وقتها يقاوم مضايقات أصحابه سواء في المدرسة أو النادي أو الحياة عمومًا وعلى رأسها التنمر".
الموروثات الثقافية الخاطئة لدى بعض الأسر تزيد من وتيرة التنمر في المدارس
وترى ليلى كرم الدين، التي سبق لها ترؤس لجنة قطاع دراسات الطفولة ورياض الأطفال بالمجلس الأعلى للجامعات، أن العلاقة بين أفراد الأسرة تؤثر بشكل مباشر على سلوكيات الأطفال مع زملائهم، "لو الأسرة فيه بين أفرادها كراهية وعدم احترام، هيصدّروا المشاعر السلبية للأطفال، والأطفال هيمارسوها. ولو الأسرة بتميّز بين الإخوات مثًلا، أو مش بيراعوا مشاعر بعض، الطفل هيتصرف بنفس الطريقة مع زمايله"، تقول لـ المنصة.
وعي حكومي يخفت صوته
مع انتشار التنمر وتواتر ظواهره في الشوارع والمدارس، انتبهت الدولة إلى ضرورة مكافحته فوضعت تعريفًا لأشكاله المختلفة سواء البدني أو النفسي أو الإلكتروني أو اللفظي، وشرّعت قانونًا يصف التنمر بالجريمة، بل وغلّظت العقوبة سواء بالغرامة أو الحبس.
في سبتمبر/أيلول 2018، تبنّت الدولة أول حملة قومية لمناهضة التنمر والتمييز، جرى بثها بشكل مُكثف في مختلف الوسائل الإعلامية تحت شعار #أنا_ ضد_ التنمر، بالتعاون بين المجلس القومي للطفولة ووزارة التربية والتعليم ومنظمة يونيسف، وشارك فيها الفنان أحمد حلمي الذي بدأ حياته بتقديم برامج للأطفال والمعروف بزواجه المستقر من الفنانة منى زكي. لاقت الحملة صدى جماهيريًا وفقًا لأرقام المشاهدة لكنه خفت بعدها.
يفسِّر الحقوقي أحمد المصيلحي الاهتمام الإعلامي بمناهضة التنمر في ذلك الوقت بأنه كان استجابةً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي المباشرة في هذا الشأن بالتزامن مع التفاعل الواسع مع قضية الطالب الإفريقي جون ضحية التنمر، الذي جلس بجوار الرئيس في منتدى شباب العالم 2018.
تُرجم هذا الاهتمام فيما بعد بموافقة مجلس الوزراء على مشروع قانون بتعديل بعض أحكام قانون العقوبات يوليو/تموز 2020، من خلال إضافة مادة جديدة برقم "309 مكررًا ب"، أوردت تعريفًا للتنمر.
لم يعد التنمر يحظى بنفس الزخم الإعلامي الذي شهده عام 2018، وإن ظهر مؤخرًا ضمن حملات توعوية محدودة بالمدارس في المحافظات، مثل محافظة شمال سيناء تحت شعار اعرف نبيّك وواجه العنف والتنمر، أو حملة لا للعنف.. لا للتنمر من تنظيم إدارة التوعية بشركة مياه الشرب والصرف الصحي بمحافظة القليوبية.
لائحة التحفيز تفتقد الكوادر
في سبتمبر 2024 أصدرت وزارة التربية والتعليم لأول مرة لائحة التحفيز التربوي والانضباط المدرسي، التي نصت على أن التنمر شكل من أشكال الإساءة والإيذاء النفسي المُتعمّد، ونصّت اللائحة على عقوبات لكل مخالفة، وفي حال تطورت إلى جرائم يعاقب عليها القانون فتُحوّل إلى القضاء كقضية جنائية حتى يُبتّ فيها.
برنامج تحفيزي لمكافحة التنمر يتضمن ندوات توعوية وملصقات دعائية بالمدرسة
وتُلزم اللائحة كل مَدرسة بتشكيل لجنة للحماية تتكون من مدير المدرسة، ورئيس مجلس الأمناء، وآباء وأعضاء مجلس أمناء، ومعلمين، ومسؤول شؤون الطلاب، والمُختصين الاجتماعيين والنفسيين، ومسؤول الأمن في المدرسة، يكون دورها جمع المعلومات وتلقي الشكاوى بشأن التنمر.
وفيما تصف ليلى روبي، مديرة مدرسة إدفو الابتدائية بنين في أسوان، اللائحة بـ"خارطة طريق" أعادت الانضباط المدرسي لأصوله، يرى الحقوقي أحمد المصيلحي أنها "تظل حبرًا على ورق طالما لم تتوفر الكوادر التعليمة القادرة على تطبيقها".
توضح ليلى روبي لـ المنصة أن مدرستها تطبق "برنامج تحفيزي لمكافحة التنمر، يتضمن ندوات توعوية وملصقات دعائية ترفض التنمر، كما يُصمم الأخصائيون مسرحية سيكودراما تُعرض في طابور الصباح، تحكي حدوتة أشبه بفزورة نسرد فيها سلبيات التنمر بلغة بسيطة ومفهومة، ونُحفز التلاميذ على الانتباه للإجابة على الأسئلة في نهاية العرض".
فيما يتفق كل من المصيلحي وأستاذة علم النفس ليلى كرم الدين على ضرورة إيمان الكوادر التعليمية بأن التنمر جريمة، "لأننا واجهنا أزمات سابقة لما عملنا تدريبات لكن وقت التطبيق لجأت الكوادر لنفس الممارسات القديمة، ويبقى ما عملناش حاجة" حسب المحامي.
المتنمر ضحية للتنمر
افتقاد المتخصصين لمهارات التعامل مع ظواهر مثل التنمر في المدرسة دفع منى السداوي والدة الطفل "ز" إلى اللجوء لمتخصص "ذهبت بابني لأخصائي نفسي لتعديل سلوكه، خاصة أن الموضوع كان بيتطور معاه بصورة غير متخيلة، التنمر مبقاش بس لفظي، أصبح بالعين وحركات الجسم وتقليد الآخرين بصورة ساخرة. الغريب إن الدكتور كان مُصمم إن سن ابني صغير على جلسات تعديل السلوك".
لم تنجح التجربة "3 جلسات وملاحظتش أي تغيير إيجابي، الدكتور كان بيهزر معاه ومبسوط باللي بيقوله ويعمله"، ليستمر "ز" في سلوكه حتى جعلته الظروف هو نفسه ضحية تنمر "حصلتله مشاكل في جهازه التنفسي، وأخد كورتيزون فوزنه زاد جدًا وبقوا الأطفال في المدرسة يتّريقوا عليه وينادوه بـ شوكولاتة بابلز، كلبوظة، أبو كِرش".
ينبغي عند اختيار المعالج أن يكون متخصصًا في تعديل سلوك الأطفال، ويكون واعيًا لأساليب التعامل مع الطفل المتنمر، التي تحتاج إلى تدريب وممارسة.
وتؤكد زينب الجابري الأخصائية النفسية بمدرسة شمال المدينة الابتدائية بمركز إدفو، التابعة لمحافظة أسوان في جنوب مصر، على خطأ التعامل مع الطفل المتنمر بأسلوب العقاب، وفي المقابل تتبع خطوات ترى أنها مضمونة النجاح في التعامل مع الأطفال، تقول لـ المنصة "نَفَسي طويل معاهم لأن أهم شيء كسب ثقتهم. لما تحصل مشكلة لازم أسمع الطفل ويحكي لي من غير تعنيف أو أحكام، وتكون بينا جلسة فردية وديّة وسريّة، أعرّفه فيها خطورة إللي عمله، وإزاي أذى زميله نفسيًا".
تؤكد الأخصائية النفسية أن بناء الثقة المشتركة يفتح قنوات تواصل مع التلاميذ "بييجوا يحكولي ع اللي بيعملوه"، وتشدد على أن لائحة التحفيز التربوي للجنة الحماية المدرسية قد تكون أكثر فعالية مع طلاب مراحل تعليمية أكبر مثل الإعدادي والثانوي، لكن "تلاميذ الابتدائي تقدري تعدّلي سلوكهم وتشكليهم بسهولة".
إعادة توجيه طاقات الأطفال
تختلف معها إيمان جابر استشارية الصحة النفسية للأطفال والمراهقين في أن هناك ضرورة لعقاب الطلاب المتنمرين، وتفترض أن "كتير منهم بيكون هدفهم لفت الانتباه وفرض السيطرة، عاوزين يبقوا مشهورين بين أقرانهم في المدرسة، ولما المجتمع/المدرسة تقبل منه سلوك التنمر أكتر من مرة، بيبقى صعب تسيطري عليه".
يستغل الأبناء سلطة الأبوين وكذلك نشاط جروبات الماميز في التأثير على إدارة المدرسة للإفلات من العقاب
وتضيف لـ المنصة "لو اتعاقب المتنمر سواء بالحرمان من الأنشطة أو نزول الـbreak، هيشعر إنه مفيش مكسب من هذا السلوك، وساعتها مش هيكرره".
وتؤكد إيمان أن العقاب لا يتحقق بسبب "تدخل العائلات"، ويتفق معها الحقوقي أحمد المصيلحي بقوله "رصدنا من خلال عملنا في الشبكة حالات كتيرة وخصوصًا في المدارس الدولية والخاصة، بيستغل فيها الأبناء سلطة الأبوين وجروبات الماميز في التأثير على إدارة المدرسة وإفلات الطفل المتنمر من العقاب، بل وأحيانًا عقاب الطفل ضحية التنمر ونقله من الفصل".
غير أن هذه الأساليب لا تحقق الغاية منها، فالطفل يمارس التنمر بدافع من قلة التعاطف والشعور بالاستحقاق، وهو ما يتطلب أسلوبًا غير عقابي، مثل إعادة توجيه المتنمر إلى أنشطة أخرى تساعده على لفت الانتباه إليه بعيدًا عن التنمر، مثل التمثيل، أو الغناء، أو التفوق الرياضي، كما تسهم الرياضة بدور علاجي في حالات التنمر إذ تعتبر طريقة فعالة في تفريغ الطاقة السلبية لدى الأطفال المتنمرين، بما يساعد في التقليل من التنمر.
ينسحب الأمر كذلك على الأسرة التي عليها معالجة الأسباب المتعلقة بالعنف داخل الأسرة أو قلة الاهتمام ونقص التقدير. كما توصي يونسيف بضرورة اتباع أساليب صحية لعلاج المواقف عن طريق تشجيعه على "وضع نفسه مكان الآخرين" من خلال تخيّل تجربة شخص يتعرض للتنمر. وتذكيره بأن ما يفعله له تأثير سيئ.
يتساءل المصيحلي عن دور المجلس القومي للطفولة والأمومة باعتباره هيئة مستقلة دورها الرقابة والمتابعة والإشراف على التزام الوزارات المعنية بتوفير متطلبات وحقوق الطفل، وعلى رأسها وزارتا التعليم والصحة.
ويوضح أنه "وفقًا لما نص عليه قانون الطفل 126 لسنة 1996 والمعدل 12 لسنة 2008، المجلس تتبعه لجان حماية فرعية بكل محافظة ومركز، دورها المراقبة والمتابعة، وإحدى صلاحياتها الإشراف على المدارس"، مطالبًا المجلس بتفعيل دور هذه اللجان وتحركها داخل المدارس.
وانتقد رئيس شبكة الدفاع عن حقوق الطفل تلاشي اهتمام الدولة بمكافحة التنمر، وبسببه "عدنا لطريقة العمل كالجزر المنعزلة، محافظة أو إدارة هنا أوهناك تنظم حملة للتنمر دون استراتيجية واضحة"
كيف أنقذ ابني؟
تركز إيمان عزت مؤسِّسة حملة حماية بالتعاون مع مؤسسات دولية على استهداف الأهالي وتوعيتهم بخطورة التنمر كسلوك مُعدٍ، "قلنا لولي الأمر خد بالك أما بتهزر مع ابنك عن شكله أو شعره، ده بيئذيه نفسيًا".
نظمت الحملة حوالي 120 ورشة لمكافحة التنمر بين الأطفال، استهدفت 2000 ولي أمر، و900 من العاملين بقطاع التعليم ، واستفاد منها 3500 طفل في 10 مدارس وهيئات تعليمية مختلفة بالقاهرة الكبرى.
وتتمنى استشارية الصحة النفسية للأطفال والمراهقين عقد بروتوكول مع وزارة التربية والتعليم، مع ضرورة إدراج مواد في المناهج التعليمية الخاصة بالأخلاقيات والسلوكيات "بحلم أغطي كل مدارس الجمهورية، وعندي استعداد أمحي أمية التنمر والتحرش من كل مدارسنا الحكومية".
تعكف إيمان حاليًا على إنجاز دليل تدريبي شامل للمعلمين والقائمين على العملية التعليمية ومقدمي الرعاية في الحضانات أيضًا لكل أشكال التنمر وسبل علاجها، يتضمن وسائل توعوية معاصرة من المسرح التفاعلي وأغاني ومسابقات رسم وتلوين.
فيما تدعو إيمان جابر استشارية الصحة النفسية الأسُر لتقوية المناعة النفسية لأبنائها ليواجهوا سلوك التنمر من أقرانهم "بكون قريبة من إبني، بدعمه وبتفهم مشاعره وبقدم له الدعم في الوقت المطلوب"، مؤكدة أنه "للأسف فيه أهالي بتمارس التنمر على أبنائها وتسخر منهم، معتقدين أن دي حاجة لطيفة!".
بينما يُطالب المصيلحي بضرورة منع الأطفال من متابعة المشاهد العنيفة المنتشرة في الدراما والسوشيال ميديا، "نواجه أزمة خطيرة من التنمر الإلكتروني يجب الانتباه إليها بجانب التنمر في المدارس".
وتعتقد ليلى كرم الدين أستاذة علم النفس أن "القانون وحده لا يكفي لردع التنمر، ومدارسنا تحتاج لعودة الأنشطة الإبداعية والفنية، التى يفرغ فيها الطلاب طاقاتهم، ومعسكرات الكشافة التي يتعلم ويتدرب فيها الطلاب منذ الصغر على قيم التسامح والتعاون ونبذ العنف".
بالعودة لغادة الأم التي سعت لتعديل سلوك طفلتها المتنمرة، فلقد اشترت لها عروسة ذات بشرة سمراء، ومجموعة من القصص عن الأجناس المختلفة للبشر، وبدأت في تعريف ابنتها على العالم الواسع في محاولة لتقويم سلوكها، فيما كانت التجربة العملية التي عاشتها منى مع ابنها "ز" نقطة التحول في سلوكه، إذ كان المرض منحةً أعطته درسًا ربما كان قاسيًا لكنه مفيد، تقول إن "سلوكه اتحسن وبقى بيحترم الحدود الشخصية مع الكبار، وكل فين وفين أما يتريق على أخوه أو حد في العيلة، لكن بنظرة واحدة بيعرف غَلَطُه وبيعتذر لي ولأخوه".