أعلنت الحملة الانتخابية للسياسي أحمد الطنطاوي، أمس، خروجه من سباق الانتخابات الرئاسية المقبلة، لعدم تمكنهم من استكمال عدد التوكيلات المطلوبة للترشح، في ظل حالة من "المنع الممنهج" الذي تعرض له أنصاره، حسبما قال منسق الحملة المحامي محمد أبو الديار، في وقت وصف الطنطاوي ذلك "بخوف من السلطة مقابلته على الستارة والصندوق"، وأعلن عن "مشروع سياسي للإنقاذ الوطني".
وأضاف أبو الديار، خلال مؤتمر صحفي عقدته الحملة بمقر حزب المحافظين بجاردن سيتي مساء الجمعة، "كنت أتمنى أن أقف بين أيديكم اليوم معلنًا عن الرقم الحقيقي، ويوازيه الرقم الرسمي الذي حصلنا عليه، ونعلن من ثم الترشح للانتخابات الرئاسية، ولكن يا سادة لقد أظهرت هذه السلطة منعًا ممنهجًا وبكافة السبل متساندة مع فئات ذات مصالح شخصية، ولا تنظر أبدًا لمصلحة الوطن ولا مصلحة المواطن".
وكان حزب المحافظين طلب من أنصاره قبل أيام تحرير توكيلات تأييد للطنطاوي، لتمكينه من خوض السباق الرئاسي، في ظل "المضايقات" التي تعرضت لها حملته، علمًا بأن الحزب لم يكن من الأحزاب الأولى التي أعلنت تأييد الطنطاوي مثل الكرامة، والتحالف الشعبي الاشتراكي.
ومن جانبه، قال الطنطاوي، إن "منع مؤيديه من الوصول إلى مكاتب الشهر العقاري في الداخل، والسفارات والقنصليات في الخارج، لا يعكس إلا خوف السلطة من مقابلته على الستارة والصندوق".
وسبق وانتقدت عدة جهات حقوقية وسياسية من ضمنها الحركة المدنية الديمقراطية الانتهاكات التي تحدث عند تحرير التوكيلات الشعبية لبعض راغبي الترشح، وفي مقدمتهم الطنطاوي.
وأضاف "لأن النتيجة هتبقى ببساطة انعكاس لإرادة مواطنين مصريين عبروا عن ده بحرية في سفارات وقنصليات بلدهم، والكلام ده أنا قولته وعلى عهدتي تاني، إذا ما سُمح للأمل بأن يكون اسمًا مدرجًا في قائمة المرشحين الحالية، فأنا لا أظن أن مرشح السلطة الحالي يستحق، أو يقدر على أكتر من 1% من الأصوات، وهجامله وأقول ويعرف ويعمل له كمان من 5 لـ6 لـ10% هيجيبهم قهرًا أو خوفًا".
وأورد الطنطاوي "رعب مرشح السلطة من إني أقابله على الصندوق ومطاوعة أجهزة ومؤسسات الدولة له في ذلك، لن يمنعنا النهاردة وإحنا بننهي الحملة إننا نبدأ مشروع"، مؤكدًا "نحن لم ننسحب ولن ننسحب، وإذا كان الغشم قد أغلق باب جديدًا فسوف نفتح للأمل أبوابًا".
وسبق وأعلنت حملة الرئيس عبد الفتاح السيسي عن جمع مليون و130 ألفًا و105 توكيلات شعبية لترشح الرئيس، وسط حشد لأحزاب أمام مقار الشهر العقاري في مقدمتها حزب مستقبل وطن.
وحول ملامح مشروعه السياسي المنتظر، قال الطنطاوي "أخيرًا نقدر ندّعي إن 25 يناير يتبلور لها الآن مشروع سياسي، وإن النضال العظيم اللي أظهره الشعب المصري في الميادين، علينا إننا نجد له طريقة مبتكرة في ظل الدستور والقانون علشان ييجي آمنا عاقلًا رشيدًا".
وأشار إلى أن الحملة تُجري مشاورات بين أعضائها ومع شركائها حول الخطوات المقبلة، مؤكدًا أن "وثيقة التوكيلات الإلكترونية التي أطلقتها حملته ستكون حجر الأساس بالنسبة له في اختيار هذه الخطوة بعد الأربعة عشر يومًا المخصصة للانتخابات".
وأضاف أن "الرأي الراجح حتى هذه اللحظة داخل الحملة بهياكلها التنظيمية، والذي لا بد أن ينتقل بشكل ديمقراطي في دايرة تشاور على مدار الأسبوعين المقبلين، هو إن إحنا محتاجين مشروع مكتمل له 4 مستويات؛ محتاجين تنظيم سياسي، ومحتاجين جبهة أو تحالف واسع، ومحتاجين مشروع إجرائي لا إنشائي، وهنعتبره مسودة مشروع إنقاذ وطني لن ننفرد بيه، وإنما هنكون مفتوحين على كل خبرات الوطن للنقاش الفوق أيديولوجي".
نحو المقاطعة
وحول موقفه من التصويت في الانتخابات، ودعم أحد المرشحين وتحديدًا رئيس الحزب المصري الديمقراطي فريد زهران، قال الطنطاوي "ما نشهده في هذه الانتخابات هي منافسة بين مرشح السلطة، ومجموعة من مؤيديه وأشباه المعارضة".
غير أنه عاد ليؤكد أن قرار التعاطي مع العملية الانتخابية سيدخل في دائرة التشاور خلال مدة الأربعة عشر يومًا، "لسه لم نستقر هنعمل أيه، لكن استقرينا إن إحنا رافضين إيه، فأنا لم أجد عضوًا واحدًا في حملتي الانتخابية مستعد لدعم من اختار أن يؤدي دورًا رُسم له أو أمر به".
وقدم زهران أوراقه إلى الهيئة الوطنية للانتخابات في 8 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، مدعومًا بـ30 تزكية من نواب البرلمان. وهاجم مرشح الحزب المصري الديمقراطي الطنطاوي خلال حوار مع المنصة، ونفى أن يكون محسوبًا على الحركة المدنية الديمقراطية.
وردًا على سؤال آخر حول موقفه من التحالف مع جماعة الإخوان، وما أثير حول لقائه بمجموعة من أعضاء الإخوان وحزب الله أثناء سفره للبنان، أكد الطنطاوي أن "جماعة الإخوان بالنسبة له هي خصم سياسي".
أما عن لقاءاته بلبنان، فقال الطنطاوي "ليس لدي ما أخفيه والسلطات اللي بتعد عليا أنفاسي في مصر لو كانت لقت ما يثار أو غيره كان تم اغتيالي معنويًا، أنا امتنعت عن لقاء هؤلاء أو غيرهم لإني عارف إني بعيش في مناخ فيه تربص ووفرت على أبناء هذا المشروع أن نؤخذ من هذا الجانب".
وكان السياسي المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين أيمن نور التقى الطنطاوي في لبنان، بحسب ما نشرته شبكة رصد.
أرقام من الحملة الانتخابية
وفي معرض حديثه عن الخروج من السباق، قال منسق الحملة محمد أبو الديار إن "الهيئة الوطنية للانتخابات لو كانت استجابت لطلباتهم بشأن ضمان نزاهة الانتخابات، لما كنا وصلنا إلى هذه اللحظة المأساوية التي يشعر فيها الجميع بالمرارة، رغم أننا نؤكد أننا نقف موقف المنتصر ، لأن شخصًا أعزل من أي شيء وقف وحده، ومن وارئه الشعب المصري أمام هذه السلطة الغاشمة بكل أدواتها".
وكان الطنطاوي تقدم بشكوى إلى الهيئة الوطنية للانتخابات بما تتعرض له حملته من انتهاكات، وذلك خلال لقاء مع الهيئة في 10 أكتوبر الجاري، وعقب اللقاء أصدرت الهيئة بيانًا ترفض فيه طلب أحد راغبي الترشح باستثناءات له.
وأعلنت الهيئة الوطنية للانتخابات، أمس، أنها استعرضت في اجتماع لمجلس إدارتها الطلبات المقدمة من قبل أحد راغبي الترشح في الانتخابات الرئاسية، والتي تدور في مجملها حول طلب بعض الاستثناءات والمعاملة الخاصة في الإجراءات المتعلقة بتحرير نماذج التأييد لطالبي الترشح.
وأعلن أبو الديار مجموعة من الأرقام التي حصرتها الحملة خلال عملها، "حصرنا في الأيام الأخيرة أكثر من 850 شكوى إلكترونية عبارة عن تعديات، ومنع مباشر بالتعدي النفسي والبدني والترهيب أو الاستدعاء لمقرات الأمن الوطني، كلها شكاوى إلكترونية موثقة لدينا وسوف ننشرها على صفحات الحملة".
وأضاف أن الحملة تقدم لها عدد 360 مواطن مصري حاول أن يوثق نموذج التأييد الخاص به في مقرات الشهر العقاري، إلا أنه "مُنع بكافة السبل بداية من البلطجية وصولًا إلى موظف الشهر العقاري، اللي دايمُا سستمه واقع بفعل فاعل"، فضلًا عن توثيق الحملة لعدد 50 فيديو مسجل عن انتهاكات ومخالفات "أقل ما يقال عنها أنها جريمة في حق الشعب المصري".
وكانت حملة الطنطاوي أطلقت حملة لجمع توكيلات موازية في ظل "التضييق" الذي تتعرض له الحملة، ما أسفر عن القبض على 8 أشخاص بتهمة "الانضمام إلى جماعة إرهابية".
وأكد أن مقر الحملة بالقاهرة ومقراتها بالمحافظات تسلمت خلال 72 ساعة من إطلاق "التوكيلات الشعبية" 70 ألف استمارة، قائلًا "وهو العدد الذي نحتاج إلى ثلثه فقط، وأطلقنا بعدها استمارة إلكترونية شعبية "ما يقدرش يملأ بياناتها إلا اللي يمتلك رقم قومي، ويدخل بياناته كاملة حتى تقبل الاستمارة إضافته، وتلقينا أكثر من 130 ألف راغب في توثيق نموذج تأييد للطنطاوي لنثبت أن الشعب المصري مُنع من أن يوثق إرادته أمام مكاتب الشهر العقاري".
وقال أبو الديار أن الرقم الرسمي الذي وصل إلى الحملة من توكيلات الشهر العقاري حتى الآن بلغ 14 ألف و161 توكيلًا، لافتًا إلى أن ثلث هذا العدد كان من المصريين بالداخل، قائلًا "ولو تُركنا نعمل بكامل إرداتنا، ولو السفارات استمرت في العمل كما بدأت في اليوم الأول لتمكننا من استكمال توكيلاتنا بالخارج".
يأتي ذلك في وقت تغلق الهيئة الوطنية للانتخابات باب استقبال طلبات الترشح للانتخابات في الثانية عصر اليوم، بعدما تقدم كل من الرئيس عبد الفتاح السيسي، ورئيس حزب الوفد عبد السند يمامة، ورئيس حزب الشعب الجمهوري حازم عمر، ورئيس الحزب المصري الديمقراطي المعارض فريد زهران، بأوراق ترشحهم.
وسبق وأعلنت الهيئة يومي 16 و17 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، لإعلان القائمة المبدئية للمرشحين للرئاسة، على أن تعلن القائمة النهائية في 9 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.